من أكبر المدن مساحة في ألمانيا

#هلا_بالسفر.. «مونستر».. عاصمة الدرّاجات الهوائية

صورة

مدينة مونستر هي واحدة من مناطق التكثيف الحضري الألمانية الـ42، وتُعتبر من أكبر المدن مساحة في ألمانيا. ومن ضمن هذه المساحة العديد من البلدات قليلة عدد السكان. وتقع مدينة مونستر في ما يسمى «الخليج الوستفالي»، على ضفتي نهر «آ» الصغير، وعلى بعد 15 كيلومتراً من مصبه في نهر الإمس. وتُشكل التجمعات السكنية المتفرقة والمزارع الوحيدة سمة المشهد المحيط بالمدينة في بلاد مونستر.

ومونستر مدينة مستقلة في شمال الراين وستفاليا في ألمانيا. تقع في الجزء الشمالي من الولاية، وتعتبر المركز الثقافي لمنطقة ويستفاليا. وهي أيضاً عاصمة منطقة الحكم المحلي في مونسترلاند. وكانت عبارة عن موقع تمرد أنابابتيست خلال فترة الإصلاح البروتستانتي، وموقع توقيع معاهدة ويستفاليا التي أنهت حرب الـ30 عاماً في عام 1648. واليوم تُعرف باسم عاصمة الدرّاجات في ألمانيا. حصلت مونستر على مكانة مدينة كبيرة (مدينة رئيسة)، حيث تضم أكثر من 100 ألف نسمة في عام 1915. واعتباراً من عام 2014، يوجد 300 ألف شخص يعيشون في المدينة، منهم نحو 61 ألفاً و500 طالب مسجلون في الإحصاءات السكانية الرسمية كإقامة رئيسة في مونستر. وتمتاز هذه المدينة بمناخها اللطيف صيفاً، حيث تعتبر من المدن الباردة، وكثيرة الأمطار نسبياً. كما يوجد فيها العديد من المعالم الأثرية التي تروي الكثير عن تاريخ المدينة، والمتاحف والمعارض المتنوعة. إضافة إلى الجامعات والقصور العتيقة، والفنادق والمنتجعات، والمطاعم المحليّة والعالميّة. وذلك إلى جانت مراكز التسوّق التي تجمع بين الترفيه، ومتعة التسوّق، والطعام اللذيذ. هناك الكثير من الكنوز التي تنتظر السياح، القادمين من مختلف أنحاء العالم، لاستكشافها والتعرّف إليها في مونستر.

ومن الأمور الملفتة للنظر في مونستر الدرّاجات الهوائية التي لا تقتصر حركتها على كورنيش السور القديم داخل المدينة فقط. هذا الكورنيش الذي بناه «فيلهلم فرديناند ليبر» في سنة 1770 ليكون طريقا للمشاة وللدرّاجات، ويطوق البلدة القديمة بأكملها على شكل دائري. ويقع في جزء كبير منه مكان منشآت السور الدفاعي السابق. ويبلغ طول الكورنيش نحو 4.5 كم.

حُوّلت المناطق الصناعية السابقة في شارع هافركمب ومنطقة الميناء في حي هانزا إلى مناطق ترفيهية حيث تحوي الآن العديد من صالات العرض والمطاعم وأماكن ترفيهية وثقافية أخرى.

معمارياً، مدينة مونستر مليئة بالتناقضات. تطغى البلدة القديمة في سوق البرنسيبال وجواره على تصور المشهد المعماري، رغم أن المدينة إجمالاً يطغى عليها أسلوب ما بعد الحرب وما بُني في فترة ما بعد الحداثة. وحافظ مظهر المدينة حول سوق البرنسيبال بممرات المباني المحاذية للشارع والواجهات المتميزة على شكله إجمالا منذ القرن الثاني عشر، على الرغم من دمار بعض المباني إلى حد كبير، وإعادة بنائها. ولكن برزت من جهة أخرى، بعد الحرب العالمية الثانية، مبان ذات مظهر عملي أو حديث في الجوار المباشر. ويتوضح هذا في مثال مبنى مكتبة المدينة الذي بُني سنة 1993 من الإسمنت الزجاج إلى جانب دار مديرية التجار المتجوّلين التي بنيت سنة 1589.

علامات تجارية في حي التسوّق:

السوق الرئيس

يشكّل السوق الرئيس في مدينة مونستر جزءاً كبيراً من تاريخ المدينة الحي، إذ يروي حكايات حول العصور الوسطى والرابطة الهانزية والأسر التجارية القديمة التي تواصل أعمالها حتى اليوم، كما أنه غني بالعادات والتقاليد ويعكس ثقافة المدينة على أصولها، وهو مُقام في موقع دار البلدية التاريخية، ويضم العديد من المتاجر والمطاعم والمقاهي الحصرية. إضافة إلى ذلك، يتم في هذا السوق الترحيب بضيوف الدولة والاحتفال بالمهرجانات، حيث يتجول فيه الناس ويتسوّقون ويستمتعون بالحياة.

طريق الملح التجاري

يمتد طريق الملح التجاري، الذي يعتبر أقدم طريق تجاري في مونستر، من كنيسة القديس لامبرت إلى قصر إربدروستينهوف ودار البلدية التاريخية، ويمتاز بأنه غني بالألوان، ويضم العديد من متاجر الأزياء والأحذية والمجوهرات والسلع الجلدية والديكور المنزلي، إلى جانب عدد لا يُحصى من المطاعم والمقاهي الصغيرة. إضافة إلى ذلك، تدعوك المعالم التاريخية والثقافية في هذا الشارع للاستكشاف، وهذا ينطبق بشكل خاص على القصور والكنائس والحدائق الخلابة.

ميناء مدينة مونستر

تطور ميناء مدينة مونستر من مركز تجاري لتداول البضائع إلى موطن للفن والثقافة والمطاعم والمقاهي العصرية، ويضم مزيجاً من المستودعات القديمة والمباني الحديثة، يمكن للزوّار فيه الاستمتاع بإطلالة على المياه في أحد المقاهي أو المطاعم، ضمن أجواء حيوية ورائعة أو زيارة السينما أو التنزه على محاذاة النهر. ومن أهم الأحداث في تقويم مدينة مونستر مهرجان الميناء الذي يقام مرة واحدة في السنة على مدار ثلاثة أيام وليالٍ، والذي يضم الموسيقى والأنشطة الترفيهية والرياضية الممتعة والمثالية للكبار والصغار.

أشهر المعالم السياحي:

1- قصر إربدروستنهوف

يعدّ قصر إربدروستنهوف تحفة فنية فريدة من نوعها، وقد بني بين عامي 1753 و1757 على الطراز الباروكي، وفقاً لتصميم المهندس يوهان كونراد شلاون، ويقع في قلب مدينة مونستر، ويعتبر من أجمل مبانيها، وقد تمت إعادة بناء الجزء الخارجي منه بعد الحرب، ومن عناصره الداخلية، تم ترميم الدرج وقاعة الحفلات في الطابق الأول لإعادتهما إلى حالتهما السابقة، واليوم المبنى متاح للعامة خلال الفعاليات المستضافة في قاعة المآدب.

2- كنيسة القديس لامبرت

بُنيت كنيسة القديس لامبرت في مونستر بين عامي 1375 و1450، وتشتهر بالأقفاص الحديدية الثلاثة التي عُرضت فيها جثث الزعيم يان ماتيس ومساعديه في عام 1535 بعد تعذيبهم وإعدامهم، وتمتاز هذه الكنيسة بتصميمها الهندسي على الطراز القوطي، ويسيطر برجها المدبب والمزخرف على المنظر العام في قلب مدينة مونستر، كما تتمتع بتصاميم داخلية مذهلة منعكسة في النوافذ الكبيرة الملونة واللوحات الفنية الرائعة.

3- دار البلدية التاريخية

تتميز دار بلدية مونستر التاريخية بجمالها العالي، وهي عبارة عن مبنى قوطي يعود إلى منتصف القرن الـ14 ولا يوجد له مثيل في ألمانيا بأكملها، وقد تم ترميمها بالكامل في أوائل عام 2003 مع الاحتفاظ بمقاييس المدينة. كانت دار البلدية هذه واحدة من مسارح مفاوضات سلام ويستفاليا التي اختتمت حرب الـ30 عاماً في أوروبا وحرب الـ80 سنة بين إسبانيا وجمهورية هولندا السبع المتحدة، كما كانت موقع سلام مونستر عام 1648، ولهذا يُطلق عليها لقب «قاعة السلام».

تويتر