«مدام» نيرينا: بالبصل والزنجبيل نقضي على فيروس كورونا

تعرف نيرينا رافولونا كل أسرار الخلطات الطبيعية التي تبيعها في سوق أمبوديفونا، ولا أحد يشك فيها عندما تروّج لعلاج ناجع لفيروس كورونا المستجد.

وتقول نيرينا - مدعومة بخبرتها التي تمتد على 20 عاماً - إن «مزيجاً من الزنجبيل والحامض والبصل يجعل الفيروس يختفي». وتوصي بـ«منتجات تحتوي على التوابل» لتعزيز جهاز المناعة والقضاء تالياً على هذا الفيروس القاتل، إلا أن ادعاءها لا يلقى دعماً طبياً أو علمياً.

لكن علامات الشك لم تكن بادية على زبائنها في أنتاناناريفو (عاصمة مدغشقر)، إذ تعرف هذه المرأة (55 عاماً) باسم «مدام» نيرينا. وتوضح «يلجأ سكان مدغشقر إلى العلاجات المنزلية في كل مرة ينتشر فيها وباء ما، إنها تقاليدنا».

وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من مليون شخص حول العالم توفي منهم أكثر من 57 ألفاً منذ بدء انتشاره في ديسمبر الماضي.

وتعج سوق أمبوديفونا بالحشود حتى أكثر من المعتاد هذا الأسبوع؛ إذ يرى التجار في الوباء فرصة تجارية لابد من الاستفادة منها.

وقال أوليفييه توكي راندرياناندريانينا، الذي يبيع عادة الزنجبيل فقط: «بعدما أعلن عن الإصابة الأولى بفيروس كورونا، هرع الجميع لشراء الحامض والزنجبيل»، مضيفاً «لذا طلبت أيضا الحامض من الموردين». وكان محقاً بتوسيع أعماله. فخلال أيام قليلة، ازداد سعر الحامض ثلاث مرات من 2000 أرياري (54 سنتاً) إلى 6000 أرياري للكيلوغرام الواحد. كذلك، ازدادت أسعار الزنجبيل 10 مرات عما كانت عليه.

ويقول غيرفايس راميارينجاتوفو في السوق «إذا كان الجميع يتهافت لشراء الحامض فهذا يعني أنه فعال».

أما بالنسبة إلى راندرياناندريانينا، فكانت الضجة حول ما يسمى العلاجات الطبيعية لفيروس كورونا، فرصة تجارية مثل أي فرصة أخرى.
ويوضح الشاب البالغ 30 عاماً «لا يهمني الأمر حقاً، كل ما أفعله هو بيع منتجاتي». ويضيف «على أي حال أنا لا أؤمن بوجود فيروس كورونا هذا. إنه مرض يضرب الفازاها (الغربيين) والصينيين».

وعلى بعد بضع أكشاك، يعرض جينو أندوسوا راسولوفونيانينا أوراق الكينا المجففة وأوراق شجرة رافيتسارا التي يعتقد أنها تتمتع بخصائص طبية. ويقول جينو «رأينا منشورات على (فيس بوك) تشرح مزايا هذه النباتات، لذلك اعتقدنا أنها ستكون استثماراً جيداً».

ويشرح الشاب (28 عاماً) بالتفاصيل وصفة لخلطة أوراقه «السحرية»: «تغلي الماء وتضع فيها خمس أوراق. يمكنك بعد ذلك السماح للبخار بالانتشار في منزلك أو شرب الخليط كما لو أنك تشرب الشاي». لكنه يلفت إلى أن هذه الأوراق لا تعالج فيروس كورونا، لكنها توفر الحماية ضده وتعمل كمطهر.

لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من تلك المزاعم. وقالت ممثلتها في البلاد شارلوت فاتي ندياي «إن فيروس كورونا المستجد ليس إنفلونزا، ويجب النظر إلى الأدوية التقليدية بعين الشك»، مضيفة «حتى الآن لا توجد دراسة علمية تثبت فعالية أي نبات من الناحية الطبية في مدغشقر».

بينما ترد مدام نيرينا: «نظراً إلى عدم وجود علاج لهذا الوباء، ليس لدى سكان مدغشقر ما يخسرونه. في أسوأ الأحوال، سيخسرون المال، وفي أفضلها سيحصنون أنفسهم ضد الفيروس».

تويتر