عثمان اللبان أكد ضرورة التحضير الجسدي والنفسي للرحلة الروحانية

الحج.. الالتزام بالنصائح الصحية يكمل متعة أداء المناسك

صورة

يعد الحج رحلة روحانية، تستلزم التحضير النفسي والجسدي للقيام بالشعائر على أكمل وجه، كما تتطلب الكثير من الجهد الذي يحتاج إلى الاستعداد، والالتزام بالإرشادات والنصائح الطبية، لاسيما من قبل الأشخاص الذين يعانون بعض المشكلات الصحية، كمرضى السكري والقلب، لضمان سلامتهم خلال الرحلة الدينية.

وأكد الاستشاري في طب العائلة في مستشفى الزهراء، الدكتور عثمان اللبان، أهمية الالتزام بالعلاجات ومواعيد الأدوية، إضافة إلى أهمية الالتزام بمجموعة من النصائح الغذائية التي تجنب الحجاج مشكلات الجهاز الهضمي.

وأضاف اللبان لـ«الإمارات اليوم» أن أبرز المخاطر الصحية التي قد يتعرّض لها الحجاج، الجفاف، والإنهاك الحراري وضربة الشمس، ومشكلات العضلات والمفاصل، وأوجاع الظهر، إضافة إلى المشكلات الجلدية وتهيج البشرة نتيجة العرق والرطوبة، وكذلك اضطرابات الجهاز الهضمي، إذ يعاني البعض القيء والإسهال، مشدداً على أهمية مراجعة الطبيب للتأكد من القدرة على القيام بالحج، والتحضير الجسدي بعملية المشي لتحسين اللياقة البدنية، ورفع القدرة على تحمّل الجهد، موصياً بضرورة ارتداء الملابس القطنية والفضفاضة للنساء، لتخفيف احتكاك الجلد وحدوث الالتهابات الجلدية نتيجة صعوبة تبخر العرق.

ومن الناحية الغذائية، أشار إلى إرشادات لابد من الالتزام بها، ومنها الاعتماد على تناول الأطعمة قليلة الدسم، وسهلة الهضم، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة والمتروكة بالهواء دون تغطية وتبريد مستمر، وكذلك الابتعاد عن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين، مع الالتفات إلى أخذ التطعيمات الضرورية لكسب المناعة للحماية من الحمى الشوكية والانفلونزا.

أدوية منتظمة

ونصح الاستشاري في طب العائلة مرضى السكري بضرورة أن يحملوا بطاقة تعريفية تفيد بأنه مصابون السكري، وأن يكون لديهم جهاز فحص معدل السكر بالدم، ليتم الفحص بصورة منتظمة، إضافة إلى الالتزام بتناول الوجبات في أوقاتها الثابتة، وعدم تركها خلال النهار، مع الحرص على تناول الأدوية بشكل منتظم.

وشدّد على التأكد من برودة الأنسولين أثناء نقله وتخزينه عن طريق وضعه في حافظة الثلاجة، في مكان الإقامة. أما الطواف فينصح مرضى السكري بالقيام به بعد تناول العلاج والطعام الكافي، مع ترك بعض الوجبات الصغيرة والأطعمة في حقائب اليد لتناولها في حال واجه المريض هبوطاً في معدل السكر.

وفي حال شعر المريض بالتعب، فيجب، كما أوضح اللبنان، أخذ قسط من الراحة، وعدم مواصلة المناسك، خصوصاً عند الشعور بالارتعاش والبرودة أو الدوخة مع التعب والإرهاق، أو حتى الشعور بتشوش البصر أو الجوع المفاجئ أو الشديد أو التعرق الزائد. وعند التأكد من هبوط السكر، يمكن تناول كأس من العصير المحلى، أو مقدار ملعقتي شاي من العسل، أو السكر المذاب بالماء، أو الاكتفاء بتناول حبات الغلوكوز، بمقدار حبتين إلى خمس حبات.

إجراءات

ومن مرضى السكري انتقل الدكتور اللبان إلى تقديم نصائح لمرضى القلب، بدءاً من التأكد من أن الحالة الصحية مستقرة، مروراً بأخذ كمية كافية من الأدوية، وعدم الإكثار من تناول الأطعمة المملحة والدسمة، وصولاً إلى عدم القيام بجهد بدني زائد، واستعمال الكرسي النقال عند الطواف، وقيام مرضى القلب بالحج برفقة الأهل وليس بمفردهم.

وذكر الدكتور اللبان إلى أن هذه الإجراءات التي تبدأ من الالتزام باستشارة الطبيب، وأخذ الأدوية الضرورية واللازمة تنطبق أيضاً على مرضى الربو، لافتاً إلى ضرورة أخذ البخاخات بكميات كافية، والاحتفاظ بها في حقيبة اليد، وتجنب الزحام الشديد لتجنب حدوث نوبات الربو، مع تفضيل استخدام موسع للشعب الهوائية قبل أي جهد بدني، لاسيما خلال الطواف والسعي ورمي الجمرات. أما عند شعور المريض بأعراض نوبة الربو، فلابد من استخدام البخاخ فوراً، ومراجعة أقرب مركز صحي.

وقدم اللبان نصائح للذين يعانون الحساسية، سواء حساسية الجلد أو الأنف والعينين، مشيراً إلى أنه في حال كان المرء يتعرّض لهذه الحساسية، فعليه أخذ الأدوية اللازمة معه، سواء كانت أقراصاً أم بخاخات للأنف، أو قطرات للعيون، مشدداً على ضرورة تجنب مرضى الحساسية كل الأطعمة والأماكن التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض لديهم.

ووجّه اللبان مجموعة من النصائح العامة التي يجب على الحجاج الالتزام بها، وتبدأ من ضرورة الالتزام بتجنب الازدحام الشديد والتدافع، لأنه من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالرضوض، لذا لابد من اختيار الوقت المناسب لأداء الشعائر. كما ينبغي إخبار طبيب الحملة بوجود مرض مزمن وطبيعة الأدوية التي يتناولها والجرعات التي يتبعها المصاب، مع الحرص على تجنب مخالطة الآخرين عند الإصابة بالانفلونزا ونزلات البرد.

نزلات البرد

أفاد الاستشاري في طب العائلة، الدكتور عثمان اللبان، بأنه في حال التعرض للإصابة بالإنفلونزا أو نزلات البرد، ينبغي على الحاج الإكثار من شرب المياه والسوائل، خصوصاً الدافئة، وتجنب المشروبات الباردة، ومحاولة أخذ قسط كاف من الراحة، وتناول العلاج اللازم بصورة منتظمة بعد مراجعة طبيب الحملة.

تويتر