جزر حافلة بمناظر طبيعية خلابة

«ساموا».. نخيل عالٍ وخــضرة استوائية وأساطير

على شواطئ «ساموا» يستمتع السياح بطبيعة استوائية خلابة. د.ب.أ

تزخر جزر ساموا في جنوب غرب المحيط الهادي بالمناظر الطبيعية الساحرة التي تجمع بين أشجار النخيل العالية والشواطئ الرملية الناعمة والفواكه الاستوائية اللذيذة، فضلاً عن عاداتها وتقاليدها الأصيلة التي تغلفها الأساطير. ويتمتع أهل جزر ساموا بحسن الضيافة، لدرجة يشعر معها السياح بأنهم في أوطانهم.

وتتكون ساموا، التي كانت في السابق مستعمرة ألمانية، من جزيرتين كبيرتين وثماني جزر صغيرة غير مأهولة بالسكان غالباً، وعلى الرغم من أن جزيرة سافاي هي الأكبر مساحة، إلا أن معظم السكان، الذين يبلغ عددهم ‬177 ألف نسمة، يعيشون في جزيرة أُبولو.

ويقع هذا الأرخبيل في منتصف الطريق ما بين هاواي ونيوزيلندا، ويغلب عليه طابع الخضرة الاستوائية، ويرجع أصل جزيرتي سافاي وأُبولو إلى ثورات بركانية في المنطقة.

بحيرات فيروزية

تاريخ

بدأت الحقبة الاستعمارية الألمانية لجزر ساموا من عام ‬1900 واستمرت لنحو ‬19 سنة فقط، عندما هاجمت القوات النيوزيلاندية جزر ساموا بعد الحرب العالمية الأولى وطردت القوات الألمانية. وبعد ذلك أصبحت جزر ساموا منطقة انتداب لنيوزيلاند، إلى أن نالت استقلالها في عام ‬1962.

ويمكن للسياح أيضاً مشاهدة التاريخ الاستعماري الألماني على الكورنيش البحري؛ إذ يظهر نصب تذكاري تخليداً لذكري عشرات البحّارة الألمان، الذين لقوا حتفهم في مارس ‬1889، جراء الإعصار الذي دمر سفينتين في الميناء.

وتوجد شرفة صغيرة على الكورنيش البحري، وهي عبارة عن منصة تقليدية مزودة بسقف، وتصلح ملتقى للأصدقاء والعائلة وتكون في كل منزل. ويبدو أن سوني ناتانيلو يرقد في استرخاء على حصيرة مصنوعة من الليف، بينما يقوم خبير الوشم بيتلو سالوبا بغرس أسنان حادة مغموسة في الحبر في فخذه عن طريق مطرقة.

ويعتبر الوشم في جزر ساموا من التقاليد القديمة، وفي السابق كان كل الرجال يرسمون الوشم التقليدي لسكان الجزيرة، الذي يمتد من الركبة إلى السُّرة، وقد عاد هذا التقليد للانتشار مرة أخرى حالياً.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/1258965412.jpg

تمتد الوديان الخضراء من القمم الجبلية إلى أن تعانق الشواطئ الرملية البيضاء والبحيرات ذات اللون الأزرق الفيروزي. ويتمكن السياح هنا من الاستمتاع بهذه الجنة الطبيعية الخالصة التي تضم شواطئ وأشجار نخيل وثمار جوز الهند. ويهيمن اللون الأخضر الداكن على جميع أرجاء الجزر الرئيسة هنا، وتنتشر أشجار النخيل والغابة المطيرة والزهور بجميع الألوان. وتنمو الخضراوات والفاكهة هنا من تلقاء نفسها، ومن دون أي مساعدة تقريباً.

ويندهش السياح أيضاً من التنوع الكبير للمنتجات الاستوائية في سوق ماكيتي فو، إذ توجد أصناف كثيرة من الموز وجوز الهند بالإضافة إلى الأناناس والبابايا والعديد من الخضراوات والفاكهة التي تتوافر بجميع الألوان والأشكال.

ويعتبر طبق «بالوسامي» من الوجبات الخفيفة واللذيذة بجزر ساموا، ويتكون هذا الطبق من أوراق القلقاس والسبانخ وعصير جوز الهند، ويتم لف هذا الخليط في أوراق الموز وتتم تسويته في الفرن.

وينطبق القول نفسه أيضاً على وجبة «أوكا»، التي تتكون من سمك نيئ منقوع في عصير الليمون مع جوز الهند والبصل والخيار والطماطم. وعادة ما تتم تسوية طعام الولائم في جزر ساموا عن طريق أفران أومو التقليدية، إذ يتم إنضاج الطعام على طريق حفرة في الأرض بها نار وأحجار ساخنة، وأثناء عملية التسوية يتم وضع مكونات الطعام في أوراق الموز على الأحجار الساخنة، ومن فوقها أوراق أخرى. وبالتالي فإن عملية الطهي والإنضاج تستغرق ساعات طويلة.

وللتغلب على الأجواء الاستوائية في جزر ساموا يمكن للسياح تناول مشروب «نيو»، وهو عبارة عن مشروب جوز الهند المبرد. ويوجد في قشرة جوز الهند موضع واحد فقط يمكن ضغطه للداخل بسهولة حتي يحصل المرء على ما بداخل الثمار.

«جوز الهند»

نسج أهل ساموا أسطورة حول هذا الموضوع، وتحكي هذه الأسطورة أن «سينا» كانت فتاة رائعة الجمال، وكان لديها ثعبان بحر صغير، وعندما كبر هذا الثعبان وقع في غرام الفتاة الجميلة. ولكن الخوف تملك سينا التي ركضت بعيداً عن الثعبان، وقام أهل الجزيرة بقتل هذا الثعبان، وعند موته توسل الثعبان إلى سينا بأن تدفن رأسه في الأرض، وهنا نمت شجرة جوز الهند، التي تمتاز ثمارها بوجود ثلاثة تجاويف صغيرة تبدو مثل عيني وفم ثعبان البحر. وتجويف الفم هو الموضع الوحيد في ثمرة جوز الهند الذي يمكن ضغطه للداخل بسهولة، حتى يمكن فتحها والاستمتاع بشرابها. وفي كل مرة تشرب فيها الفتاة الجميلة سينا من ثمار جوز الهند فإنها تتبادل القبلات مع حبيبها ثعبان البحر.

واستوطن الإنسان جزر ساموا منذ نحو ‬3000 سنة، لكن أول مكتشف أوروبي وصل إلى هذه الأرض كان خلال القرن الـ‬18، عندما أطلق لويس أنطوان دي بوغانفيل على هذه الجزر خلال عام ‬1768 اسم «نافيجتور آيلاندز».

وشهد عام ‬1828 وصول أولى الحملات التبشيرية إلى ساموا، وبعد ذلك قام العديد من البلدان بإنشاء محطات تجارية لها في هذه الجزر، خصوصاً مع زيادة الاهتمام بثمار جوز الهند.

 

تويتر