من قطاع البنوك إلى العقارات إلى سلسلــة مقاهٍ

رشا الظنحاني.. ســيدة أعمال تعشق التحديات

الظنحاني: لم ألق التشجيع على إقامة المشروع.. لكنني واجهت الصعوبات ونجحت. تصوير: أشوك فيرما

ما يميز تجربة سيدة الأعمال الإماراتية رشا الظنحاني في عالم التجارة والأعمال، هو المجال الذي اختارته لنفسها، إذ تمكنت وبعد فترة بسيطة من قطع أشواط مهمة في مجالها، وتحقيق نجاح بارز، علما بأن ما اختارته وهو افتتاح سلسلة مقاهٍ، يعد من المجالات التي لم تدخلها امرأة إماراتية قبلها، كما أنه يعد من المجالات التي تتطلب الوقت وتحتاج الى متابعة أدق تفاصيل العمل.

وقد نجحت الظنحاني في تحقيق مكانة مهمة بين سيدات الأعمال الاماراتيات في فترة وجيزة، فقد اختيرت، أخيرا لتكون عضوا في مجلس سيدات أعمال دبي، وذلك بعد ثلاث سنوات من افتتاحها مشروعها الخاص الذي حقق نجاحا مميزا في الإمارات.

بدأت الظنحاني حياتها المهنية في وظائف إدارية في قطاع البنوك لتنتقل بعدها إلى قطاع المشروعات العقارية، وقد درست تخطيط الأعمال التجارية، وأوضحت تفاصيل مشوارها المهني بالقول «عملت في بداية حياتي المهنية في قطاع البنوك، لكنني لم أجد التحديات التي تدفعني الى الاستمرار في هذا المجال، لهذا انتقلت إلى قطاع العقارات، ومنه لاحقا أسست أعمالي الخاصة التي بدأت مع (سبا) خاص بالسيدات».

واعتبرت أن أي بداية في الأعمال الحرة لابد أن تكون مرهونة بالبدء بجديد مختلف، ولهذا لم تدخل قطاعاً اختبرته سيدات إماراتيات قبلها، فمعظم الإماراتيات عملن في مجال الأزياء وتصميم الإكسسوارات، وهذا لا يحمل أي تحد بالنسبة لها.

دراسة

حياة عائلية

أكدت الإماراتية رشا الظنحاني أن عملها في مجال الأعمال الحرة، لم يؤثر في حياتها العائلية مطلقاً، فلديها أربعة أطفال، وتحرص على متابعة حياتهم اليومية ومتطلباتهم، على الرغم من كونها تعمل على متابعة تفاصيل عملها بنفسها. وأشارت إلى أنها تعمل على تكريس الإجازة الأسبوعية للأطفال، إذ أحيانا لا تتلقى مكالمات هاتفية وهي معهم، حرصا على تكريس الوقت لهم، وإقامة موازنة بين العمل والمنزل والأمومة.

ونوهت بأن أطفالها باتوا فرحين بها وبمشروعها، ونجاحها يسعدهم.

افتتحت الظنحاني سلسلة مقاهي باباروتي، وتعد المرأة الأولى في الإمارات التي تتولى إدارة مشروع كهذا، وقالت عن هذه التجربة «لم تكن البداية سهلة على الاطلاق، فدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع هي نقطة البدء عندي، لهذا حرصت على ان تكون مدروسة جيدا». وأضافت، «للمرأة دورها المهم في المجتمع، وقد مارست النساء هذا الدور بشكل ناجح وفعال في الامارات، بفضل سياسة الحكومة الرشيدة، التي أتاحت لهن دخول مجالات عدة، وكذلك بناء ذواتهن»، وأشارت إلى ان جميع المحيطين بها لم يشجعوها على القيام بالمشروع، لأكثر من سبب أبرزها هو أنها امرأة، وستدخل مجالا يعد جاذبا للرجال، إلا أنها واجهت التحديات ودخلت المجال، وقد تمكنت من تحقيق نجاح جعل مجلس سيدات أعمال دبي يختارها لتكون عضوا فيه.

وتواجه المرأة في مجال عملها اليومي، لاسيما الأعمال الحرة، الكثير من الصعوبات، هنا لفتت الظنحاني إلى أن الصعوبات التي واجهتها كانت مضاعفة، كونها بدأت مشروعها مع بداية الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى زيادة المخاطر في نجاح المشروع. أما قدرة المرأة على تحمل التحديات، فاعتبرته الظنحاني من الأمور التي ميز بها الخالق المرأة، فقد منحها الله القدرة على الإنجاب، وهو الألم الذي يقال إنه الأشد على الإطلاق.

ونوهت بأن المرأة تستطيع أن تقدم الكثير من التضحيات في عملها، فهي تتميز بإخلاصها لعملها، وكذلك بقدرتها على تحمل التحديات، والتغلب على الصعوبات.

مقهى

حول اختيارها للمقهى وبداية المشروع، قالت الظنحاني «أتى اختياري للمقهى بناء على تذوقي لما يقدمه وإعجابي به أثناء سفري، وبالتالي رأيت أن المذاق الذي أعجبني لابد أنه سيعجب الناس في الامارات».

وأكدت أن دراسة الجدوى الاقتصادية الصحيحة هي ما حرصت عليه منذ أعجبها المشروع، إذ يحتاج المشروع إلى ستة أشهر لتحديد نجاحه أو فشله، لافتة إلى أن أبرز الأخطاء التي يقع بها البعض هي أنهم لا يقيمون دراسة الجدوى الاقتصادية في أي مشروع، مشيرة إلى وجوب استعانة النساء بشركة خاصة تضع لهن كل التكاليف، لاسيما التي قد تواجه أي مستثمر في وسط المشروع، مشيرة إلى وجود سيدات أوقفن مشروعاتهن قبل ان تستكمل بسبب هذا الخطأ، وهو عدم احتساب التكاليف المفاجئة. وتحدثت عن تجربتها السابقة في مجال الـ«سبا»، لافتة إلى أنها قامت بهذا المشروع وهي تبحث عن مشروع جديد، بينما لم يحمل لها التحديات الكافية للاستمرار، لهذا لم تتابع فيه. أما كونها تعمل في مجال لا يخوضه إلا الرجال، فاعتبرته من الأمور المميزة التي تعد إنجازا بالنسبة لها. ورأت سيدة الأعمال الاماراتية أن خبرتها السابقة في الـ«سبا»، والتعاطي مع مجال الجمال، علما بأنه الأقرب للنساء، إلا انه لم يحمل لها التحديات التي تجعلها تواظب على الاستمرار، لهذا قررت إنهاء المشروع والبدء بما يرضيها، ورأت ان مشروع الـ«سبا»، الذي افتتحته في بداية حياتها المهنية يعد فترة تدريب بالنسبة لها، إذ اكتسبت الخبرة في التعاطي مع الممولين وكذلك المتعاملين، مشيرة إلى ان التحضيرات والتعاملات تتشابه في المشروعات التجارية.

وعلى الرغم من كونها حققت نجاحا في مشروعها الثاني، إلا ان الظنحاني شددت على أن طموحها لن يتوقف عند مشروع محدد، فهي ترى نفسها كامرأة في مشاريع جديدة ومتميزة وغير موجودة في الامارات، خصوصا انها تمكنت من افتتاح فروع عدة للمقهى الذي اشترت حقوق افتتاحه في الشرق الاوسط في الإمارات، وأخيرا في الاردن وستتوسع الى لبنان وغيرها من البلدان في الشرق الاوسط وإفريقيا.

تويتر