العثمان طالب بتفعيل إعداد استراتيجية وطنية للحفاظ على «العائلة»
السعادة الزوجية.. ضمانة لتماســك الأسرة
طالب رئيس قسم علم الاجتماع في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، الدكتور حسين محمد العثمان، بتأسيس مراكز للإرشاد الأسري في الإمارات، وإعداد استراتيجية وطنية للأسرة تتضمن برامج عمل للحفاظ على تماسك الأسرة، مشدداً على الدور الكبير الذي تلعبه السعادة الزوجية في الأسرة في تشكيل التوازن «لذلك يمكن اعتبار السعادة الزوجية تلعب الدور الأساسي في تماسك الأسرة الإماراتية وقوتها».
وأشار العثمان، ضمن توصيات وضعها وفق نتائج دراسة التماسك الأسري في مجتمع الإمارات، إلى ضرورة تفعيل دور مراكز الإرشاد الأسري في الدولة، وتقديم الاستشارات الأسرية والمشورة العلمية الصحيحة، وتأكيد أهمية المستشار الأسري، وضرورة اتخاذ كل أسرة مستشارًا خاصا بها للاستفادة من خبرته العلمية ونصحه وأمانته، للمحافظة على تماسك الأسرة الاماراتية.
تعاون أكدت توصيات الملتقى الأسري الثاني عشر والمنعقد تحت شعار التماسك الأسري في ظل العولمة، ضرورة تعاون عدد من الوزارات الحكومية على تحقيق التماسك الاسري، منها أهمية التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإقرار مادة خاصة بالعلاقات الأسرية توضح المكانات والادوار وطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة وقضايا التماسك والعنف الأسري. كما طالب أكاديميون مشاركون في الملتقى، التنسيق مع الجامعات الوطنية لتضمين مساق مجتمع الإمارات، ومناقشة قضايا رئيسة تتعلق بالأسرة وتماسكها، إضافة إلى التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الأوقاف للاستفادة من خطبة الجمعة لنشر التوعية الأسرية بقضايا الاسرة وتماسكها والعلاقات بين أفرادها. وشددت التوصيات على ضرورة التسريع بوضع المناهج والخطط والتوجيهات السليمة في كيفية الاستخدام الأمثل من قِبَلِ الجيل المعاصر لوسائل الاتصالات الحديثة، والقيام بحملة توعوية شاملة، وضرورة تعاون وتفاعل كل الجهات الرسمية والأهلية مع الحملة، كما أكد أهمية أن يكون الاعلام شريكاً أساسياً مع التعليم في عملية تنشئة الأبناء، بما يضمن مقومات الهوية الوطنية، والعمل تحت مظلة واحدة من أجل «خطاب وطني واحد». |
وخلصت دراسة العثمان إلى أن معدل نسبة الأسر المتماسكة في الشارقة بلغ 56.7٪، من عينة بحث بلغت 1200 أسرة مواطنة، في المقابل 43.3٪ من الأسر تفتقر إلى التوازن في علاقاتها الأسرية. وهدفت الدراسة التي عرضت خلال الملتقى الأسري الـ،12 والذي نظمه أخيراً المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة تحت عنوان التماسك الأسري في ظل العولمة، إلى التعرف إلى درجة التماسك الأسري، ونسبة الأسر المتماسكة في إمارة الشارقة، وبيان أثر المتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية على عينة البحث، التي ضمت أسراً وأزواجاً إماراتيين والتعرف الى مدى استجاباتهم لأبعاد التماسك الأسري.
مستشار خاص
شددت توصيات رئيس قسم علم الاجتماع في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية على أهمية تأهيل وتدريب المقبلين على الزواج، من الذكور والإناث، على مهارات التواصل والمشاركة والاحترام والتقدير بين الأزواج، وحل المشكلات للمحافظة على تماسك الأسرة، مشيرة إلى ضرورة وضع استراتيجيات وسياسات أسرية واضحة يتبناها المجتمع من خلال التعاون والتنسيق مع المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة، ونشر الوعي بقضايا الحوار الأسري والتماسك الأسري، بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة، خصوصاً المؤسسات الإعلامية لنشر ثقافة الحوار الأسري والشورى بين أفراد الأسرة.
وقال العثمان إن «الدراسة تتناول التماسك الأسري في الأسرة الإماراتية، تحديداً الشارقة، وتحدد خصائص الأسر القوية والمتماسكة، وتركز على منظور القوة لدى الأسرة، وكيفية نجاح الأزواج والأسر في تجاوز العقبات وحل المشكلات أكثر من التركيز على فشل كل منهما من منظور عالمي»، لافتاً إلى أن هناك ستة معايير وخصائص تجسد قوة تماسك الأسرة، منها التقدير التعاطفي والمتمثل في الاهتمام والرعاية بين أفراد الأسرة والصداقة واحترام فردية كل عضو في الأسرة، والتواصل الإيجابي والمشاعر المشتركة، والقدرة على التنازل، وتجنب اللوم، والتعاطف الروحي ويكمن في الأمل والإيمان والتعاطف والقيم الاخلاقية المشتركة، إضافة إلى الالتزام والثقة والنزاهة والصدق والمشاركة، فضلاً عن التمتع بقضاء وقت مميز داخل الاسرة والقدرة على إدارة التوترات والأزمات.
وأكد العثمان أن نتائج التحليل الاحصائي الوصفي لبيانات الدراسة أظهرت أن أغلبية الأسر في العينة متماسكة وقوية، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة التماسك الأسري في المجتمع الأردني ودراسة التماسك الأسري في سلطنة عمان، كما انسجمت نتائج الدراسة مع بعض الدراسات العالمية المتعلقة بتشابه الأسر في تماسكها، بغضّ النظر عن اختلاف الثقافات.
وفسر العثمان ذلك التماسك الأسري لدى أغلبية عينة البحث، بالتوازن بين الاندماج الكامل في الأسرة والتحلل من التزاماتها والمرونة للموازنة بين انفصال أعضائها كأفراد، وارتباطهم بالأسرة كنسق، ما يسمح لأفرادها بتطوير استقلاليتهم عن الأسرة والتواصل معها بشكل إيجابي، والذي يعود في جزء كبير منه إلى العوامل الثقافية في مجتمع الإمارات، خصوصا قوة الميراث الاسلامي المتعلق بالأسرة وتماسكها.
وأظهرت الدراسة وجود نسبة كبيرة من الأسر التي تصنف على أنها أسر غير متوازنة بدرجات متفاوتة، وذلك لعدم قدرة أفراد تلك الأسر على تجسيد الالتزامات الأسرية في أبعادها المختلفة، ما يتطلب التدخل من قبل مؤسسات المجتمع المختلفة للحد من تزايد درجة عدم التوازن، لما له من نتائج سلبية على الأسرة والمجتمع المحلي والمجتمع بشكل عام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news