التقنية الذكية تغزو المنازل

تشكل أجهزة السينما المنزلية المحور الرئيس للابتكارات الحديثة التي تقدمها الشركات المتخصصة في هذا المجال، وخلال الفترة الأخيرة تمت إزاحة الستار عن أحدث جيل من أجهزة التلفاز «الذكية» فائقة الوضوح ذات الشاشة المسطحة. وتمتاز هذه الأجهزة بأنه يمكنها الاتصال بالإنترنت وتدفق المحتويات، ويمكن التحكم فيها بالهواتف الذكية، علاوة على عرض الصور ثلاثية الأبعاد، كما يزيد قُطر الشاشة على متر واحد. وعلى الرغم من كل هذه المزايا يتراجع الاحتياج إلى الطاقة الكهربائية؛ حيث ينخفض المعدل في الأجهزة مقاس 40 بوصة من نحو 200 واط في عام 2008 إلى 140 واط في المتوسط خلال عام ،2010 كما يستمر المعدل في الانخفاض، ويمكن لأجهزة التلفاز القديمة أن تتصل بالإنترنت عن طريق أجهزة السينما المنزلية الجديدة أو مشغلات الميديا.

وقامت شركة سوني بكشف النقاب عن أجهزة تلفاز جديدة ثلاثية الأبعاد مقاس 46 و52 بوصة تنتمي إلى سلسلة HX925، وتشتمل هذه الأجهزة على العديد من المزايا، منها الاتصال الحر بالإنترنت عبر متصفح الويب، وكذلك الوصول إلى محتويات الصوتيات والفيديو بمنصة Qriocity وكذلك تقنية HbbTV، وهي اختصار لمصطلح البث التلفزيوني الهجين عبر النطاق العريض «Hybrid Broadcast Broadband TV»، التي تقوم بربط مقاطع الفيديو أو الصور أو النصوص من الإنترنت مع برامج التلفزيون، وتقدم شركة باناسونيك سلسلة VX300 التي تتضمن أجهزة تلفاز بلازما ثلاثي الأبعاد ذات وضوح عالٍ كامل بمقاس 65 و85 و103 و152 بوصة.

وتعمل أجهزة التلفاز هذه عن طريق ما يُسمى تقنية مغلاق الرؤية، التي تتطلب وجود نظارات فعالة ثلاثية الأبعاد، غير أن هذه التقنية تنطوي على عيبين؛ إذ تأتي النظارات بتكلفة باهظة نسبياً، وعادة لا تعمل إلا مع جهاز تلفاز من الشركة المنتجة نفسها. ولذلك اتفقت كل من شركات سوني وباناسونيك وسامسونغ، بمناسبة معرض IFA، على تطوير معيار موحد للتقنية ثلاثية الأبعاد ذات مغلاق الرؤية، ومن المتوقع طرح أولى النظارات العامة في الأسواق اعتباراً من عام .2012

وتعوّل شركة توشيبا في أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد - إلى جانب تقنية مغلاق الرؤية - على تقنية فلتر الاستقطاب أيضاً، التي تحتاج إلى نظارات سالبة منخفضة التكاليف، كما أنها تعول على شاشات يظهر بها التأثير المجسم ثلاثي الأبعاد من دون الاحتياج إلى نظارة بالفعل، وتوجد مثل هذه الشاشات في جهاز اللاب توب Qosmio F750. وحتى يتمكن المشاهد من التحرك أمام الجهاز من دون فقدان التأثير ثلاثي الأبعاد، توجد كاميرا تتبع حركة الرأس، ويتم احتساب الصورة تبعاً لذلك باستمرار.

وتوجد شاشات فلتر الاستقطاب في أجهزة «توشيبا» من سلسلة VL863، والمتوافرة حالياً في الأسواق، كما أن تشكيلة شاشات التلفاز الجديدة Flatron DM2350 من شركة إل جي تعمل وفقاً لهذا المفهوم، ومن ضمن الابتكارات الجديدة أيضاً لدى شركة إل جي خاصية التحكم في التلفاز عن طريق الحركة والمعروفة باسم «Magic Motion Control»، فعن طريق إيماءة باستخدام جهاز التحكم عن بعد يقوم جهاز التلفاز بعمل إجراءات محددة مسبقاً.

وطورت شركة «سامسونغ» أيضاً تطبيقاً للتحكم في أجهزة التلفاز والسينما المنزلية، ويتيح البرنامج، الذي يحمل اسم Smartview والمخصص للهاتف الذكي والحاسب اللوحي yxalaG، إمكانية نقل الأفلام والصور من التلفاز أو المشغل إلى الأجهزة الجوالة، وبالنسبة لكثير من أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد تقدم الشركات المنتجة لها، ومنها شركة سوني على سبيل المثال، مكتبة تشتمل على أفلام ومقاطع مجانية لتجريب المحتويات ثلاثية الأبعاد، كما أعلنت شركة Onkyo عن تطوير تطبيق أندرويد للتحكم عن بعد والتدفق في أنظمة السينما المنزلية الخاصة بها والقابلة للعمل مع الإنترنت.

شركة «فيليبس» طرحت أيضاً شعار «التقنيات الذكية» أثناء مشاركتها في المعرض الدولي للإلكترونيات الذي أقيم أخيراً في برلين؛ حيث تتمكن الشاشات المسطحة ثلاثية الأبعاد من سلسلة 8000 الجديدة، ذات مقاس 40 أو 60 بوصة، من الوصول إلى مختلف خدمات الإنترنت عن طريق شبكة WLAN اللاسلكية أو الوصول إلى الشبكة المنزلية، إضافة إلى ذلك تتمكن هذه الأجهزة من تحويل المحتويات ثنائية الأبعاد إلى محتويات ثلاثية الأبعاد في الزمن الحقيقي، كما تعول شركة فيليبس أيضاً على نظام الإضاءة المحيطة (Ambilight)؛ حيث يتم عرض الألوان السائدة في الصورة في جميع أنحاء الجدار الخلفي حول جهاز التلفاز، وتقدم شركة فيليبس أيضاً عن طريق السلسلة 9000 الجديدة أجهزة مقاس 30 بوصة وتلفازاً مقاس 52 بوصة.

ويمكن توصيل أجهزة التلفاز القديمة بالإنترنت عن طريق جهاز استقبال التلفاز عبر الإنترنت (Internet-TV-Box) الذي تقدمه شركة Hama. ويأتي هذا الجهاز مزوداً بمعالج واحد غيغاهرتز ونظام تشغيل «غوغل أندرويد» ،2.2 وذاكرة سعة 2 غيغابايت وشبكة LAN وشبكة WLAN اللاسلكية وكذلك مقبس HDMI للمحتويات ذات وضوح عال كامل.

ويقوم الجهاز بتشغيل المحتويات من بطاقات الذاكرة أو وسائط USB. ويتضمن الجهاز العديد من البرامج المثبتة بشكل مسبق، من بينها متصفح إنترنت يدعم تقنية الفلاش،ويمكن توصيل لوحة مفاتيح مثلاً عن طريق تقنية البلوتوث، ويعمل جهاز التشغيل عن بعد المرفق مع الجهاز مثل فأرة الكمبيوتر، إذ يتم التحكم بمؤشر.