تستخدم للتعقيم المنزلي.. والإفراط في استعمالها يؤدي إلى أمراض جلدية

الكلور.. مادة متهمة بالتسبب فـي السرطان

الاحمرار والحكة من بين الأعراض التي تظهر على الجلد. غيتي

يعتمد معظم السيدات على مادة الكلور في الأعمال المنزلية، سواء للتعقيم والتنظيف أو لإضافته للغسيل. لكن أطباء يجمعون على أن الإفراط في استخدامها يسبب تأثيرات خطرة في البشرة، من خلال ملامستها المباشرة للجلد، إن لم توضع بنسب مخففة. وتعد اعراض الاحمرار والحكة المباشرة من أبرز الآثار السلبية التي تظهر على الجلد. كما خلصت دراسات إلى وجود ارتباط بين الكلور وزيادة نسبة الإصابة بأمراض سرطانية عند النساء، إذ إنها «متهمة» بزيادة خطورة الإصابة بسرطان الثدي، وفق دراسات.

الأورغانوكلورين وسرطان الثدي

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/354107.jpg

بيّنت دراسة حديثة أجراها باحثون في جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية الخاصة، في المركز العربي لدراسات الجينوم «الوراثة»، أن «سرطان الثدي هو من أكثر الأمراض الخبيثة شيوعاً بين النساء في الإمارات». وأشارت الدراسة إلى أنه لوحظ أن سرطان الثدي يصيب النساء في الإمارات في عمر أقل بـ10 سنوات من العمر الذي تمت ملاحظته لإصابة النساء بالمرض في الدول الأوروبية.

وكشفت الدراسة عن ظهور مجموعة جديدة من الدلائل التي تشير إلى أن تلوث البيئة بالمواد الكيماوية المستخدمة في صناعة الكلور المستخدمة في تبييض الملابس، قد تكون سبباً مهماً من أسباب الإصابة بسرطان الثدي. ومن بين المواد المشتبه في صلتها بالتسبب في سرطان الثدي مواد الأورغانوكلورين، وهي فئة من الكيماويات التي يتم تصنيعها من الكلور والمواد العضوية التي تحوي في تركيبها عنصر الكربون.

وتعد مواد الأورغانوكلورين من المواد الشديدة السُمية، حتى لو تم التعرض لجرعات صغيرة جداً منها. وبينت نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن «النساء المصابات بسرطان الثدي كانت مستويات الأورغانوكلورين (منتجات الكلور) في أنسجة الثدي لديهن أعلى بنسبة تراوحت بين 50 و60٪ من النساء غير المصابات بالمرض».

وتضمنت جميع الدراسات الخاصة بهذا الموضوع نتيجة تفيد بأن ما يزيد على ثلثي التعرض السلبي للكلور كان نتيجة امتصاص تلك المواد عن طريق الجلد.

وقالت فاطمة محمود، (لبنانية ـ ربة بيت)، إنها «تستخدم المستحضرات التي فيها مادة الكلور في الأعمال المنزلية بشكل يومي تقريباً». وأشارت إلى أنها «تحرص على إضافة نسبة من هذه المادة في تنظيف الأطباق، وكذلك في تعقيم أرضية المنزل، وأنها تلاحظ أحياناً ظهور أعراض الجفاف على يديها مباشرة بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية إن لم تكن ترتدي القفازات».

بينما أكدت (أم عبدالله ـ سورية) أنها «لا تحبذ استخدام المستحضرات الكيماوية في التنظيف، بل تحاول الجمع بين أكثر من مادة للحصول على نتائج جيدة ترضيها لجهة التنظيف والتعقيم». وأشارت الى أنها «أحيانا تستخدم مستحضرات تحتوي على مادة الكلور، ولكن بنسب خفيفة جداً».

أما جمانة طرابلسي (فلسطينية)، لفتت إلى أنها «تعاني حساسية تجاه مادة الكلور، فلا يمكنها استنشاقه إطلاقاً، وأنها تستخدم كثيراً من المستحضرات البديلة وغير القوية التي تغني عن استخدام أي مستحضر يحتوي على مادة الكلور»، مشيرة إلى أنها تلاحظ أنه يسبب تهيجاً في الجلد، فيبدو جافاً بعد استخدامه.

إيمان أحمد (لبنانية)، أشارت إلى أنها «تستخدم الكلور بكثرة، فهي تضيفه إلى المياه لغسل الأطباق، وكذلك تنظيف الأرض، وأن هذه المادة معقمة ومنظفة، ولذلك استخدمها منذ أكثر من 30 سنة»، مضيفة أن «الآثار التي تترتب على الجلد منها يمكن تفاديها من خلال القفازات، أو حتى الكريمات التي توضع بعد الانتهاء من أعمال التنظيف».

التهابات

أكد رئيس قسم الأمراض الجلدية في هيئة الصحة في دبي، الدكتور أنور الحمادي، أن «مادة الكلورين تستخدم في كثير من الأعمال المنزلية، ومنها تبييض الملابس، وكذلك تستخدم في حمامات السباحة، مادة مضادة للبكتيريا». ولفت الى أنها تعد من المواد الفعالة في محاربة البكتيريا والقضاء على الالتهابات.

وأضاف إن «أي ضرر ينتج عن استخدام المادة يكون بسبب زيادة استخدامها، أو حتى زيادة نسبة امتصاصها في الجلد، فتؤدي الى تهيجات وتورمات».

ولفت إلى أن استخدام الكلور للتعقيم يفيد في محاربة (الأكزيما)، وكذلك الالتهابات المتكررة.

آثار سلبية

أكد الحمادي أن «امتصاص الجلد للكلور بنسبة كبيرة قد يؤدي إلى طفح جلدي أو بثور، أو حتى التهاب حب الشباب، ولهذا يجب الحرص على أن تكون نسبة الكلور مخففة بالماء على النحو الصحيح».

وشدد على أن الآثار السلبية التي تترتب على البشرة من استخدام الكلور يمكن أن تظهر على الجلد بما يعرف بـ«أكزيما ربات المنازل»، وهي تكون نتيجة استخدام المواد الكيماوية. ولهذا نصح النساء باستخدام القفازات التي يكون بداخلها قطن، التي تمنع أي احتكاك مباشر مع هذه المادة الكيماوية التي تؤذي الجلد.

وأوضح أن «الأضرار التي يسببها الكلور لا تتوقف على الجلد من خلال الاحتكاك المباشر فقط، إذ إن «استخدام الكلور في الغسيل وبكميات غير مخففة، قد يؤدي الى امتصاص الجلد للكلور من الملابس».

لذا شدد على وجوب التوعية حول أهمية تخفيف الكلور بشكل كبير.

أما لجهة الآثار المباشرة التي تظهر على الجلد فتكمن في الاحمرار والحكة الشديدة، والطفح الذي يشبه الأكزيما التلامسية، وأحياناً قد يسبب بثوراً شديدة، لاسيما الكلور الكثيف في حمامات السباحة، كونها تحتوي على نسب عالية من هذه المادة. ولفت الحمادي إلى أن الأطفال يكونون أكثر عرضة لامتصاص المادة، بالإضافـة إلى الجلد المتقطع.

أما الاحتياطات التي لابد من اتباعها، فتكمن في مراجعة الطبيب في حال ظهرت أي من الأعراض على الجلد، وكذلك اعتماد ربات البيوت على نسب مخففة من الكلور.

تويتر