السهر والجلوس الطويل أمام الإنترنت يهــدّدان صيف مراهقين

سوء استثمار الـعطلة الصيفية.. بوابة للاكتئاب

مختصون: المراهقون ليسوا بمنأى عن الاكتئاب. فوتوز.كوم

حذر مختصون من وقوع مراهقين فريسة الحالة النفسية السيئة، الناجمة عن سوء استغلال العطلة الصيفية، والتي تشكل مع مرور الوقت، إلى جانب عوامل داخلية وخارجية، بيئة خصبة للإصابة بالاكتئاب، الذي يعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في السنوات الأخيرة، لافتين إلى أن المراهقين والصغار ليسوا بمنأى عن الاكتئاب الذي يعتقد البعض بأنه عرض لا يصيب إلا الكبار. وأشار مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية في دبي الدكتور محمد محمود النحاس، إلى أنه توجد عواقب وخيمة لتفريغ طاقات المراهقين، بصورة خاطئة، عن طريق السهر، الذي يعتبرونه الحل الأمثل لتفريغ الطاقات، في ظل غياب الصورة الإيجابية لاستغلال العطلة الصيفية، مضيفا لـ«الإمارات اليوم»، أن «سوء استغلال العطلة يؤدي إلى الإصابة بالقلق والتوتر، فيشعر المراهق بالفوران الداخلي، هذا إلى جانب الإجهاد الفكري والجسدي، الذي يقود مع مرور الوقت الفرد إلى الاكتئاب».

 نصائح

شدد مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية في دبي الدكتور محمد محمود النحاس، على ضرورة استثمار المراهقين العطلات الصيفية بصورة إيجابية، تحول دون تعرضهم للإصابة بالاكتئاب، من خلال العمل على ممارسة التمارين الرياضية، وفي مقدمتها المشي، والجري الخفيف، الذي يمنح ممارسيه وقتاً لأنفسهم، وشعوراً بالسعادة والراحة حتى بعد الانتهاء منها، ويبني ثقتهم بذاتهم، ويخلصهم من الضغوط النفسية، ويسهم في رفع معنوياتهم النفسية ويساعدهم على التفاؤل، ويساعد على تحمل أعباء النهار بشكل أفضل بحيث يصبح عملهم بشكلٍ أفضل.

ونصح النحاس بضرورة التقليل من تناول السكريات والنشويات، والتدخين وشرب القهوة والكوكاكولا، إذ تحتوي على مواد تؤثر في شد الأعصاب، والتقليل من تناول الدهون، والإكثار من تناول السمك، خصوصا سمك التونة، الذي يعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، هذا إلى جانب الحرص على الاختلاط بالناس والتحدث إليهم حتى ينال قبولهم واستحسانهم، والتقليل من مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة، وقضاء ساعات طويلة في التحدث عبر الشبكات الاجتماعية التي غالباً ما تجعل الشخص في دائرة مغلقة.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/263584.jpg

وفصّل النحاس «يلعب السهر الطويل، وقلة النوم، دوراً كبيراً في الاصابة بالاكتئاب، نتيجة لقلة إفراز هرمون السيراتونين (هرمون السعادة)، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية التي توجد في تجويف الدماغ، في الظلام فقط، والذي يساعد على ضبط عمل الجسم، وعلى النوم، وبالتالي نجد المراهقين في هذه الحالة، في حالة حزن دائم، وقلق، وإحباط، وتكون نظرتهم للحياة تشاؤمية لا تحمل الأمل في غدٍ أفضل، ويلجؤون إلى تهويل الأمور وإعطائها حجماً أكبر من حجمها»، لافتا إلى أن السهر وبالتالي عدم الدخول في مرحلة النوم العميق، يؤثر في قوة المراهقين الجسدية، فيكونون عاجزين عن ممارسة الرياضة نظرا لقلة طاقتهم، الأمر الذي يولد لديهم رغبة في شرب السكريات، التي تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، التي تشكل العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية، نسبة 95٪ من أسباب تفشيها.

أعراض

تتأثر أيضا قدرات المراهقين الإدراكية ومنها التركيز، فيفقدون القدرة على التعامل مع الأمور التي تدور من حولهم، ويقفون أمامها عاجزين عن التصرف، ويبدأون في خسارة من حولهم من المعارف والأصدقاء، ويشعرون بالوحدة، فيدخلون أنفسهم في دائرة مغلقة لا أحد فيها سواهم، الأمر الذي يزيد من حالة الاكتئاب لديهم، حسب النحاس الذي اضاف «ينتاب المراهقين شعور بالنقص، وتتكون لديهم صورة سلبية عن ذواتهم، ونظرة تشاؤمية للعالم من حولهم، إذ يعتقدون أنه مملوء بالعقبات التي لا يمكن تجاوزها ولا أمل في تعديلها وإصلاحها».

وتابع مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية في دبي «يشكل قضاء المراهقين ساعات طويلة في التواصل عبر مواقع الشبكات الاجتماعية الالكترونية، دوراً كبيراً في تكوين دائرة مغلقة على أنفسهم، الأمر الذي يسهم في إصابتهم بالاكتئاب، وقد يصاب مراهقون كذلك بالاكتئاب الذي قد يكون عرضاً أو مرضاً يصاب به الإنسان، حين يقل إفراز هرمون السيراتونين (هرمون السعادة)، نتيجة ضغوط اجتماعية ونفسية مختلفة، لا يستطيعون مواجهتها ويقفون عاجزين أمامها، وأبرزها الفشل في الدراسة، وقصص الحب».

علاج

أما الطبيب الاستشاري في الطب النفسي الدكتور علي الحرجان، فقال «لا تقتصر الإصابة بالاكتئاب على البالغين من الرجال والنساء فقط، بل تتعداه لتشمل المراهقين والأطفال كذلك، وينجم عن الاكتئاب وهو اضطراب نفسي، اضطرابات كيميائية في المخ والجسم تظهر من خلالها أعراضه، والمتمثلة في اضطرابات في النوم والشهية، والوساوس المرضية، إذ يشعر المكتئب بالخوف من الإصابة بالأمراض، والشعور الداخلي بالضيق، والميل إلى البكاء».

ومن أعراض الاكتئاب الأخرى «الشعور بالذنب والندم وتوبيخ الذات عن طريق إعطاء الأمور أكبر من حجمها، وهناك من يحمل أفكارا انتحارية حين تصبح الحياة بالنسبة له دون قيمة، ومن أعراض الاكتئاب كذلك، صعوبات في العمل وقلة الإنتاجية، وفقدان الرغبة في ممارسة الهوايات والنشاطات الاجتماعية، فنجد الشخص المصاب يميل إلى العزلة ولا يرغب في العمل، وقد يعـيش حـياة رتيـبة ممـلة يكون فـيها بطـيئا في إخـراج الأفـكار، وقليل الكلام والنشاط الجسمي والعاطفي». وأشار الحرجان إلى أن أعراض الاكتئاب المختـلفة ترافـقها اضـطرابات جسدية منوعة، تؤثر مع مرور الوقت في حالته النفسية والجسدية، ومنها اضطرابات في القلب وسـرعة نبضه، وسـوء الهـضم. وعـن علاج الاكـتئاب، أفـاد الحرجان بأن «المكتئب يخضع لعلاج دوائي ومعرفي سلوكي، الدوائي يستخدم لتصحيح الخلل الكيميائي في الجسم، والناجم عن قلة إفراز هرمون السعادة، والمعرفي السلوكي لتصحيح الأفكار التي أدت إلى الاضطراب الكيميائي».

تويتر