5 مواطنات يلوّن طموحاتهـن بـ «فرشاتي»

المشروع استغرق مرحلة اختبار الأقمشة المناسبة للتلوين. تصوير: مصطفى قاسمي

استثمرت خمس مواطنات تربطهن صلات قرابة مواهبهن في مجال الرسم، في عمل مشروع مبتكر، إذ افتتحن أخيرا في القرية العالمية في دبي ركنا خاصا بهن عنوانه «فرشاتي»، يرسمن فيه يدوياً أشكالا ونماذج مختلفة، ويزينّها بعبارات وجمل يختارها زبائنهن. وقالت عضوات المشروع «العائلي» لـ«الإمارات اليوم» إنهن سعيدات بتحقيق جزء من طموحاتهن بابتكار «فرشاتي»، والذي يحظى بإقبال كبير على الرغم من حداثته .

حس وطني

قالت سلامة سعيد عن المشاركات التي تقدمها عضوات (فرشاتي) في الاحتفالات الوطنية: «نحرص في مشاركاتنا الوطنية على رسم نماذج وأشكال تجسد تلك المناسبات، مثل رسم خريطة الدولة وتلوينها بالعلم في مناسبة الاحتفال باليوم الوطني، ورسم برج خليفة في مناسبة إطلاقه، وقمنا بتذييل الرسومات بعبارات وطنية، تعمل على تعزيز وتنمية الحس الوطني».

وشددت على أن أسعار بلوزات الاحتفالات الوطنية تكون زهيدة، إذ غالباً ما تتوافر المجموعات الخاصة بالاحتفالات بأسعار عالية، تعجز عن توفيرها أسر من ذات الدخل المحدود.

وذكرت صاحبة فكرة المشروع، شيخة المري، أن رغبتها في تسخير موهبتها وقدرات مجموعة من معارفها في مجال الرسم دفعتها إلى العمل على تأسيس مشروع عائلي بالتعاون معهن، تقوم فكرته على رسم وتلوين الرسومات والأشكال التي يطلبها الزبائن على القمصان الشبابية، وتزيينها بالعبارات والجمل التي يختارونها.

وقالت «لم يكن الأمر بالسهولة التي توقعناها في بداية المشروع، إذ تطلبت عملية تطبيقه جهداً كبيراً، واستغرقت وقتاً طويلاً من البحث المضني والعمل الدؤوب». وأشارت المري إلى أنها فضلت اقتحام مجال جديد، إلى حد كبير، على الرغم من خبرتها المتواضعة في مجال الأعمال، والتي كونتها عن طريق مشاركاتها السابقة مع صديقات لها في المدرسة عبر مشروعات صغيرة، شملت بيع حيوانات أليفة في مسابقة التاجر الصغير، وبيع الأرانب والهامستر مع مستلزماتها المختلفة التي تشمل إلى جانب الطعام والقفص مجموعة منوعة من الملابس، في مدينة مدهش الترفيهية في .2008

وأوضحت شيخة المري أن تطبيق «فرشاتي» مر بمجموعة مراحل، تمثلت في اختيار قماش البلوزات المعروفة بـ(التي شيرت)، والألوان المناسبة للرسم وأدواته، إلى جانب القيام بمجموعة تجارب لضمان نجاحها».

تحضير

ونوهت أحلام خليفة، إحدى عضوات «فرشاتي»، إلى أن المشروع احتاج إلى فترة تحضير كبيرة، من اختبار للأقمشة التي تصلح للرسم والتلوين عليها. وقالت «أجرينا تجارب على قماش اخترناه، من خلال القيام بعملية غسله مراراً وتكراراً قبل وبعد الرسم عليه، لضمان جودته، حتى وقع اختيارنا على النوع المناسب، وهو القطن الذي يعتبر القماش الأنسب لما نقوم به».

وأضافت «جربنا الألوان المستخدمة في عملية الرسم، وغسلنا البلوزات بعد تلوينها، لضمان ثبات الأشكال عليها، وعدم بهتانها مع كثرة الاستخدام، حتى وقع الاختيار على الألوان الزيتية الخاصة بالرسم والتلوين على الأقمشة، والتي لا تحتاج عملية تجفيفها إلى آلة خاصة، فقد نعرضها للهواء لضمان جفافها مع الوقت الذي لا يتعدى الساعة». ولفتت إلى ضرورة مرور 48 ساعة على عملية الرسم والتلوين على البلوزات قبل إخضاعها للغسيل الذي يمكن القيام به في الغسالات الالكترونية من دون أي ضرر.

وذكرت أحلام خليفة أن أدوات الرسم التي تستخدمها عضوات المشروع «تتمثل في الفرش التي نرسم بها، والتي تتنوع أحجامها وأشكالها، وقمنا كذلك بإخضاعها لتجارب عديدة لضمان جودتها».

شخصيات وطلبات

وفي ما يتعلق بالرسوم والأشكال التي ترسمها العضوات، قالت حمدة مبارك، إحدى المشتركات في «فرشاتي»: «يوفر المشروع مجموعة منوعة من الرسوم والأشكال لأبرز الشخصيات الكرتونية، ويترك للزبائن حرية اختيار ما يرغبون من رسوم وأشكال، إلى جانب جمل وعبارات قد يزينونها بها، والتي قد تقتصر في أحيان كثيرة على أسمائهم. كما نتيح لهم حرية اختيار الإكسسوارات التي قد يرغبون في إضافتها، والتي نقوم بتوفيرها».

وغالباً ما تقع اختيارات زبائن «فرشاتي» على رسومات الشخصيات الكرتونية، ويلجأ بعضهم إلى تصميم رسومات وأشكال خاصة بهم بهدف التميز، حسب حمدة مبارك التي قالت «لا يشكل هذا الأمر أي معوقٍ أمامنا، حيث نستطيع تلبية كل الطلبات بسهولة، نظراً للموهبة الفنية التي نتمتع بها، وتجعلنا قادرين على رسم مختلف الأشكال والرسومات، كرتونية أو غير كرتونية، ويقتصر استخدامنا للماكينة الخاصة بالرسم على طلبات الزبائن، والتي تقل مقارنةً بطلبات الرسم بالفرشاة، الأمر الذي يبعث الفرح في نفوسنا، ويؤكد نجاح اختيارنا في الرسم والتلوين اليدوي».

إقبال

ورأت شمسة سعيد، إحدى عضوات (فرشاتي)، أن المشروع على الرغم من حداثته، ولم يتعدَ عمره الثلاثة شهور، واقتصار وسيلة الإعلان عنه على (البلاك بيري ماسنجر)، إلا انه لقي إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات والأعمار، لاسيما من المراهقات والمراهقين الذين يحرصون على ارتداء البلوزات ذات الرسوم اليدوية المختلفة في مناسبات كثيرة.

وأرجعت شقيقتها سلامة سعيد، إحدى المشتركات في المشروع، أسباب الإقبال على «فرشاتي» إلى وجوده في القرية العالمية التي تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، وتعد مكانا مثاليا للترفيه وقضاء أوقات جميلة لكل أفراد العائلة. وقالت «من أهم أسباب إقبال الزبائن على المشروع أسعارنا الزهيدة، والتي تراوح ما بين 75 و150 درهماً، فضلاً عن إتاحته الفرصة أمام الزبون في اختيار ما يحلو له من رسومات وأشكال وعبارات، إلى جانب توفيرنا كل المقاسات المطلوبة لمختلف الأحجام والأعمار، كما يحرص (فرشاتي) على المشاركة في الاحتفالات الوطنية المختلفة التي تنظم في الدولة، مثل مناسبة اليوم الوطني، والذكرى الرابعة لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مقاليد الحكم في دبي، وكذلك افتتاح برج خليفة، كل تلك العوامل أسهمت في الإقبال الذي حظي به مشروعنا».

تويتر