النجار: 36 منهجاً للاستشفاء غيـــر الطب التقليدي
يتحرك في كواليس العمل بأفكار مخرج محترف، يتحسب قبيل البث من مفاجآت النقل المباشر، يتأكد من جاهزية الميكرفونات التي تلعب بالمخرج وأصحاب المداخلات الهاتفية، وعلى استعداد أن يذكر عبارته الافتتاحية مقدماً كي يتم ضبط الصوت وأماكن تركيز الإضاءة، من دون أن يوتر من حوله كعادة مقدمي البرامج المباشرة، أو تفارقه ابتسامة عريضة تزيد من سهولة مهام محاوريه والعاملين معه، هكذا بدا د. أحمد عبدالعزيز النجار الذي تابعت «الإمارات اليوم» كواليس تصويره حلقة خاصة عن السمنة مساء أول من أمس داخل استوديو «سي» بمقر مؤسسة دبي للإعلام واستضاف خلالها المواطنة الثلاثينية فاطمة في جلسة علاجية للشفاء من سمنة قفزت بوزنها إلى 230 كيلوغراماً.
النجار أستاذ علم النفس في جامعة الإمارات، والحاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة دارن بألمانيا عام ،1991 حرص على دراسة الفقه الإسلامي ، بعد ان أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، وهو أمر ترافق مع رغبة شديدة، كما يقول، في قراءة كل ما تطوله يداه من كتب، «مستثمراً ميلاً شديداً إلى المطالعة نمّاه في وجداني والدي».
غياب «التطوع»
المفاجأة الحوارية الأهم أن د.النجار رغم تخصصه الأكاديمي في مجال علم النفس يرفض بشكل قاطع كل مناهج التحليل النفسي المتعارف عليها في العلاج، بل إنه يؤكد : «ليس هناك من نظريات أكثر كارثية في تاريخ البشرية من منهجي فرويد وداروين في التحليل النفسي، لا سيما مع كثرة المغردين بعدهما في سربيهما»، لذلك فإن د.النجار يؤكد «أمتلك 36 منهجاً للعلاج ليس بينها أي منهج نفسي»، مشيراً إلى أنه يعالج من خلال الطب البديل، الطب الروسي، التنويم المغناطيسي، العلاج الروحاني، العصبي، الاجتماعي، معتبراً أن جوهر علاجه يعتمد على «تحفيز ملَكة الخيال لدى المعالَج وما يستتبعها من أوامر للجهاز العصبي، والمخ ومن ثم كل أجهزة الجسم الأخرى».
وفي ما يتعلق بإعداد الحلقات أكد د.النجار أن «لوّن حياتك» لا يعتمد على إعداد مسبق بالمفهوم المتعارف عليه تلفزيونياً، مضيفاً «ليس لدينا فريق إعداد او حتى معد متخصص، وكل ما يتم تحديده مسبقاً هو عنوان الحلقة، وهوية الحالة التي سيتم استضافتها في الاستوديو»، مؤكداً أن هناك حالات كثيرة تأبى أن تواجه الجمهور على الهواء مباشرة رغم المنفعة العامة التي يمكن ان تتحقق من جراء هذا الكشف الذي ننظر إليه في ثقافتنا المحلية والعربية وكأنه تعرية بمفهوم أقرب للفضيحة».
وكشف النجار أنه «على مدار البرنامج لم تتطوع سوى حالة وحيدة للظهور بالبرنامج، فيما تعتمد سائر الحالات على البحث الشخصي ومحاولات إقناع مريرة تنتهي أحياناً بحل وسط تكون فيه الحالة خلف ستار يخفي ملامحها من الظهور أمام الكاميرا، أو تعمّد عدم وضوح صورة الوجه، وغيرها من أمور حجب الهوية على المشاهد».
مشجب
وقال النجار إنه واجه صعوبة كبيرة من اجل إقناع فاطمة بأهمية مجيئها إلى الاستوديو، مضيفاً : «رغم ذلك اتصلت فاطمة قبل موعد بث البرنامج بـأربع ساعات فقط معتذرة عن المجيء إلى الاستوديو، لكنها في النهاية وافقت بعد ان علمت بأن عدم قدومها يعني إخلالاً كبيراً بمصداقية البرنامج الذي لا مجال أمامه مع ضيق الوقت لتدبير حالة مشابهة، مشترطة أن تكون الاستضافة من وراء ستار يحجب هويتها عن الكاميرا».
واعتبر د. النجار أن العلاج النفسي أضحى مشجباً جاهزاً يعلق عليه المتخصصون في العلاج العضوي باقسامه المختلفة احياناً عجزهم عن التوصل لسبب الداء، مشيراً إلى حالة مستعصية تطرق إليها أثناء البرنامج من ألمانيا فشل الأطباء العضويون في التوصل لسبب معاناتها رغم وجود قصة مرضية مؤثرة في العائلة، مضيفاً: «بمجرد أن بدأت العلاج الذي كان عبارة عن رقية شرعية وطب بديل، بدأ التحسن التدريجي الذي شهد به الأطباء المعالجون هناك انفسهم».
دعوة
وحول المغزى من مسمى البرنامج «لون حياتك» قال: «هو دعوة لقراءة أحداث وتفاصيل الحياة من زوايا مختلفة، واستبدال النظارة السوداء التي تحجب عنا الرؤية الصائبة للأمور بأخرى شفافة تجعلنا أكثر تفاؤلاً وبشاشة وتمسكاً بخيط الأمل الذي لا ينعدم رغم قسوة العوارض التي تلم بنا أحياناً» .
ورغم عفوية التقديم إلا أن د.النجار يؤكد أنه ملتزم بعوامل خمسة يحرص على توافرها في كل حلقاته معتبراً إياها أحد أسباب اختلاف نمطه التقديمي وأولها «مهارة ذاتية» هي ثمرة جهد دؤوب في مجال مطالعة مستجدات البحوث والدراسات والإحصاءات النفسية والاجتماعية والطب البديل وغيرها من مجالات اهتمامه، ثانيها «المباشرة في طرح المعلومة».
وفيما أشار د.النجار إلى عنصر «التلقائية» في التقديم وعدم التكلف الذي يشعر معه المحاور أو الضيف أو المتصل أنه شديد القرب منه، اعتبر تنوع أساليب ومناهج المعالجة والتحليل رابع تلك العوامل مضيفاً «رغم تغليف كل تلك المناهج بطابع إسلامي إلا أن سياق الحديث والطرح لا يغفل ذوي الثقافات الأخرى»، مشيراً إلى أن خامس تلك العوامل هو الاعتماد على «القص الذي يحمل همومهم» مستشهداً بالجملة المأثورة بالعامية المحلية «الناس تحب الخراريف».
«روح دبي»
العلاج بالخيال
فاطمة تكافح بـ«الخيال» سمنة قفزت بوزنها إلى 230 كيلوغراماً.
وإذا كان د.النجار يختزل الدافع النفسي بعنصر الخيال، فإنه في الوقت ذاته يؤكد أهمية الجانب الاجتماعي في تحقيق الهدف، لذلك أكد لـ«فاطمة» ضرورة توعية المحيطين بها بأهمية مساعدتها على الوصول لجسم صحي، في خطوة اعتبرها تالية لخلق الحافز الذاتي مؤكداً '«أننا يجب ألا نذهب للطبيب من اجل تخليصنا من السمنة بل من أجل مساعدتنا على التخلص منها فحسب»، جامعاً في وصفته العلاجية بين العلاج النفسي والاجتماعي والذاتي والطبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news