أقـراط الجسـم.. زينة ناقلة للأمراض

أقراط الجسم عادة تزيينية قد تتسبب في نقل الأمراض. فوتوز.كوم

يعود فن ثقب الجسم لتزيينه بالأقراط إلى حقب ماضية، وهي الزينة التي لاتزال المرأة أكثر من يقدم عليها، إذ تعد أقراط الأذن أول ما تقوم العائلة بتزيين أذني الوليدة بها، خصوصاً في السنة الأولى من مولدها، اعتقاداً بالشفاء الأسرع للمنطقة لصغر العمر، ما يجعلها عادة، أو عرفاً منتشراً بين كثير من دول العالم عموماً، والدول العربية خصوصاً. وعلى الرغم من أن عادة تزيين الجسم بالأقراط لاتزال تمارس في مختلف أنحاء العالم لأسباب عدة، منها التجميلية، أو الدينية، أو المعتقدات الروحية أو حتى استجابة للموضة، إلا أن انتشار عادة الأقراط المزينة لأجزاء أخرى في الجسم عدا الأذن، يعد موضة غربية بدأت في الانتشار بشكل ملحوظ بين شباب من الدول العربية، يحاول تقليد الغربي، وهو الانتشار الذي يشمل خطورة صحية قد تحول الرغبة في مواكبة الموضة والدارج إلى سبب لانتقال الأمراض، أو الإصابة بها.

مخاطر

وقالت اختصاصية الجراحة في عيادة ويلكير في مردف في دبي، الدكتورة آنا جيكوب إن «هناك مناطق عدة في الجسم بدأ الميل إلى تزيينها بالأقراط، إلا أن شحمة الأذن تبقى المنطقة الأكثر شهرة لها، والتي تعزز من أنوثة المرأة وجمالها، بينما تتنوع أماكن التزيين بالأقراط منها، الحاجب، والأذن الداخلية، والخارجية، والأنف، والشفتين، والسرة واللسان»، مشيرة إلى أن هناك عدداً من المجازفات والمخاطر الناجمة عن الأقراط في الجسم منها «الحساسية، والرضوض الموضعية، ورفض الجسم لتلك الأقراط، والتورم، وأحياناً ابتلاع الحلية حين يتعلق الأمر بثقب اللسان على سبيل المثال، فضلاً عن الصعوبة في الكلام وتآكل الطلاء». وعلى غرار الوشم، يرافق ثقوب أقراط الجسم احتمال الإصابة بالتهاب.

وأوضحت جيكوب أن الالتهاب الذي يحصل من أقراط الجسم في حال كانت الأداة الحادة المستخدمة ملوثة، يكون عبر انتقال الدم المصاب من شخص لآخر، أو أياً كانت المواد الأخرى التي يمكن أن تنقل العدوى، مضيفة أن «الأدوات الحادة الملوثة يمكن أن تنقل أمراضا بمعدلات مرتفعة جدا، بما في ذلك، المكورات العقدية، والمكورات العنقودية، والكزاز، فضلاً عن البكتيريا وغيرها من الفيروسات المنقولة عن طريق الدم مثل مرض ضعف المناعة المكتسبة المعروف بالإيدز، وفيروسات التهاب الكبد ب، والتهاب الكبد ج».

التهاب الكبد

وذكرت جيكوب، أنه «على الرغم من أن 90٪ من الأشخاص الذين يعانون التهاباً حاداً في الكبد يتعافون بشكل تام، إلا أن 10٪ من هذه الحالات قد تتطور لتصبح مرضاً مزمناً، وقد تتحول إلى سرطان في النسيج الكبدي، أو ما يعرف بسرطان الكبد»، مشيرة إلى أن التهاب الكبد ج، غالباً ما يكون غير مصحوب بأي أعراض، «ويصيب 10٪ من الأشخاص الذين قد يتعرضون لأعراض بسيطة أشبه بالزكام، بينما قد يتطور المرض بين 50٪ من الحالات، ليطال الكبد بشكل مزمن، بينما 15٪ من هذه الحالات تتطور لديها الإصابة لتتحول إلى سرطان الكبد»، مؤكدة أنه «على الرغم من توافر العلاج لهذا النوع من التهاب الكبد، إلا أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى أي لقاح يقي من الإصابة به حتى الآن».

وتابعت «مرض العوز المناعي البشري الذي يبدأ حالة سريرية صامتة، يمكن أن يتحول إلى متلازمة حادة تعرف بمرض ضعف المناعة أو «الإيدز»، والذي ينتقل بواسطة الإبر الملوثة بنسبة واحد من أصل 300 حالة»، مشيرة إلى أنه على الرغم من التدابير الوقائية «مثل المضادات الفيروسية على شكل حبوب، إلا أنه لم يتم التوصل إلى لقاحات لهذا المرض حتى الآن».

التدابير الوقائية

وشددت جيكوب على أهمية اتباع الاحتياطات والتدابير اللازمة التي تحد من انتقال العدوى، مبينة أنه «ما من دليل على أن استخدام المطهرات، أو عصر الجرح، أو استخدام الموادّ الحارقة مثل المبيّضات قد تمنع انتقال تلك الأمراض بعد التعرّض لخطر انتقالها جرّاء حادث ما».

وأوضحت أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج «فاستخدام الأدوات التي تُستعمل لمرّة واحدة بما في ذلك القفّازات وبشكل خاصّ الإبر، أمر غاية في الأهمية بالنسبة إلى عمليات إجراء الثقوب الخاصّة بأقراط الجسم ولاسيّما مقارنة باستخدام المسدّسات الخاصّة بذلك».

وأكدت أن استخدام المستوعبات الخاصّة لرمي الأدوات الحادّة الخاصّة بالثقب تسهم في تقليص مخاطر انتقال العدوى وانتشارها.

تويتر