«دبي للثقافة» تشارك في النسخة الـ 57 من «دراسات الجزيرة العربية»

مواقع دبي الأثرية والتاريخية تتألق في باريس

وفد «دبي للثقافة» المشارك في فعاليات النسخة الـ57 من مؤتمر «دراسات الجزيرة العربية». من المصدر

اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) مشاركتها في فعاليات النسخة الـ57 من مؤتمر «دراسات الجزيرة العربية»، الهادف إلى تعزيز تبادل الأفكار والرؤى بين الباحثين والأكاديميين حول تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها وآثارها. يأتي ذلك في سياق جهود الهيئة الرامية إلى إبراز أهمية مواقع دبي الأثرية والتاريخية، وهو ما يتناغم مع أولوياتها القطاعية الهادفة إلى تعزيز حضور الإمارة على خريطة التراث العالمي.

وخلال المؤتمر الذي استضافه المعهد الوطني الفرنسي لتاريخ الفنون في العاصمة الفرنسية باريس لثلاثة أيام، عرض وفد الهيئة ورقتين علميتين سلطتا الضوء على آثار دبي، حيث حملت الأولى عنوان «اكتشاف خبيئة قطع أثرية من العصر الحديدي في موقع ساروق الحديد الأثري 53»، بينما جاءت الثانية تحت عنوان «تأكسد التربة في موقعي ساروق الحديد الأثري والقصيص الأثري في دبي، وتأثيره في القطع الأثرية المعدنية (البرونزية) - دراسة مقارنة».

وتناولت الورقة الأولى التي قدمتها مريم السويدي، منقب آثار أول في «دبي للثقافة» تاريخ موقع «ساروق الحديد»، وأبرز القطع الأثرية المكتشفة فيه، ومن بينها «خبيئة القطع الأثرية» التي تعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، حيث عثر عليها مدفونة داخل حفرة دائرية بقطر 90 سم، وعمق 50 سم، في موقع «ساروق الحديد الأثري»، واحتوت على 123 قطعة معظمها من البرونز، وتضمنت عدداً كبيراً من أواني الطهي، ومجارف وأزاميل، ومرايا ورؤوس فؤوس، ومغارف وأكواباً صغيرة وموازين وسنارة صيد، إضافة إلى قطعتين مصنوعتين من حجر الكلوريت، هما عبارة عن كوب صغير ووعاء، كما اشتملت الخبيئة على سبع قطع حديدية، من بينها رؤوس رماح ومقبض صغير، وكذلك قطعة مشغولة من العظم. وأثبتت الدراسة أن الخبيئة ضمت قطعاً أثرية تؤكد أن موقع «ساروق الحديد» استخدم لإنتاج الفحم اللازم في عمليات صناعة وصهر المعادن، والتي كانت من أهم الحرف التي مارسها سكان الموقع خلال العصر الحديدي، وتطرقت الدراسة إلى أبرز الوسائل التي استخدمت في تأريخ الموقع والخبيئة، وفحص عينات من الفحم بوساطة كربون 14 المشع، بالإضافة إلى المقارنات العلمية، كما استعرضت الخطط المستقبلية للعمل في الموقع.

في حين قدمت زينب علي سالمين، مرمم آثار أول في «دبي للثقافة»، دراسة مقارنة تناولت فيها أساليب تطوير صيانة وترميم القطع الأثرية المكتشفة في موقعي «القصيص الأثري» و«ساروق الحديد»، كما سعت من خلالها إلى شرح طبيعة المواد المؤكسدة في تربة الموقعين، وفهم البيئة الأثرية المحيطة بالقطع المدفونة فيهما، وبينت الدراسة أن التربة الموجودة في موقع «ساروق الحديد» تمتاز بانخفاض مستوى تأثيراتها في القطع البرونزية، مقارنة مع تلك الموجودة في موقع «القصيص الأثري»، الذي يتكون من تربة طفلية ملحية تؤثر بشكل مختلف في حالة القطع المكتشفة على المدى البعيد.

وأكد مدير إدارة الآثار في «دبي للثقافة» بدر محمد آل علي، حرص الهيئة على الحضور في كل المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مجال الآثار، بهدف التعريف بمواقع دبي الأثرية، وإبراز أهميتها وقيمتها العلمية، وقال: «تمثل المؤتمرات الدولية مساحة ملهمة للتعريف بأهمية دبي التاريخية، ما يجعل منها وجهة جاذبة للباحثين والمهتمين بالآثار على اختلاف عصورها وأشكالها، ما يعزز مكانة الإمارة وريادتها العالمية». ونوه بأن مشاركة الهيئة في مؤتمر دراسات الجزيرة العربية تسهم في تقديم تصور متكامل حول إمكانات دبي، وما تمتلكه من مواقع أثرية، كما تساعد على تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات مع المعاهد ومراكز الأبحاث الدولية وبعثات التنقيب الدولية.

بدر محمد آل علي:

. تمثل المؤتمرات الدولية مساحة ملهمة للتعريف بأهمية دبي التاريخية، ما يجعل منها وجهة جاذبة للباحثين والمهتمين بالآثار على اختلاف عصورها وأشكالها.

. مريم السويدي قدمت تاريخ موقع «ساروق الحديد»، وأبرز القطع الأثرية المكتشفة فيه، ومن بينها «خبيئة القطع الأثرية».

. زينب سالمين قدمت دراسة مقارنة تناولت فيها أساليب تطوير صيانة وترميم القطع الأثرية المكتشفة في موقعي «القصيص الأثري» و«ساروق الحديد».

تويتر