سوالف رمضان

أبوطبيلة.. «قوم يا نايم اذكر ربك الدايم»

صورة

إلى زمن الطيبين، تحملنا سوالف الآباء والأجداد لنستعيد من خلالها ذكريات وملامح الحياة في الإمارات في فترة ما قبل النفط، مثل العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، والتعاملات اليومية بين الناس، وكيف كانوا يحتفون بالشهر الكريم في أجواء روحانية يسودها الودّ والتراحم والتعاون.


يعد المسحراتي أو (أبوطبيلة) كما يُعرف في الإمارات، أحد الطقوس المحببة للكبار والصغار، إذ ارتبطت هذه الشخصية بشهر رمضان ليس فقط في الإمارات، وإنما في أغلب الدول العربية والإسلامية. والمسحراتي هو شخص يتولى إيقاظ الناس، لتناول السحور قبل أذان الفجر، مستخدماً طبلة صغيرة يحملها في يده، بينما يردد بصوت مرتفع عبارات تختلف من مكان لآخر، لكنها في المجمل تدعو النائمين إلى الاستيقاظ، لتناول السحور استعداداً للصوم، وصلاة الفجر وذكر الله سبحانه وتعالى، وكثيراً ما يحرص الأطفال على انتظار المسحراتي، والسير خلفه مرددين معه عباراته الشهيرة التي تميل إلى السجع.

أوضح الوالد عبيد حسن مطوع الكعبي لـ«الإمارات اليوم»، أن المسحراتي في السابق كان في الأغلب أحد سكان الفريج، وكان يتنقل في الفريج وهو يحمل طبلته مردداً: «قوم يا نايم اذكر ربك الدايم»، وكانت البيوت في ذلك الوقت قريبة من بعضها، فكان يطوف بينها فيسمعه الجميع، ثم يستيقظون على صوته. لافتاً إلى أن «أبوطبيلة» كان يبدأ مهمته قبل الفجر بنحو ساعة ونصف الساعة، وكان يعرف الوقت بالخبرة مستعيناً بالنجوم وشكل السماء، كما كان الناس يعرفون مواعيد الصلوات عبر مراقبة الشمس وموقعها في السماء في النهار، وفي المساء كان العرب يعتمدون على مواقع النجوم في السماء، لمعرفة الوقت والاتجاهات.

وأشار إلى أن المسحراتي لم يكن يتقاضى أجراً عن عمله، فكان يقوم بمهمة إيقاظ الناس كل ليلة طوال رمضان، وفي الليلة الأخيرة أو في يوم العيد كان الناس يقدمون له «العيدية» كل شخص حسب استطاعته، وفي معظم الأوقات لم تكن من النقود، وفي الأغلب تكون من منتجات غذائية مثل الطحين والقمح والأرز والسكر وغيرها، وكان الأطفال يحبونه ويلتفون حوله ويقومون بتحيته.

لافتاً إلى أن الطبلة التي كان يستخدمها المسحراتي أصغر حجماً من الطبول العادية التي تستخدم في المناسبات التقليدية مثل العيالة وغيرها، وكانت تصنع من جلد الضأن وليس البقر كما في الطبول الكبيرة، وقديماً كان صنع الطبل يحتاج إلى فترة تراوح بين 15 و30 يوماً، أما الآن يمكن أن يتم ذلك في أقل من يوم واحد، بفضل الآلات المستخدمة التي سهلت المهمة.

• المسحراتي لم يكن يتقاضى أجراً وفي الليلة الأخيرة أو في يوم العيد كان الناس يقدمون له «العيدية» كل شخص حسب استطاعته.

• يحرص الأطفال على انتظار المسحراتي والسير خلفه مرددين معه عباراته الشهيرة والتي تميل إلى السجع.

تويتر