هزاع الكتبي يستعد لاعتماد مشروعه كمزرعة عضوية في «عام الاستدامة»

شاب إماراتي يقطف ثمار «النبتة المباركة»: أحلم بزراعتها في كل بيت

صورة

يقدم الشاب الإماراتي هزاع الكتبي، تجربة نجاح مميزة في مجال الزراعة، بعد أن استطاع أن ينتج ثمار تين ذات جودة عالية من خلال «مزارع الفلج»، التي يمتلكها وتقع في أم القيوين، طامحاً إلى أن يرى كل بيت في الإمارات يزرع هذه «النبتة المباركة»، لذلك يقدم مواد توعية يعرض فيها كل ما يتعلق بالزراعة لمتابعيه عبر «إنستغرام»، إلى جانب إطلاقه مبادرات لتوزيع شتلات وأعواد التين مجاناً على الراغبين في زراعته تشجيعاً لهم؛ واصفاً الزراعة بأنها هي الحياة.

وأوضح الكتبي في مستهلّ حواره مع «الإمارات اليوم» أنه بدأ بزراعة التين في عام 2017 كهواية مارسها لبعض الوقت، ثم انصرف عنها، ولكن مع الوقت تحول الأمر إلى شغف وأبحاث ودراسات جادة للوصول إلى أنسب الأصناف للبيئة في الإمارات، وكان ذلك تحديداً في عام 2019، مرجعاً تعلقه بها إلى أسباب عدة، أهمها أن التين شجرة مباركة، ولها فوائد عدة، سواء في الأوراق أو الثمار التي يمكن تناولها كفاكهة طازجة أو مجففة، أو في أشكال مختلفة مثل المربى والدبس وغير ذلك من المنتجات التي تعّرف عليها خلال زياراته لدول مختلفة.

عن البدايات

وقال الكتبي، الذي يسعى إلى اعتماد مزرعته كمزرعة عضوية على مستوى الدولة: «في بداية زراعتي التين لم تكن توقعاتي بنجاح التجربة كبيرة، لأن الفكرة السائدة أن هذه الأشجار لا تناسب منطقتنا الصحراوية، ولا تنمو إلا في بيئات ذات مناخ معتدل أو بارد مثل سورية ومصر، لكن المفاجأة أن الإنتاج جاء جيداً، وهو ما كان مصدر سعادة لي وللأهل، ولم نصدق في البداية، كما كان مصدر دهشة لكل من يراها من الأصدقاء والمعارف». وأشار إلى أن ميزات زراعة التين تشمل كذلك قيمة ثماره المرتفعة تجارياً، بعكس أنواع أخرى من الفاكهة، إذ يباع بأسعار مرتفعة، لأن الطلب يفوق العرض بشكل كبير في مختلف دول الخليج، لأن الإنتاج لا يكفي السوق، ويتم استيراد التين من الخارج.

صعوبات

تجربة هزاع الكتبي لم تخلُ من صعوبات، من أبرزها - وفق ما أوضح - الفكرة السائدة بأن زراعة التين لا تلائم الإمارات، وعدم توافر أنواع مختلفة منه، لذا سافر إلى دول مختلفة، مثل ماليزيا ومصر ودول الخليج، لجلب شتلات منها، إلى جانب الاستيراد من دول أخرى؛ وهو ما كلفه مبالغ كبيرة بأسعار متفاوتة، إذ وصل سعر عود واحد من بعض الأصناف 500 دولار، وكانت مرحلة استيراد الأصناف من أصعب مراحل العمل، تلتها مرحلة تجربة زراعة هذه الأصناف، وإذا كانت ستنجح أم لا.

وشدد على أن الأبحاث والتجارب التي يقوم بها هي أهم شيء في تجربته، فيحرص على إخضاع النصائح التي تقدم له وخبرات من سبقوه في المجال، ويجرب طرقاً مختلفة، ويكملها للنهاية بكل تفاصيلها حتى يصل لنتائج دقيقة.

وأشار إلى أن بداية فكرة زراعة التين غريبة حتى عن الأسرة، ولكن في ظل إصراره عليها وجد دعماً كبيراً من الوالدة وزوجته وإخوانه، وكانوا يشجعونه بطرق مختلفة، خصوصاً في فترات الإحباط التي كان يمر بها.

تجارب ودراسات

ونوّه صاحب «مزارع الفلج» بأن التين فاكهة ضعيفة، ولذلك حرص على إجراء تجارب ودراسات مدة عامين للتعرف إلى أفضل الأنواع التي تناسب مناخ وتربة الدولة، وفي الوقت نفسه تكون ذات جودة عالية، وبناء على هذه التجارب اختار أصنافاً معينة، إذ استورد ما يزيد على 150 صنفاً، وبناء على هذه التجارب اعتمد التي حققت أفضل نتائج، وهي البراون التركي والإسباني بأنواعه، وصنّف اسمه ديانا.

وتابع: «أسهمت التجارب التي قمنا بها نجاح عملنا بشكل كبير عبر التعرف إلى أفضل الأنواع التي تصلح للزراعة في الإمارات، واستبعاد غير المناسبة، وتوصلنا لاختيار ما يقرب من 30 صنفاً مناسباً، ونركز منها على خمسة أو ستة أنواع، وقد اعتمدنا في الاختيار على معايير منها غزارة الإنتاج، وتحمّل حرارة الطقس، وأن يكون حجم الثمرة متوسطاً، لا يقل عن 100 غرام، وبعضها يصل 250، إلى جانب تحمل الثمرة فترة تخزين قد تصل أربعة أيام بعد القطف، كذلك نهتم بتعدد الأنواع التي ننتجها حتى تناسب مختلف الأذواق، فالتنوع مطلوب بشدة».

مبادرات للتشجيع

وأعرب الكتبي عن أمنيته بأن تكون شجرة التين في كل بيت في الإمارات، خاصة أن لها العديد من الميزات، من أهمها أنها تعطي إنتاجاً كل ستة أشهر، لافتاً إلى أنه يطلق مبادرات مختلفة لنشر زراعة التين والزراعة عموماً بين سكان الإمارات، منها مبادرة أطلقها العام الماضي لتوزيع 25 ألف عود تين على المهتمين، إلى جانب توزيع عدد من الأشجار. أما هذا العام فمن المقرر أن يوزع عدداً أكبر من الشتلات، وتم الاتفاق مع بلديات معينة في الدولة على أن تتسلم أعواد التين، وتقوم بزراعتها وتوزيعها من جهتها، بهدف توسيع نطاق المبادرة والمستفيدين منها.

نصائح

كذلك يحرص الكتبي على تقديم نصائح عبر حسابه على «إنستغرام» حول زراعة التين ورعايته منذ الغرس حتى موسم قطف الثمار، وكثير من متابعيه يحصل على شتلات منه.

وأكد «في معظم الأحيان لا أنتظر تساؤلات المتابعين، وأبادر إلى تقديم النصائح من واقع ما أقابله في مزرعتي، مثل أفضل توقيت للزراعة، ومتى يمكن ري الشجر، وكيفية مواجهة الآفات والحشرات التي قد تصيب الزرع أو غير ذلك من موضوعات ليستفيد الجميع، كما أشجع كل من يحصل على معلومة على أن ينشرها في محيطه، ليستفيد أكبر عدد ممكن من المزارعين والمهتمين»، معرباً عن سعادته باتجاه كثيرين للزراعة.

• 25000 عود تين وزعها الكتبي على المهتمين بهذه الفاكهة، إلى جانب شجيرات.


هزاع الكتبي:

• «تحديت الفكرة السائدة بأن بيئة الإمارات غير مناسبة لزراعة التين.. والمفاجأة أن الإنتاج جاء جيداً».

• «أسهمت تجاربنا في نجاح عملنا عبر التعرف إلى أفضل أنواع التين التي تصلح للزراعة في بلدنا».


تثقيف متابعين

بالتزامن مع إعلان الإمارات 2023 عام الاستدامة، يسعى هزاع الكتبي للقيام بإجراءات اعتماد مزرعته كمزرعة عضوية على مستوى الدولة، مشيراً إلى أنه يستعد كذلك في الفترة المقبلة لتثقيف متابعيه على مواقع التواصل بالزراعة العضوية والطرق المختلفة لها، ومواصفاتها وكيفية التغلب على الآفات بالطريق العضوية دون استخدام أي مواد كيميائية، لما لها من أضرار على صحة الإنسان، وكذلك تأثيرها في الأرض.

تويتر