بسبب ظروف الإنتاج وانتشار المنصّات الرقمية

المسلسلات القصيرة.. عنوان دراما رمضان هذا العام

صورة

ظاهرة فنية جديدة بدأت تأخذ طريقها إلى شاشات التلفزة العربية والمنصّات الرقمية في رمضان، تمثلت في مسلسلات قصيرة تتألف من 15 حلقة تلفزيونية، وذلك خلافاً للمتعارف عليه في السباق الدرامي الرمضاني كل عام، حيث الشهر الذي يعد الساحة الرئيسة الأبرز للمنافسة بين نجوم الدراما وصنّاع هذه الأعمال الدرامية، التي لطالما زحفت لسنوات طويلة، تحت وطأة الإطالة غير المبررة والمشاهد والأحداث المكررة التي فرضتها مقتضيات الحلقات الـ30.

تقبل جماهيري

يبدو واضحاً هذا العام، أن الجمهور أصبح أكثر تقبلاً لفكرة الإيجاز في الأعمال القصيرة، وذلك بالتزامن مع انتشار عرض الأعمال الدرامية على المنصّات الرقمية، التي أصبحت هي الأخرى شريكاً مهماً في عالم صناعة الدراما التلفزيونية العربية، وهو أمر يؤخذ في الحسبان، في ظل تصدي هذه المنصّات إلى إنتاج أعمال فنية ذات رؤية عالية وإمكانات إخراجية متطوّرة لا تقيم اهتماماً لعدد ساعات العرض والحلقات، بقدر اهتمامها بالخيارات الفنية ومقتضيات الحبكة ورؤية مخرجيها.

النصف الأول

ما يزيد على 10 مسلسلات رمضانية، تنافست في النصف الأول من الشهر الفضيل، لتحقيق نسب مشاهدة متفاوتة اعتمدت مرة على خيارات الأعمال المقدمة أو نجومها أو حتى جرعات الكوميديا التي تخللتها لجذب الاهتمام، مثل تجربة مسلسل «الصفارة» للممثل أحمد أمين، التي تناولت في إطار كوميدي شيق، حكاية «شفيق» الذي يعمل مرشداً سياحياً، ويقوم بسرقة صفارة الملك «توت عنخ آمون» للعودة عبر الزمن.

كما وبعيداً عن صخب الأعمال الدرامية المحمّلة بالصراعات والقضايا الساخنة، نجح مسلسل «كامل العدد»، للمخرج خالد الحلفاوي، رغم هزالة طرحه لعدد من القضايا الراهنة، في الإضاءة بإيقاع كوميدي خفيف على قصص اجتماعية طريفة، بالاعتماد على نجومية دينا الشربيني.

أما مسلسل «كشف مستعجل» للممثلين مصطفى خاطر ومحمد عبدالرحمن، فقد تميز في رمضان، في جذب انتباه الجمهور لقصة الطبيب «سهام» الذي يضعه قدره أمام مريض برتبة قاتل محترف، يفرض عليه خوض مجموعة لا حصر لها من المغامرات المستحيلة.

على صعيد آخر، وبالاشتراك مع علي قاسم، دخلت النجمة أمينة خليل بنجاح السباق الرمضاني لهذا العام، من بوابة مسلسل «الهرشة السبعة»، الذي ناقش تداعيات تراكم المسؤوليات والتحديات الحياتية على العلاقات الزوجية، من خلال قصة البطلين «آدم» و«نادين».

في الوقت الذي اختار محمد ممدوح دوراً درامياً مختلفاً في مسلسل «رشيد»، تناول من خلاله استعداده لتجديد حياته بعد وفاة زوجته واتهامه بجريمة لم يرتكبها، ومن ثم سعيه الجاهد إلى إثبات براءته والانتقام من كل من ألحق به الأذى.

سباق النجوم

من جهته، دخل النجم ياسر جلال سباق الصدارة هذا العام بمسلسل اجتماعي قصير ومشوق حمل عنوان «علاقة مشروعة»، وانضم إليه في هذا الركب، كل من النجم قصي خولي ونادين نسيب نجيم بمسلسل «وأخيراً».

وفي فئة مسلسلات الـ20 حلقة، تابع الجمهور أعمالاً متنوّعة، منها مسلسل «رسالة الإمام» للنجم خالد النبوي، ومسلسل «الكتيبة 101» لآسر ياسين وعمرو يوسف، في الوقت الذي نجحت سلسلة «طاش العودة» التي عادت بموسمها الـ19 إلى الجمهور الخليجي هذا العام، في رسم الابتسامة وتقديم موضوعات اجتماعية مهمة بقالب كوميدي فريد، قدمه باقتدار النجمان السعوديان ناصر القصبي وعبدالله السدحان.

النصف الثاني

ومع بداية النصف الثاني من شهر رمضان، بدأ الجمهور في متابعة حلقات مسلسل «تحت الوصاية» للنجمة منى زكي، والمخرج محمد شاكر خضير، الذي حرص على تقديم رؤية درامية مشوقة لأحداث هروب «حنان» من مدينة الإسكندرية إلى دمياط مع طفليها، لبدء حياة جديدة بعيداً عن ظم عائلة زوجها المتوفى.

ومن داخل «المتاهة»، ظهرت النجمة المصرية منّة شلبي، لتجسّد أول مشاهد مسلسلها الرمضاني الجديد «تغيير جو» لمخرجته مريم أبوعوف، فيما اختارت النجمة هذا العام إطلالة جديدة تعيش من خلالها مجموعة من الأزمات الاجتماعية المتلاحقة، بسبب تدهور الحالة الصحية لوالدتها، ووقوعها من ثم في فخ ورطة غير متوقعة، تتحول معها رحلتها الوجيزة للعاصمة اللبنانية بيروت إلى مغامرة مجهولة المآلات، ومليئة بالمشكلات وخيبات الأمل.

في المقابل، تعود دنيا سمير غانم في مسلسل «جت سليمة» إلى تجارب الكوميديا الرمضانية، لتقدم عملاً جديداً يحاكي عوالم قصص الأطفال وأجواء الأساطير القديمة، التي تتصارع فيها قوى الخير والشر، لتروي قصص سفر البطلة عبر الأزمنة المختلفة، ومواجهتها لسلسلة من المواقف والأحداث المختلفة.

من جهتها، تقدم النجمة غادة عبدالرازق في مسلسل «تلت التلاتة» قصص صراعات ثلاث أخوات وتجاربهن الواقعية مع المجتمع، فيما يتصدى النجم المصري أحمد داش لأول مرة، مع مجموعة من النجوم الشباب، من بينهم هدى المفتي، وعلي قاسم، لدور البطولة في مسلسل «الصندوق» المندرج ضمن فئة أعمال الجريمة والغموض.

الجمهور أصبح أكثر تقبلاً لفكرة الإيجاز والأعمال القصيرة.

على خلاف التلفزيون المنصّات لا تهتم لعدد ساعات الحلقات بقدر اهتمامها بالخيارات الفنية ورؤية مخرجيها.

10

مسلسلات رمضانية تنافست في النصف الأول من الشهر الفضيل.

تويتر