تطرحان حقائب بجلود نباتية مستخلصة من الصبار والمانغو والعنب

حصة وآمنة.. شقيقتان إماراتيتان تروّجان للاستدامة بموضة صديقة للبيئة

صورة

بجلود طبيعية مستخلصة من الصبار والمانغو والعنب، تقدم الشقيقتان الإماراتيتان حصة وآمنة الدحيل علامة جديدة تحمل مفهوم التسوق المستدام، إذ طرحتا حقائب من الجلود الطبيعية مستوحاة من خمسينات القرن الماضي، بهدف المشاركة في نشر ثقافة جديدة عن الموضة الصديقة للبيئة وكذلك التسوق المستدام. وتتميز الحقائب بكونها تحمل جماليات وقوة الجلود الحيوانية التي تستخدم في العلامات التجارية الشهيرة، كما تطرح ألواناً متعددة؛ ما يجعلها مواكبة لموضة العصر.

وحول فكرة تأسيس العلامة «وادي دي» وكيف تبلورت، قالت حصة الدحيل المختصة في علم الأشعة لـ«الإمارات اليوم»: «على الرغم من دراستي العلمية البعيدة عن التصميم، إلا أنني كنت أريد تأسيس مشروع مختص بالجلود، وقرأت كثيراً عن التغييرات في مجال البيئة والاحتباس الحراري، وبحثت عن بدائل للجلود الحيوانية، ووجدت أن هناك الكثير من المشاريع التي تبتكر المنتجات المصنعة من الجلود المستخلصة من نباتات عدة، ومنها الصبار والمانغو والعنب».

وأضافت: «تواصلت مع شركات تصنع هذه الجلود، ووجدت أن أفضل أنواع الجلود النباتية هو المستخلصة من الصبار، ولكن كلها تصنع خارج الدولة، فجلد الصبار يصنع في المكسيك، وجلد المانغو في هولندا، وجلد العنب في إيطاليا، بينما يصنع جلد التفاح في ألمانيا».

ولفتت إلى أن أفضل أنواع هذه الجلود هو المصنوع من الصبار، ولكنه يتطلب نوعاً خاصاً من التعامل، كونه يتميز بالنعومة الزائدة، ما يجعل العمل على إنجاز الحقيبة التي تنفذ يدوياً يتطلب وقتاً أطول، مقارنة بالجلود الحيوانية.

تصميم مميز

وفيما يخص الألوان، أوضحت حصة أن معظم الجلود تأتي بجميع الألوان، كما أنها سعت إلى وضع تصميم مستوحى من خمسينات القرن الماضي، ومختلف عن موضة العصر، ولذا أتى شكل الحقيبة مستوحى من الشكل الهندسي، كما أن حجمها قابل للتبدل، إذ يمكن أن تلصق بأخرى فيتضاعف حجمها.

ورأت أن موضة الخمسينات تحمل الكثير من الإبداع والابتكار في مجال الحقائب، ولذا تعمدت وضع تصميم مميز غير مألوف، يسمح للمرأة أن تحمل الحقيبة بأكثر من شكل بسبب طواعية التصميم في تبديل كيفية حمل الحقيبة. وذكرت أن معلوماتها عن التصميم، كانت عبارة عن تعليم ذاتي قائم على البحث، حتى إن الطريقة التي ثبتت فيها الحقيبة كانت بعد العديد من الأبحاث والتجريب.

وحول التحديات التي واجهتها في البداية، كشفت حصة عن أنها تتمحور حول المنافسة في سوق الجلود، بالإضافة إلى أن فكرة الاستدامة في الموضة مازالت غير مطروحة على نحو كبير كما في المجالات الأخرى، مع أن بعض العلامات الفاخرة بدأت تواكب ذلك.

وتطرح حصة تصميماً جديداً كل ستة أشهر، إذ إن هدفهم في المشروع ليس فقط التصميم، بل تقديم أنواع جديدة من الجلود التي يمكن استخدامها، علاوة على التغيير في المفاهيم السائدة حول الموضة. كما أن حرصها على جعل التصاميم معاصرة، جعلها تقدم ألواناً متعددة تبدأ من الألوان الكلاسيكية وتصل إلى الألوان الصاخبة والمواكبة لما يقدم في مختلف العلامات.

تغيير عقلية

أما عن التسويق للحقائب، والذي تقوم به آمنة الدحيل، المختصة في الإعلام، فأكدت أن الترويج لهذا المنتج، لا يرتبط فقط بالمنافسة في السوق، وإنما أيضاً بتغيير عقلية المستهلك، لأن إقناع الناس بوجود منتج مستدام ليس سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أن الاستهلاك لم يعد مرتبطاً بالحاجة فقط، بل هو ثقافة تتخطى هذا المفهوم، مشيرة إلى أنها قبل التسويق لأي منتج، تقوم بتجريبه لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وتعرضه أيضاً على الصديقات من أجل تقييمه، للتأكد من خلوه من أي نوع من الشوائب أو المشكلات.

ونوهت آمنة بأن كل ما تتضمنه الحقيبة يحمل مفهوم الاستدامة، حتى الإعلانات الترويجية تحمل هذه الكلمة، إذ تروج لهذه الفكرة أكثر من المنتج، ومن تشتري الحقيبة ستروّج للمفهوم الذي تحمله كذلك.

وتتوجه من خلال الحملات الترويجية إلى أكثر من جيل، ففي الحملة الأولى خاطبت شريحة النساء الناضجات، ومن ثم توجهت في الثانية إلى الجيل الشاب، معتبرة أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي كانت مفيدة جداً في الترويج للمشاريع الصغيرة؛ لاسيما التي تستخدم المنتجات المستدامة، خصوصاً أنه مجتمع آخذ بالنمو، إذ باتت مسألة إعادة الاستهلاك مطروحة على نحو كبير.

وشددت آمنة على أن الاستراتيجية الخاصة بالعلامة التي أطلقتها مع شقيقتها هي نشر مفهوم الاستدامة، ومن ثم الوصول إلى إمكانية إنتاج الحقائب بشكل متكامل في الإمارات، بدءاً من تصنيع الجلود والمواد الأولية، وصولاً إلى المنتج النهائي، إلى جانب زيادة الوعي حول إعادة تدوير المنتجات النهائية.

تشجيع صريح

أكدت آمنة الدحيل على أن سوق الموضة المستدامة في الإمارات يعد حديثاً جداً، ولذا فالمواد الأولية الخاصة بالإنتاج ليست متوافرة، وتستورد من البلدان التي تتميز بوجود أسواق لهذه المنتجات. وأوضحت أن أصحاب المشاريع الصغيرة التي تقدم مفهوم الاستدامة، مازالت تشكل مجتمعاً صغيراً، لكن هذا النمط ينمو، والشركات التي بدأت في المجال منذ ثلاث سنوات، حققت تطوراً ملحوظاً، ما يشكل تشجيعاً صريحاً على الاستمرار في هذا المفهوم والتوجه، وإن حمل بعض التحديات.

الاستراتيجية الخاصة بالعلامة التي أطلقتها الأختان هي الوصول الى إمكانية إنتاج الحقائب بشكل متكامل في الإمارات، إلى جانب زيادة التوعية بالاستدامة.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر