تجربة معمارية مائلة تشبه بيت العنكبوت

«اليودوم».. منزل بيئي يواكب حال الطوارئ المناخية

يشكل «اليودوم» منزلاً منعشاً في الصيف ودافئاً في الشتاء من دون اللجوء إلى أي وسيلة تبريد أو تدفئة. أ.ف.ب

يشكّل «اليودوم» (Heliodome) في مدينة كوسفيلر بشرق فرنسا تجربة معمارية تراعي البيئة بشكل تام، وتهدف إلى مواكبة حال الطوارئ المناخية، إذ هو عبارة عن منزل موفّر للطاقة، شيّد بالزجاج والخشب، يشبه شكله أعلى الغزل الدوّار، ويستمد طاقته من حركة الشمس، ويتوقع أن تكون هذه المنازل منطلقاً لجيل جديد من المنازل التي تراعي وتحافظ تماماً على البيئة.

وتتكون واجهة المنزل الموجّهة صوب الجنوب من زجاج ضخم، فيما تبلغ مساحة الأرض التي بُني عليها البيت 160 متراً مربعاً، ويرتفع البناء 10 أمتار عن الأرض. وتشبه هذه التجربة المعمارية المائلة نحو الأرض بيت العنكبوت أو ماسة ضخمة، أما سطحها فمائل كذلك.

ويحوي المنزل درجاً جميلاً يربط طبقاته الثلاث الكبيرة البالغة مساحتها الإجمالية 200 متر مربع.

ويشكل «اليودوم» منزلاً منعشاً في الصيف ودافئاً في الشتاء من دون اللجوء إلى أي وسيلة تبريد أو تدفئة. وتولى إريك فاسر (65 سنة) تصميم هذا المنزل الذي يعني اسمه حرفياً «المنزل الشمسي»، ويبلغ سعر المتر المربع الواحد منه 2500 يورو.

أما سخان المياه الخاص بالمنزل فيعمل على الألواح الشمسية المثبتة أعلى البيت. ويوضح فاسر أن المنزل يغطي 80% من احتياجاته من التدفئة في فصل الشتاء،

ويعود السبب في ذلك إلى نظام العزل الجيّد فيه (اعتمد الخشب والفلّين في إنجازه)، وبالإضافة إلى بنائه بشكل موجّه صوب الجنوب وإضافة كتل تقاوم التقلبات في درجات الحرارة إليه، يبرز عاملان مهمان يتمثلان بسقفه الزجاجي وتثبيته المائل بشكل مذهل، كما أنه صُمم للاستفادة بأقصى حدّ من الشمس اعتماداً على مسارها اليومي والسنوي.

كذلك استُند في بناء المنزل إلى خطوط العرض الضرورية لاحتساب درجة انحناء الواجهة التي ينبغي اعتمادها، فأي «يودوم» يُشيّد في شمال أوروبا ينبغي أن يكون مائلاً أكثر من منزل مماثل يُبنى في الجنوب، بينما يُفترض أن تكون واجهة «اليودوم» في منطقة تقع على خط الاستواء مستقيمة، على ما يوضح العامل الفرنسي السابق الذي أمضى عقوداً عدة وهو يصقل مفهوماً قدّم براءة اختراع في شأنه.

وبعد 10 سنوات، تولّى فاسر بناء أول «يودوم» على قطعة أرض تملكها عائلته في كوسفيلر غرب ستراسبورغ، حيث يقطن مع زوجته كاتي، وهي فنانة ترسم على الزجاج.

ويستقبل الزوجان زواراً كثراً مهتمين بهذه التجربة المعمارية التي أُنجزت عام 2011، فيما تزايد عدد الأشخاص الذين يزورونها للاطلاع عليها. وحالياً لم يُشيّد سوى نحو 10 منازل «يودوم» في كل من فرنسا وسويسرا وإسبانيا وألمانيا.

ويوضح ريمي ماموسر الذي كان مسؤولاً منذ سنوات عن تطوير «اليودوم» أن التأكد علمياً من المبادئ الخاصة بالحرارة قبل المباشرة في بناء المنزل كان خطوة مهمة جداً.

وعلى أي حال، أصبحت المشاريع مترجمة على أرض الواقع، وبالإضافة إلى ثلاثة منازل وعملية توسيع مبنى قائم أساساً، سيُبنى 12 نزلاً فضلاً عن قاعة استقبال واسعة في سافوا، هذا بالإضافة إلى إعداد مشروع بناء مكوّن من أربع طبقات وتابع لأحد المصارف.

ويقول ريمي ماموسر إن مشاريع «اليودوم» تسير «بشكل جيد»، مشدداً على أن التصميم المعماري لهذه المباني يشكل «أحد أفضل الردود» على حالة الطوارئ المناخية.

ويرى فاسر أن «اليودوم» يشكل نموذجاً عن «الاتفاقات التي ينبغي عقدها للاستفادة مما تقدمه الطبيعة» للبشرية.

تويتر