مبالغات درامية.. وحبكة مشتّتة لا ترقى للمنافسة وتوقعات الجمهور

«بيروت 303».. عودة باهتة للثنائي عابد فهد وسلافة معمار

حبكة العمل تعتمد على سقوط طائرة ركاب الرحلة 303 بسبب حادث إرهابي. أرشيفية

لا يبدو المسلسل اللبناني - السوري المشترك «بيروت 303»، الذي طرح نفسه أخيراً على قائمات «الأكثر مشاهدة» لينافس عدداً من الأعمال الدرامية العربية الجديدة على منصة العرض الرقمية «شاهد»، تجربة موفقة تستكمل شروط النجاح، ولا مغامرة قادرة على الارتقاء بمستويات الجودة الفنية المتوقعة منها، نظراً للفكرة التي يطرحها العمل وآليات تناولها على الشاشة، التي تضاف إلى عدد من المطبات الأخرى كحبكة العمل المشتتة والمبالغات والحوارات، وصولاً إلى المعالجة الإخراجية المراهنة على جماليات صور «الفيديو كليب» على حساب حركة كاميرا الدراما التلفزيونية، التي قدّمها المخرج اللبناني إيلي سمعان.

تتكئ الحبكة الأساسية للعمل، على قصة سقوط طائرة ركاب الرحلة 303 القادمة من مطار إسطنبول في العاصمة اللبنانية بيروت، جراء حادث إرهابي مفتعل يقف وراءه ابن «عزيز فرج» أحد أغنى رجال الأعمال السوريين الذي يخفي وراءه حزمة من الأسرار الدفينة والأعمال غير الشرعية المتنافية مع القانون، وأبرزها تجارة السلاح التي تعهد بها في العمل الفنان عابد فهد، ليظهر للجمهور في أول مشاهد سقوط الطائرة بداية المسلسل، وفي أجواء لم تخلُ من مظاهر البذخ المفرط، محتفلاً مع الأهل والأصدقاء، بحفل إطلاق العطر الخاص بزوجته «تاج» التي تؤدي شخصيتها في العمل، السورية سلافة معمار، التي وإن وفّقت في تقديم شخصية الزوجة المخدوعة، فإن ردود أفعالها لم تنج من المبالغات في مواطن عدة من المسلسل، خصوصاً تجاه اختفاء ابنها «نجم» المتهم الأول في قضية سقوط الطائرة المنكوبة التي عززتها من ثم عدم واقعية العلاقة العاطفية العابرة التي ربطتها بمعتصم النهار في العمل.

عواصف

على صعيد الأداء، يعود عابد فهد، بشخصية درامية باهتة المعالم هذه المرة، يغلب عليها طابع الصمت وبرود الأعصاب المتنافية مع عواصف العصبية المفرطة في عدد من المشاهد. في الوقت الذي لم يسعف التاريخ الفني المشرف للنجمة سلافة معمار هذه المرة، في تعديل انفعالاتها وصراخها الدائم من أجل تقديم شخصية تعكس عمق أزماتها النفسية والاجتماعية، وحتى العاطفية التي وصلت إلى تورطها في علاقة غير مبررة مع «طيف» أحد الناجين من حادث الطائرة، والذي يقدم شخصيته الممثل السوري معتصم النهار الذي يقع في العديد من المشكلات جراء علاقته مع زوجة «عزيز فرج» ورغبته في الانتقام لمقتل خطيبته في حادث انفجار الطائرة.

فعودة الثنائي الناجح عابد وسلافة بدت غير موفقة بعد تجربتهما اللافتة في مسلسل «قلم حمرة» للكاتبة يم مشهدي والمخرج الراحل حاتم علي خلال رمضان 2014.

نهاية مخيبة للآمال

من ناحيته، نجح الممثل اللبناني مجدي مشموشي في تقديم شخصية «داغر» صديق «عزيز» الذي يظل وفياً له حتى بعد تعذيبه. كما أدى الممثل اللبناني جيري غزال دوراً لافتاً في شخصية «زين زهران» الذي دبر عملية اختطاف «نجم» وحادث تفجير الطائرة، في الوقت الذي راوحت الممثلة اللبنانية نادين الراسي، بين الحدود الضيقة لشخصية العاشقة المتخفية التي تطالب بحقها في الوجود في حياة البطل ورجل الأعمال الغني، فيؤول بها المطاف إلى خاتمة مأساوية نتيجة تعاطيها جرعة زائدة من الأدوية، تنتهي معها عقد العمل الأساسية بمقتل «زين زهران» على يد «عزيز» في مواجهة كلاسيكية أمام ولده الذي نجح في الهروب من مكان اعتقاله وإلقاء القبض على رجل الأعمال الجاني، إضافة إلى عفو «طيف» غير المبرر عن زوجها، بعد سلسلة من الخلافات الحادة والخيانات الزوجية والجرائم.


«قطار جنوني» من الأحداث

حمل مسلسل «بيروت 303» المشاهد في «قطار جنوني» من الأحداث التي سيطرت عليها الفوضى العارمة والوقائع المسقطة والحكايات المكررة التي أتخمت المتابعين بالإسقاطات غير الواقعية وغير المقنعة على مدى 15 حلقة، هي مدة عرض المسلسل الذي كان مقرراً في النصف الثاني من رمضان الماضي، لكن ظروف الإنتاج وجائحة «كورونا» فرضتا على الجهة الإنتاجية الاكتفاء بعرضه على المنصات الرقمية، بعد إعلانها أكثر من مرة تقليص عدد الحلقات إلى النصف محافظة على جودة العمل الدرامي، الذي وقع للأسف، في إخفاقات فنية عدة.

نجح الممثل اللبناني مجدي مشموشي في تقديم شخصية «داغر» صديق «عزيز» الذي يظل وفياً له حتى بعد تعذيبه.

تويتر