خلال جلسة في ندوة الثقافة والعلوم بدبي

حصة لوتاه: أمثالنا الشعبية تصون هويتنا الأصيلة

صورة

وصفت الإعلامية الإماراتية الرائدة الدكتورة حصة لوتاه الأمثال الشعبية بأنها مرآة الشعوب، عازية اهتمامها الشديد بها إلى الخوف من نسيانها لما تمثله من رمزية تراثية، لاسيما في ظل المناخ العام الذي يسوده ابتعاد الجيل الشاب بعض الشيء عن المعرفة التراثية، سواء الأمثال أو المفردات الإماراتية القديمة، والتي تكاد تندثر لولا حفاظ بعض الأسر عليها، مضيفة «واجبنا تجاه الأجيال الشابة الحفاظ على ثقافتنا المحلية أو العربية، والتي تمثل هويتنا الأصيلة».

جاء ذلك خلال جلسة حوارية في ندوة الثقافة والعلوم بعنوان «الأمثال الشعبية ذاكرة وهوية»، التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري التي أشارت إلى أن الدكتورة حصة لوتاه قامة إماراتية أثرت الساحة الثقافية والأدبية منذ عام 1965، وتُعد أول مخرجة إماراتية في تلفزيون دبي، كما كرمت ضمن أوائل الإمارات، ولها تاريخ حافل في الساحة الإعلامية والثقافية.

وقالت الدكتورة حصة إنها حرصت على تجميع الكثير من الأمثال وأصدرتها في كتاب، حفاظاً على الموروث بعد تأثير العولمة والانفتاح، إذ أصبحت الجدران بين المنازل عازلاً عن الاندماج المجتمعي، فلم يعد هناك المناخ الحاضن للشباب، ولا يعرفون كثيراً من المفردات الأصيلة في اللهجة الإماراتية.

ورأت أن المثل الشعبي هو مرآة الشعوب، ومن المهم الحفاظ على الموروث لصون الخصوصية الثقافية لمجتمع الإمارات ونمط الحياة فيه، لافتة إلى أن المثل يختصر الكثير من الكلمات، ويدلل على معانٍ بالجملة، ويسهم في إيصال الرسالة المراد التعبير عنها في أسرع وأقصر صورة، كما يحافظ على كثير من القيم.

وأشارت الدكتورة حصة إلى أن الخراريف الإماراتية فيها جزء كبير من السيرة الهلالية، ما يؤكد أصالة النسيج العربي وعمق تمازجه، وأيضاً من حكايات الشعوب التي تتشابه في الغرض والمغزى.

يشار إلى أن حصة لوتاه درست الإعلام وحصلت على الدكتوراه في فلسفة الاتصال الجماهيري من الولايات المتحدة، وعملت في كلية الإعلام في جامعة الإمارات، ولها العديد من الإصدارات والمقالات المتخصصة. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، بلال البدور، إن «ثقافة الإمارات كانت شفاهية، ولم تكن هناك ثقافة مكتوبة إلا ما ندر؛ لذلك حافظ الشعر عليها، وكذلك المثل الذي جسّد قيماً يمتاز بها المجتمع». وأشار إلى أنه اهتم بالمثل، وكان كلما سافر إلى بلد عربي كان يبحث عن كتب الأمثال، ووجد تشابهاً كبيراً بين الأمثال في معظم الدول العربية مع اختلاف المفردات، وتحوير بعضها، ولكن الهدف واحد.


توظيف التراث في الدراما

حفلت جلسة «الأمثال الشعبية ذاكرة وهوية»، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، بالعديد من المداخلات من الحضور.

وقالت الدكتورة رفيعة غباش إن «الأمثال الشعبية فيها حكمة واختصار للغة، وللبشر جميعاً ذاكرة جماعية من الضروري حفظها وتوثيقها». بينما أشارت الدكتورة مريم لوتاه إلى أهمية توظيف التراث في الدراما حتى تتعرف الأجيال الشابة إليه، مشيرة إلى مسلسل «فريج» ومدى شعبيته وجاذبيته لكثير من الأجيال.

الدكتورة حصة صاحبة مسيرة عطاء طويلة، وتعد أول مخرجة إماراتية في تلفزيون دبي.

الجلسة نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري.

تويتر