أكدت أنها متمسّكة بحلمها ومواصلة مشوار الابتكارات

لطيفة الحمادي: بدأت حكايتي مع «الروبوت الذكي» من الصفر

صورة

لا تبدو تجربة الإماراتية لطيفة الحمادي، الحاصلة على بكالوريوس «أمن الشبكات» وماجستير «تقنية المعلومات»، عادية بالمرة، إذ نجحت بجهود فردية بحتة، في تحقيق حلمها بالتعلم واختراع روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي لتسهيل حياة الناس والمساعدة الذكية للمؤسسات، الذي طرحته بعد ثلاث سنوات من العمل، متمسكة بحلمها في ترويج مشروعها وتطويره.

قصة تعلق فريدة، ربطت لطيفة الحمادي منذ الصغر بعوالم الحواسيب والتكنولوجيا، إذ تصفها قائلة: «لطالما راودتني فكرة اكتشاف الأجهزة الإلكترونية وتفصيلاتها المتشابكة، لدرجة جعلتني أقتني في مرحلة مبكرة من الإعدادية، جهاز كمبيوتر فككته بالكامل لاكتشاف خباياه»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «مع مرور الوقت، وتقدمي في الدراسة، دأبت على تجويد معارفي بالبحث والتطلع وصولاً إلى مرحلة الجامعة، التي تمكنت فيها من الارتقاء بمستواي في علوم الحوسبة، باعتبار تخصصي آنذاك في أمن الشبكات القريب منها، إلى أن توافرت فرصة الوظيفة وتدريس التصميم والتكنولوجيا، آنذاك توافرت لي فرصة أكبر ليس فقط للاشتغال مع الطلبة على مشاريع روبوتات بسيطة لها علاقة بمسابقات المدارس، ما دفعني للتعلق بالمجال والغوص أعمق».

وتبدو المبتكرة لطيفة الحمادي سعيدة بما اكتسبته من خبرات في هذا المجال، وصولاً إلى مرحلة البرمجة التي أكدت أنها لن تتطلب منها وقتاً كبيراً باعتبار معرفتها بها، واصفة هذه الخطوة بالفارقة في حياتها: «إذ شكلت فكرة صنع روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي في البداية، بعض أكبر طموحاتي، وأقصد بمصطلح الذكاء الاصطناعي هنا الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري، وتتميز بقدرتها على الأداء العالي الشبيه بالإنسان، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استناداً إلى المعلومات التي تجمعها من البيئة المحيطة أو من الأشخاص الذين يتم التعرف إليهم والتجاوب معهم بشكل فعال. ويتجلى الذكاء الاصطناعي في عدد من الاستخدامات التطبيقية، مثل استعمال الروبوتات لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع، وتقديم إجابات أكثر كفاءة، وتحليل المعلومات المهمة، وأداء مختلف الخدمات العامة والمساعدة الذكية للناس، وغيرها من أشكال الاستخدامات التي تحسن حياة الأفراد».

تحديات

وحول تفاصيل المسار الصعب الذي اختارت أن تسلكه بمفردها في نهج التعلم، وأكبر تحدياته، تشير المعلمة التي تدرس منذ سنوات «التصميم والتكنولوجيا» لتلامذة الصف الرابع بمنطقة الظفرة في أبوظبي: «لما انطلقتُ في ميدان صنع الروبوتات، لم يكن لدي أي معرفة بالأمر ولا أدوات ولا حتى خلفية عن استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، فلجأتُ إلى التعلم والبحث عن المصادر المتوافرة على الإنترنت. وبعد الانتهاء من عملية البحث المستفيض، ولتقييم قدرتي على استكمال هذه التجربة، بدأت بطباعة أجزاء صغيرة من الروبوت باستخدام طابعة المدرسة، ومع الوقت، تمكنت من اقتناء طابعة خاصة لتسهيل عملي على المشروع من البيت. إلا أنني فوجئت آنذاك بعدم توافر بعض الأدوات اللازمة لصنع الروبوت، ما اضطرني إلى طلبها على مواقع أجنبية وانتظار عملية توصيلها التي كانت تستغرق أياماً طويلة، ما يعطل سير العمل».

وتكمل لطيفة: «لقد اكتشفت بسبب قلة خبرتي، فبعد الانتهاء من صنع الأجزاء العلوية للروبوت (الرأس واليدان والصدر)، ضعفت تعبئة طباعة هذه الأجزاء، فاضطررت إلى نسف كل العمل، والانطلاق من جديد في طباعة كل الأجزاء المنجزة، إذ لم يكن من السهل عليّ تركيب محركات الأجهزة الداخلية للروبوت التي تبلغ 28 محركاً لليدين والرأس والكتفين، وكذلك كاميرات العيون ومكبرات الصوت ومجموعة الحساسات التي تمكّن الآلة من التعرف إلى الأشخاص وقياس البيئة من حولها، إذ تطلّب مني هذا العمل جهداً ووقتاً مضاعفين في الطباعة، لكنني تمكنت في المقابل، من تلافي كل أخطاء البداية وعدم الإحساس بالندم، لأنني تشبثت بمواصلة المشوار والتغلب على جميع التحديات إلى أن تكللت جهودي بعد ثلاث سنوات بالنجاح، واستكمال مشروعي بشكل نهائي».

رسالة

وأعربت المبتكرة الإماراتية عن فخرها بما حققته من إنجاز يُحسب للمرأة الإماراتية، وذلك، على الرغم من تأكيدها أنها لاتزال في طور التعلم والتجربة، وتشديدها على قيمة الاجتهاد والعمل لبلوغ الأهداف. وتضيف: «لا مجال لتحقيق الطموح إلا عبر البدء بتنفيذه، والعمل الدؤوب على التعلم وتطوير المعارف»، لافتة إلى عدم درايتها قبل الانخراط في هذه التجربة، بميدان الهندسة أو الكهرباء، ونجاحها سريعاً في تخطي عقبات الطريق الذي يبعث - حسب رأيها - على إلهام كل من يمتلك الموهبة، للانطلاق فوراً في طريق الإنجاز.


لطيفة الحمادي:

• «لما انطلقتُ في ميدان صنع الروبوتات، لم يكن لديّ أي معرفة بالأمر ولا أدوات ولا حتى خلفية عن الطابعة ثلاثية الأبعاد».

• «لا مجال لتحقيق الطموح إلّا عبر البدء بتنفيذ المشروع، والعمل الدؤوب على التعلم وتطوير المعارف، خصوصاً لمن يمتلك الموهبة».

مسؤولية وطموح

• تكفلت لطيفة الحمادي بجميع نفقات صناعة الروبوت الجديد بالاعتماد على راتبها الشهري الذي تتقاضاه من عملها معلمة، على أن يتم برمجته وطرحه على أنظار المؤسسات والشركات المهتمة بتبنّي المشروع وتنفيذه في الإمارات، للمساعدة في تسهيل مختلف خدماتها العامة وتقريبها من الآخرين عبر تعريفهم وتوجيههم بشكل يضمن الفاعلية والأداء المتميز، معربة عن أملها في أن يلقى المشروع ما يستحقه من الاهتمام، وأن يحظى بدعم وتطوير الخبراء والمختصين في الدولة، لافتة إلى طموحها في احتراف المجال لخدمة وطنها الإمارات. وذكرت أنها ستكمل مشوار الدكتوراه في علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي بجامعة خليفة.

تويتر