استقطب 153 ألفاً و807 زائرين خلال عام 2021

حي الفهيدي قلب دبي القديمة و«سكة» الإبداع

صورة

يمثل حي الفهيدي التاريخي، الذي كان يُعرف باسم «البستكية» في السابق، قلب دبي القديمة، مركزاً تراثياً وثقافياً ينبض على مدار العام بالفعاليات والأنشطة والثقافية والفنية. ما جعله يتصدر قائمة المواقع التراثية الأكثر زيارة في إمارة دبي، مستقطباً 153 ألفاً و807 زائرين خلال عام 2021.

يمتد حي الفهيدي بمحاذاة الخور لمسافة تصل إلى 300 متر، وعمق باتجاه الجنوب لنحو 200 متر، ويغطي مساحة 38 ألف متر مربع، ليجسد الوجه الآخر لدبي العصرية ومبانيها الشاهقة الحديثة، من خلال مبانيه القديمة ذات التصاميم التقليدية التي تتكون من طابق واحد أو طابقين. كذلك شكّل المكان، بفضل موقعه الاستراتيجي على الخور، لقرون عدة مركزاً للتجارة واستقبال السفن من جميع أنحاء العالم.

ويعود تاريخ إنشاء المنطقة إلى نحو عام 1890، وتعتبر من أعرق مناطق دبي القديمة، وتتجلى من خلال مباني الحي جوانب العمارة الإماراتية القديمة، وتسلط مبانيه الضوء على السمات المميزة للأحياء والمباني والمنازل، وكذلك نمط الحياة الذي كان سائداً في دبي في الفترة من منتصف القرن الـ19 وحتى فترة السبعينات من القرن الماضي، ويلمس الزائر خصائص العمارة القديمة، من خلال الشوارع والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة، والمباني التي صنعت من مواد تقليدية، مثل الحجر المرجاني، وخشب الساج، والجص، وخشب الصندل وجذوع النخيل.

كما تبرز «البراجيل» أو أبراج الرياح، بوضوح في مباني الحي، باعتبارها من أبرز ملامح العمارة الإماراتية القديمة، حيث تمثل نموذجاً فريداً للأفكار التي استخدمها سكان المنطقة للتغلب على الطقس، خصوصاً في الصيف. في حين تعكس ندرة النوافذ الأمامية في البيوت وارتفاعها مدى حرص سكانها على تحقيق الخصوصية، إضافة إلى حرصهم أن تتجه المباني نحو قبلة الصلاة.

في الوقت الحالي، يحتضن حي الفهيدي مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والفنية، منها معارض فنية، ومتاحف متخصصة، وجمعيات ومراكز ثقافية وفنية، من أبرزها حصن الفهيدي، الذي يُعدّ أقدم مبنى في المدينة، وتم بناؤه في عام 1787 ليحمي المنطقة وسكانها، ثم أصبح مع الوقت مقراً للحكم ولأسرة الحاكم. ومركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الثقافي الحضاري، الذي تأسس عام 1998، ويهدف إلى نشر الوعي بالثقافة الإماراتية، والدين، والعادات والتقاليد بين المقيمين والسياح الأجانب في دولة الإمارات. كذلك يضم الحي متحف المسكوكات، الذي يعرض مجموعة كبيرة من العُملات النادرة التي كانت تستخدم في المنطقة وفي الهند والإمبراطورية البريطانية قديماً، و«متحف القهوة»، الذي يسلط الضوء على تاريخ أبرز وجوه الضيافة العربية، مستعرضاً مراحل تصنيع القهوة وكل ما يرتبط بها من معلومات.

كما يشهد حي الفهيدي التاريخي العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الموسمية، من أبرزها «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، وهو مبادرة من هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، كجزء من استراتيجية الفن في الأماكن العامة التي تنفذها الهيئة، حيث تتحول جدران الحي وساحاته إلى مساحات ملهمة للعديد من الفنانين لإبداع جداريات تستوحي روح المكان، وتعزز الموروث الثقافي والحضاري والجمالي للإمارة. وشهدت فعاليات الدورة الـ10، التي أقيمت في الفترة من 15 إلى 24 مارس الماضي، تنفيذ سبع جداريات مبتكرة في الأسلوب والموضوع، نفذها فنانون وفنانات من الإمارات ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأصبحت هذه الجداريات جزءاً من حي الفهيدي بعد انتهاء المهرجان، لتكون شاهداً على الحركة الإبداعية المزدهرة في الإمارة.

كذلك يستضيف الحي العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى، منها «برنامج الفنان المقيم» و«أسبوع التراث» وفعاليات اليوم الوطني والمناسبات الدينية، وتتوزع في الحي المقاهي والمطاعم والنُزُل ذات الأجواء التراثية الخلابة والمريحة.

• حي الفهيدي يحتضن معارض فنية ومتاحف متخصصة، وجمعيات ومراكز ثقافية وفنية.

• يمتد حي الفهيدي بمحاذاة الخور لمسافة تصل إلى 300 متر، ويغطي مساحة 38 ألف متر مربع.

تويتر