تحلم بتحقيق الاكتفاء من «النحل» في الدولة

«أم سهيل».. المصادفة قادتها لتصبح أول نحّالة إماراتية.. فيديو

ام سهيل: التعامل في الواقع مع النحل يختلف لدرجة كبيرة عن المقاطع المصورة على «يوتيوب». تصوير: يوسف الهرمودي

مصادفة قادت (أم سهيل) لتصبح من أولى الإماراتيات العاملات في مجال تربية النحل، عندما فوجئت بخلية من النحل تختبئ بين شجيرات الريحان في حديقة منزلها، ولم تدرِ كيف تتعامل معها، وهو ما دفعها إلى دخول عالم «تربية النحل»، ورغم الصعوبات العديدة التي واجهتها في البداية، استطاعت أن تحترف تربية النحل، بل وتصبح مدربة للراغبين في دخول هذا المجال، مؤكدة أن هدفها هو نشر المعرفة بتربية النحل، «فهو علم مجهول، ومصدر مهم من مصادر التنمية الزراعية والاقتصادية في الدولة»، وأن تصبح الإمارات الدولة رقم واحد في تربية النحل وتصديره.

وفي حوارها مع «الإمارات اليوم» أوضحت (أم سهيل) أن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتها عندما بدأت، عام 2017، تعلم تربية النحل والتعامل معه، وأبرز هذه الصعوبات عدم وجود معلم محترف في هذا المجال تلجأ إليه، وحتى عندما بحثت عبر موقع «يوتيوب»، لم تكن هناك مقاطع فيديو كافية في ذلك الوقت، كما أن التعامل في الواقع مع النحل يختلف لدرجة كبيرة عن المقاطع المصورة، لافتة إلى أنها وجدت في «جروبات» مربّي النحل على تطبيق «واتس اب»، عوناً كبيراً في الإلمام بالأمر، وأضافت: «لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فالنحل يتميز بالشراسة، ويمكن في أي لحظة أن يهاجم الشخص من دون رحمة، وهناك الكثير من التفاصيل التي كانت تنقصني في ذلك الوقت رغم بساطتها، مثل كيفية رعاية النحل، وكيفية اختيار الزي المناسب الذي يجب أن أرتديه عند الاقتراب من الخلايا، ولذلك تعرضت أكثر من مرة في البداية لقرصات النحل الزاحف الذي تسرب إلى داخل الزي، وفي النهاية عرفت نوع الزي المناسب، ولم يكن سعره مرتفعاً مقارنة بالأنواع التي كنت أستخدمها من قبل».

 

 

 

ثروة قومية

وأشارت (أم سهيل) إلى أن الصعوبات العديدة التي واجهتها في بدايتها، ثم ما اكتشفته من معلومات مهمة عن تربية النحل كثروة قومية ومصدر لتنمية الدخل القومي، والتنمية الزراعية، خصوصاً أن هناك دولاً يمثل تصدير النحل جزءاً رئيساً من مصادر دخلها، مثل الأرجنتين على سبيل المثال، كل هذه الأمور شجعتها على أن تبدل قصارى جهدها لنشر فكرة تربية النحل في البيوت والمزارع، ومساعدة الراغبين في تربيته عبر تقديم دورات تدريبية مجانية لهم، وتعريفهم بأهم المعدات التي يحتاجون إليها وأماكن شرائها، مضيفة: «قد يعتقد البعض أن أهمية النحل تقتصر على جني العسل منه، لكن الحقيقة أن هذا جزء بسيط من فائدته، فتربية النحل في المزارع تسهم بدرجة كبيرة في تنمية المحاصيل الزراعية وزيادتها، لأن النحل وسيلة نقل بذور اللقاح من مكان لآخر، ومن دونه لن تزدهر المحاصيل والزراعة، ولذلك حرصت على توجيه الدورات التدريبية التي أقدمها إلى فئة المزارعين، لأنهم المعنيون بهذا الأمر أكثر من غيرهم، مع التركيز على تعزيز الحس البيئي لديهم، وتوعيتهم بخطورة استخدام مبيدات زراعية للتخلص من النحل، لأنه يقوم بدور حيوي لهم ولمزارعهم»، لافتة إلى أن «البعض يعتقد أن تربية النحل هواية أو مهنة صعبة وخطرة، لكن الحقيقة أنه بمجرد أن يتعلم الشخص أسرارها تصبح سهلة وربما أسهل من تربية الماشية».

وأوضحت أن عدد المشاركين في الدورات التدريبية، التي بدأتها في نهاية 2020، يزيد على 500 متدرب ومتدربة من مختلف الأعمار، كما تتولى متابعة خلايا المتدربات لديها والإشراف عليها، ويزيد عدد الخلايا التي تشرف عليها على 100 خلية، موضحة أنه كلما زاد الاهتمام برعاية النحل والخبرة في ذلك، زاد محصول العسل، ويراوح إنتاج البيت في الموسم الواحد بين 15 و30 كيلوغراماً من العسل، وفي بعض الأحيان يصل إلى 40 كيلوغراماً، لافتة إلى أنه في فترة سابقة لم يكن هناك نحالون إماراتيون سوى عدد محدود، وأغلبهم لا يعملون بأيديهم ويعتمدون على عمال يتولون رعاية النحل وجمع العسل وفرزه، وغير ذلك من عمليات يجب أن يقوم بها النحال.

إنتاج النحل

(أم سهيل) قالت أيضاً إن فائدة العسل ترتبط باستخدامه في موسمه، فعندما يستخدم العسل في موسمه يكون أكثر فاعلية، معتبرة أن شراء العسل من مناحل أو مصدر موثوق هو أفضل طريقة لضمان جودته وأنه أصلي، خصوصاً أن كثيراً من العسل المعروض تجارياً في الأسواق ليس عضوياً، ويدخل صنّاعه مواد غير طبيعية فيه.

وشددت على أنها لا تهدف إلى بيع العسل، لكنها تركز على إنتاج النحل، وتحقيق الاكتفاء منه في الدولة عن طريق توعية الناس بأهمية هذا المشروع، أما إنتاج العسل فهو جزء من المشروع، كما توجد صناعات أخرى مرتبطة به، مثل صناعة الشموع والصابون، وحتى الآن لا تتوافر مصانع لهذه الصناعات في الدولة، ولذلك تسعى إلى تنفيذها، لافتة إلى أنها تقوم حالياً بإنتاج الشموع والصابون وتأمل التوسع في الفترة المقبلة.

مواسم العسل

كشفت «أم سهيل» أن هناك ثلاثة مواسم تسمى «مواسم جني العسل»، هي: موسم السمر ويتزامن مع فصل الربيع، وموسم السدر الذي يتزامن مع فصل الخريف، وهما الأكثر شيوعاً، خصوصاً لمربيّ النحل في البيوت والمزارع، أما الموسم الثالث فيعرف بموسم«القرم»، وهو مرتبط بالمناطق القريبة من البحر والمسطحات المائية، حيث تنمو أشجار القرم، وإن جودة العسل تتوقف على عوامل عدة، منها طريقة استخلاصه، وعدم تعرضه للضوء، حيث يُحفظ في أوانٍ فخارية أو زجاجية بلون قاتم.

• عسل الأسواق ليس عضوياً، ويُدخل صُنّاعه مواد غير طبيعية فيه.

• تربية النحل ليست خطرة، وبمجرد أن يتعلم الشخص أسرارها تصبح أسهل من تربية الماشية.

تويتر