يواظب على تقديم عروض في أحد متنزهات طوكيو

ياباني مكفوف «مدمن» على الـ «سكايت بورد»

صورة

يمتلك الياباني، ريوسي أوتشي، جميع المستلزمات المزخرفة الخاصة برياضي يمارس الـ«سكايت بورد» (ألواح التزلّج)، القميص الفضفاض، والسراويل المنخفضة المتدلية، وقبعة البيسبول ذات القمة المسطحة، لكنه يتزلج أيضاً بشيء آخر، عصا.

فقد هذا الشاب، البالغ 21 عاماً، 95% من بصره بسبب حالة تسمى التهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي مزمن، يتميز بتصبغ أسود وتنكّس تدريجي لشبكية العين. إلاّ أنّ هذه الإعاقة لم تمنعه من ممارسة رياضة الـ«سكايت بورد»، أو متابعة بشغف مسابقاتها خلف شاشة التلفزيون، بعدما أُدرجت للمرة الأولى في تاريخها في أولمبياد طوكيو هذا الأسبوع.

ويعتبر أوتشي من المواظبين على تقديم عروض في متنزه مخصّص لممارسي رياضة التزلّج على اللوح في توكوروزاوا في شمال طوكيو، حيث يؤدّي العديد من محبّي هذه الرياضة، ومن بينهم هذا الشاب، بثقة، الحيّل التي يجيدها، حيث يضع اللوح على الأرض، ويدفع بعكازه إلى الأمام، ويتأرجح من جهة إلى أخرى لكي يشعر بالعقبات.

التجربة باللمس

وقال ريوسي أوتشي: «يمكن لمعظم الناس أن يدركوا كيف ستكون الأمور بمجرّد الرؤية»، مضيفاً: «لكن في حالتي، بداية يجب أن أقوم بتجربة. أحاول اللمس، وأحاول الصعود على اللوح».

بدأ أوتشي ممارسة الـ«سكايت بورد» عندما كان مراهقاً، حين عرض عليه أحد الأصدقاء تجربة اللوح الخاص به. وتابع: «لقد قمت بتجربة الـ(سكايت بورد) للمرة الأولى، ثم أصبحت مدمناً عليها».

لم يكن من السهل على أوتشي ممارسة هذه الرياضة التي تنطوي على سقوط وإصابات منتظمة، حتى لمن لا يعانون إعاقة بصرية.

وإلى جانب رياضته المفضلة، يخضع أوتشي لتمارين ليصبح طبيباً اختصاصياً بوخز الإبر، ويأتي على ذكر ما يتعرّض له، قائلاً: «الأشخاص الذين يبصرون يتعرضون للإصابة أيضاً، لكن حقيقة أنني لا يمكنني أن أبصر أدت إلى المزيد من الإصابات».

وأردف: «لا أعرف ما إذا كان هناك أي عائق أمامي لأنني لا أراه، وسأصطدم به وسأتعرض لإصابة».

شعور رائع

لمحاولة الحفاظ على سلامته، خصوصاً في الأماكن الجديدة، يجري أوتشي مسحاً دقيقاً للموقع قبل أن يبدأ. شارحاً هذا الأمر، بقوله: «بداية، أتحقق من بيئة المكان حيث سأمارس الـ(سكايت بورد) من خلال المشي. وإذا لزم الأمر، ألمس الأرض بيدي وقدمي. ثم أحاول حفظ مخطط (المكان)، وأتخيله».

يستخدم أوتشي مخيلته وذهنه من أجل تصميم خدعه، لذا يضيف: «أفكر فقط في ما أريد أن أفعله» و«أسلوبي في ممارسة الـ(سكايت بورد)، سواء كان خدعة أم طريقة أو أسلوباً، هو مجرد خيالي الذي أترجمه إلى الحركات المرجوة».

وعلى الرغم من استعداداته، فقد عانى إصابات عدة، تراوحت بين كدمات وكسور، لكنه يشدد على أن «الأمر لا يهم، كم هو مؤلم، وكم هو صعب».

مشروع شخصي

الـ«سكايت بورد» هي بين أربع رياضات جديدة مدرجة في الأولمبياد الحالي مع ركوب الأمواج، والتسلّق الرياضي، والكاراتيه، في محاولة لجذب الجيل الشاب إلى الألعاب العريقة.

«لقد وجدتها بطولية حقاً»، يصف أوتشي منافسات الـ«سكايت بورد»، وهو على غرار أي رياضي يأمل في تحقيق أحلامه الرياضية، عن طريق إدراج الـ«سكايت بورد» للمكفوفين في الألعاب البارالمبية.

ويختم قائلاً: «يشبه إلى حد ما مشروعاً شخصياً»، و«أعتقد أن ذلك أشبه بإصدار أمر من الله، أن أبذل قصارى جهدي كي يتم إدراجها كمسابقة (في الألعاب البارالمبية)».

تويتر