رحّالة إماراتي يحلم بأن يطوف العالم على دراجة نارية

المنصوري: رحلاتي يغلب عليها الطابع الذي يمزج بين متعة الرياضة واستكشاف عادات كل منطقة. تصوير: إريك أرازاس

سنوات طويلة أمضاها الرحّالة الإماراتي سلطان المنصوري في متابعة شغفه بالتجوال على دراجته النارية، محاولاً تقديم صورة مشرفة عن هذه الهواية التي بدأت بتسجيل حضور ومتابعة واسعة بين أوساط الشباب خصوصاً في منطقة الخليج العربي، المحب للسفر، والدؤوب على الانفتاح على الثقافات المتعددة واستيعاب خصوصياتها، وبالتالي طرح صورة لمجتمعه المحلية، وما يحمله من قيم وعادات عربية أصيلة.

وفي مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، يتذكر سلطان المنصوري الذي اختار لقب «رحّال أبوظبي»، بداية تعلقه بهذه الهواية وقصة اقتنائه لأول درّاجة نارية في حياته، التي دخل بها عالم الترحّال، مستكشفاً آفاق هوايته الجديدة ومراهناً على تحقيق أهدافه الكبيرة في استكشاف العالم من حوله، والوصول إلى أبعد حدود الحلم.

تسلح المنصوري في كل هذا برؤية تخطت الأفكار الجاهزة والأقاويل التي يتداولها الناس حول هذه الهواية، مضيفاً: «أحببت من البداية تغيير النظرة السلبية التي اقتبسها كثيرون من الأفلام الأجنبية حول شخصية سائقي الدراجات النارية وهذه الهواية، واعتبارهم خارجين عن منظومة الأخلاق العامة، وهو أمر لمسته بنفسي على أرض الواقع في كثير من الأماكن التي ارتدتها حلال تجربتي مع الترحال على الدراجة».

وأوضح «كانت الأغلبية تنظر للأمر بدونية للعاشقين لهذه الهواية باعتبار ارتباطها في ذاكرتهم وفي أفلام هوليوود، بالخارجين عن القانون. ولكن مع مرور الوقت وتعود الجمهور الأمر، وحرصي على المشاركة في مختلف الفعاليات الإنسانية والمجتمعية المتنوعة التي ظهرت فيها بالدراجة لتقديم نفسي للآخرين، بدأ كثيرون يقدّرون هذه الهواية، وينظرون إلى روادها بشيء من الاهتمام، وهذا ما أسعدني ودفعني لتكثيف مشاركاتي وتوسيعها لتشمل مختلف مناطق الخليج العربي».

وحول قائمة الدول التي وصل إليها بدراجته النارية منذ انطلاق مشواره الاحترافي في عام 2013، أكد المنصوري أنه تلقى دعوة للمشاركة مع دراجي قطر في فعالية كبيرة أقيمت لهذه المناسبة، لتبدأ بعدها محطات مشواره الطويل في الترحال بين أقطاب الدنيا الذي شمل دولاً مثل البحرين والكويت والسعودية وسلطنة عمان وصولاً إلى الأردن، في رحلات غلب عليها الطابع الاستكشافي الذي يمزج بين متعة هذه الرياضة وشغف استكشاف تاريخ وعادات كل منطقة جديدة يزورها.

وتابع: «أتواصل بشكل دائم مع محبي هذه الرياضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للسؤال عن جديدهم، وتحديد الخطوات القادمة لكل منا. كما نقوم، بحسب ما تسمح به الظروف الراهنة وما فرضته حائجة كوفيدـ 19 من قيود كبيرة على حرية الحركة والتنقل بين الحدود، إلى القيام برحلات استكشافية جماعية مثل رحلة هذا العام إلى منطقة العلا السعودية الرائعة، التي تزخر بالمناظر الطبيعية الأخاذة وبالكنوز التاريخية القيمة، وكانت تجربة ممتعة استمرت لنحو شهر، رغم التحديات المناخية التي واجهناها وأبرزها الأمطار الغزيرة التي داهمت المخيم وشكلت عائقاً كبيراً لكل منا».

ويفخر الرحّالة الإماراتي الذي يحلم بأن يطوف العالم على دراجته وأن سفيراً فوق العادة لبلاده، بتجارب الرحلات الاستكشافية العديدة التي قام بها مع عدد من الدراجين الخليجيين وباستقبال عدد لا بأس به من الرحالة الأجانب الذين قدموا لاستكشاف الإمارات، منوهاً بقيمة هذه التجربة في تشييد جسور التبادل الثقافي والحضاري بين بلده وبلدان العالم.

من جهة أخرى، تحمس المنصوري في الحديث عن عضويته الفاعلة في اتحاد الدراجين العرب الذي تولى من خلاله مهمة التنسيق والتعريف بتفاصيل هذه الهواية وتقديم التسهيلات للرحل الأجانب للتعرف على زملائهم من الشباب العربي: «سعدت كثيراً باستقبال رحّالة من الصين، ورحالة من رومانيا كانت قد أمضت وقتاً في السعودية قبل أن تحط في الإمارات، التي غادرتها مؤخراً، وهي فخورة بما اكتشفته من تقدم ونهضة على جميع الأصعدة، معتبرة أنها لم تكتشف في بلدها، الصورة الحقيقية لمجتمعاتنا ولا مدى تقدمها، كما أعربت عن دهشتها بما عاينته بنفسها في الأسر العربية، من مكارم الأخلاق والعادات الأصيلة وأن هذه الرياضة كانت البوابة المثالية التي توفرت لها للتعرف إلى ثقافة الدولة وعادات شعبها الكريم».

وأكمل المنصوري: «لهذا، أتمنى دائماً أن أساهم من خلال هواية الدراجات النارية في التعريف ببلدي، وأن أرفع علم الإمارات عالياً في الوجهات التي سأزورها مستقبلاً، وأكون سفيراً فوق العادة لعادات وتقاليد بلادي».

تويتر