التحدي يكمن في إدهاش الطفل بما هو مختلف

مجدي الكفراوي: طفل اليوم محظوظ بالوفرة التكنولوجية

الكفراوي: ما يبهر الطفل كثيراً هو كل ما يجعله لا يبذل مجهوداً. تصوير: أشوك فيرما

رأى الفنان التشكيلي والناشر المصري مجدي الكفراوي، أن طفل اليوم مختلف عن طفل أمس، إذ وصفه بالمحظوظ لما يتوافر له من وسائط متنوعة تجعله متمكناً من الحصول على محتوى بصري متميز لم تحصل عليه الأجيال السابقة. واعتبر الكفراوي في حديث لـ«الإمارات اليوم» على هامش مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن الطفل يتعرض للكثير من الإبهار من قبل الوسائط المختلفة التي يحتك بها على نحو يومي، ولهذا لابد من جذبه إلى عالم الكتب والقصص من خلال الصور المتميزة التي تجعله يتفاعل معها.

وتحدث الكفراوي عن الطريقة التي يمكن من خلالها جذب الطفل للكتاب والصور، مشيراً الى أن ما يجب أن يقدم لطفل اليوم من الكتب يجب أن يكون أكثر إبهاراً من الذي يقدم عبر الوسائط الأخرى كي يتمكن الكتاب من أخذ الأولوية لدى الطفل، ولكن هذا لن يحدث على الإطلاق لأن ما يتم تقديمه للطفل عبر الكتب هو الرسومات الثنائية الأبعاد، وهذا لا يمكن أن يكون جاذباً على نحو كبير في ظل ما يتاح له هو من ألعاب وصور ثلاثية ورباعية الأبعاد، فهنا يواجه الرسام الصعوبة في كيفية إدهاش الطفل من خلال ما هو مختلف.

وتابع الكفراوي أن ما يجب الحرص عليه من قبل الرسام الذي يرسم للطفل، هو إثارة التساؤلات والأفكار لديه وتقديم الدلالات البصرية المغايرة، معتبراً أن كل تطور في التكنولوجيا يأتي على حساب الروح، فاللوحة التي ترسم بيد فنان والتي غالبا ما تكون محتملة الأخطاء تستطيع الوصول الى الروح والاستمتاع به بها أكثر من الأشياء المصممة عبر الديجيتال، لأن الأخيرة تصدر روحاً معدنية، ولا يمكن للطفل أن يعايشها لفترة طويلة، ولهذا فإن شدَّه الإبهار البصري يمكن أن تكون من خلال اثارة فضوله فقط.

واعتبر الفنان التشكيلي والناشر المصري الرسومات التفاعلية مهمة في مراحل عمرية معينة، ولكن فعلياً ما يبهر الطفل كثيراً هو كل ما يجعله لا يبذل مجهوداً، فكل ما يقدم إليه من العالم التكنولوجي اليوم يتيح له الجلوس على الجهاز والاكتفاء باللمس من أجل التصفح أو اللعب.

وعن التحديات التي يواجهها في مجال النشر، بصفته ناشراً، لفت الى أن مشكلات النشر وما يعانيه يرتبط بالمكتبات العربية، بحيث إن أغلبية ما يتواجد في المكتبات العربية مترجم ولكن من دون تعديله بطريقة تناسب أطفال المجتمعات العربية وبيئاتها، ولهذا فإن ما يتم العمل عليه هو أن تكون الكتب كافية في كل المجتمعات العربية وملائمة لها. أما لجهة الكتب التي تتوجه لأصحاب الهمم، فلفت كفراوي الى أنها لم تعد ترتبط بشكل مباشر مع فاقدي البصر فحسب، بل بات هناك كثيراً من التقنيات الحديثة، وهناك كتب تراعي صعوبات التعلم، وبتقنيات عدة لكي تؤمن للطفل تجربة قراءة مناسبة.

وعما إذا ما كان مازال الكتاب يباع في ظل ما يشهده عالم الطفل من تطورات في التكنولوجيا، لفت كفراوي الى أن المصيبة الأكبر من مسألة شراء الكتب تكمن في أنها عملية تتم من خلال أولياء الأمور، فالاختيارات تكون من قبل الكبار الذين يعتقدون أنهم يقررون ما يحبه الأطفال، ولهذا لابد من ترك المجال للطفل لاختيار ما يريده، ومن ثم يتعلم من خياراته الخاطئة. وشدد على أن عمله في النشر يحمل بشكل أساسي أهدافاً تربوية وتثقيفية تسعى إلى تصحيح الأخطاء الموجودة في الكتب الخاصة بالأطفال.

سيرة

يعمل مجدي كفراوي فناناً تشكيلياً وناشراً ورساماً صحافياً وعضواً في عدد من المؤسسات والجمعيات المعنية بالثقافة والفنون ومنها نقابة الفنانين التشكيليين، اتيليه القاهرة للكتاب والفنانين وجمعية محبي الفنون الجميلة. شارك في العديد من المعارض الدولية الجماعية منها معرض تبادل ثقافي بالكويت وبينالي جابروفو في بلغاريا، ومعرض تبادل ثقافي بمالاوي وهو مؤسس دار نشر. أسس مع زوجته المتخصصة في كتابة أدب الطفل أمل فرح دار «شجرة» لنشر وطباعة وتوزيع كتب الأطفال. كما حاز جائزة أفضل رسام من مؤسسة الفكر العربي عن كتاب «مذكرات فتاة» عام 2017.

• يجب ترك المجال للطفل لاختيار ما يريده.. كي يتعلم من خياراته الخاطئة.

تويتر