أكد أنها مسؤولية كبيرة حملت الكثير من التحديات والفخر

عبدالله الشرهان: رسومات «عالمي الصغير» نقطة فارقة في مسيرتي

الشرهان: حرصت على ترجمة القصص الجميلة إلى صور بصرية تليق بها. تصوير: أسامة أبوغانم

أكد الرسام الإماراتي، عبدالله الشرهان، أن تقديمه الرسومات الخاصة بكتاب «عالمي الصغير» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان مسؤولية كبيرة حملت معها الكثير من التحديات والفخر، واصفاً التجربة بالنقطة الفارقة في مسيرته المهنية في مجال رسومات القصص المصورة.

وكشف الشرهان، في حواره مع «الإمارات اليوم»، عن أنه عمل على تقديم القصص الخمس ضمن الكتاب الذي صدر، أخيراً، عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، بعد أن نفّذ الأولى في زمن قياسي، مع الأخذ بعين الاعتبار الملامح القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجعلها مناسبة للملامح الطفولية التي قدمها في القصص.

وعن بداية العمل على الكتاب أوضح الشرهان: «رُشّحت مع عدد من الرسامين لاختيار من سيرسمون قصص الكتاب، ووجهت الدعوة إلى العديد من الفنانين على مدى شهور، وقدمت في البداية رسوماً لقصة واحدة، وأعجبوا بالتصورات وطريقة إجراء المشاهد، فكلفت بإنجاز القصص الخمس واحدة تلو الأخرى، على الرغم من أن الخطة المبدئية كانت تقضي بتقديم كل قصة من قبل رسام مختلف».

ولفت إلى أنه نفذ قصة «صديقي الأسد» أولاً، ثم قدم الأعمال المتبقية، مع السرعة والاحترافية في التعامل، إلى جانب متطلبات الكتاب والتوجيهات الخاصة بكيفية إنجازه، فكانت رحلة طويلة لتلبية كل المتطلبات والملاحظات، ولهذا طلب استكمال كل القصص في وقت قياسي، إذ كان يجب إنجاز الكتاب في فترة وجيزة.

نقل التجربة

أخذ المبدع الإماراتي في إنجاز كتاب «عالمي الصغير» العديد من الاعتبارات والمعايير، لافتاً إلى أن «جزءاً منها يحمل نقل تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويعتمد على الأحداث والوقائع الخاصة بطفولة سموه، وكان لابد من ترجمتها إلى صور بصرية مناسبة، وفي الوقت عينه كان لابد من ملاءمة تصورات الرسومات للجهة المسؤولة عن إنتاج الكتاب، وكان من الشروط الأساسية المحافظة على ملامح سموه قدر الإمكان، وبالتالي كانت أنسب طريقة هي الاعتماد على الرسم شبه الواقعي».

عمل الشرهان على الموازنة بين الشخصية القيادية مع عدم تجاهل ملامح صاحبها الطفولية، ونقلها عبر الزمن كان من التحديات التي دفعته إلى الاستعانة ببعض الصور لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منذ الطفولة، لكنها كانت من زوايا محددة فقط، وليس من كل الجهات، منوهاً بأن دوره الأساسي كان تخيّل طريقة تحرك الشخصية، وكيف يمكن أن تلائم جو القصة وطبيعة صاحبها القيادية، إذ كان لابد من حضور هذه السمات.

واعتبر العمل على الكتاب نقطة فارقة في مسيرته ومسؤولية كبيرة، فمنذ تسلمه المهمة ركّز على أن يرتقي بالمستوى الخاص بالرسم إلى الكتب الاحترافية التي تصل إلى الجوائز، إذ كان الهم الأساسي وجود نقلة نوعية والإسهام في إيصال الفكرة بشكل جمالي، كون الأطفال والكبار سيعيشون من خلال الكتاب التجربة التي عاشها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

فنون بصرية

دخل الشرهان إلى عالم رسم قصص الأطفال من خلال الرسم الكرتوني الذي كان هوايته منذ الطفولة، وبعدها توجّه إلى التشكيل، لكن حين كبر وتعرف إلى مجال الفن، وجد أن الرسم لقصص الأطفال يعد فرعاً رئيساً من الفنون البصرية، ولاحظ أن هناك نقصاً في العالم العربي بتطوير المحتوى الكرتوني الخاص بالأطفال، ولذا عمل على تقديم الشخصيات الأصلية، ثم بعدها ابتكار شخصية بملامح إماراتية تحت اسم «حمدون»، ورأى أن التعطش لوجود شخصيات ذات طابع محلي هو الذي أكسب «حمدون» النجاح.

وأضاف أنه حين يبتكر شخصية يعمل على تطويرها وتحريكها في الكتاب من خلال البحث، إذ ينظر إلى الهدف الذي تخدمه الشخصية والجمهور المستهدف، فيتم البحث عن الشخصية الملائمة للجمهور، وتوصيل هذا النوع من الأفكار، مشيراً إلى إمكانية الاستلهام من الكرتون القديم، إذ يقود الجمهور إلى مشاعر الحنين، فهي طريقة مستخدمة ومعروفة في عالم قصص الأطفال.

وذكر الشرهان أن الأزمة التي يعانيها كتاب الطفل هي صغر السوق المحلية، كما أن انتشار الكتاب ووصوله إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، ليسا سهلين، فهناك سوق مشتركة في أوروبا وأميركا، والجميع يحققون دخلاً لا بأس به، وبالتالي هناك نوع من الأسواق التي تعتمد كثيراً على الرسامين الأجانب، بسبب الصعوبة في التعامل مع الرسامين العرب لجهة حرفية التعامل، وهذا يعني أن هناك ثقة لابد من العمل على بنائها بين الرسام ودار النشر.

وأكمل الشرهان: «شهد كتاب الطفل تبدلاً، وبات تفاعلياً أكثر، وأنا كرسام أجد أن هذه الرسومات النافرة والتفاعلية تعد إحدى الوسائل التي تهدف إلى إيصال المعلومة، وهذا يكون بالاتفاق مع المنتج المنفذ وصاحب دار النشر ولا يتوقف على ابتكار الفنان، فلا شعورياً تقع العين على الرسومات، رغم أن القصة تكون (الملكة) في الكتاب، لكن الرسومات تعمل على لفت الانتباه، وخلق الجو العام والتجربة الخاصة بالحكاية، كما أنها أحياناً تستكمل ما لم يكتب في النص، إذ يمكن للرسام وضع الإضافات في الصورة».


المبدع الإماراتي:

• «حاولت توصيل القصص بشكل جمالي، كون القراء سيعيشون ملامح من تجربة شديدة الخصوصية».

• «نفذت رسومات قصة (صديقي الأسد) في البداية بزمن قياسي، ثم قدمت الأعمال المتبقية».


العناية بالتفاصيل

يرى عبدالله الشرهان أن هناك نقصاً في عدد رسامي قصص الأطفال، مشيراً إلى أن جائزة «اتصالات لكتاب الطفل» تشجع على الرسم، رغم أن مبدعي هذا الفن عددهم محدود جداً.

وأشار إلى أنه كرسام يهتم بعالم القصص المصورة، إذ يعيش دائماً التجارب الطفولية مع أطفاله، فالتفاصيل تمنح الرسام وجهة نظر يمكن أن يقدمها ويستفيد منها مع الصغار.


• هناك نقص عربي في تطوير المحتوى الكرتوني الخاص بالأطفال.

• لا شعورياً تقع العين على الرسومات، رغم أن القصة تكون «الملكة».

تويتر