فقرات جديدة في العرض الذي عاد مع «مفاجآت صيف دبي»

«لا بيرل»: حكاية دبي من تجارة اللؤلؤ إلى الصعود للمريخ

صورة

حكاية دبي من تجارة اللؤلؤ والغوص إلى الإنجاز التاريخي بالوصول إلى المريخ، قدمها عرض «لا بيرل»، الذي عاد للجمهور في إطار «مفاجآت صيف دبي»، مزوّداً بالعناصر الجديدة، التي تضيف إلى متعة المشاهد كثيراً من التشويق والإبهار.

يحمل العرض، الذي قدم بأسلوب يراعي الإجراءات الاحترازية لجهة جلوس الجمهور وتوزيعهم على المقاعد، عناصر جديدة أضيفت لعروض الأكروبات، منها التي قدمت على الجسر الذي أضاف كثيراً من التشويق للألعاب الهوائية والقفز، لتحمل الجمهور إلى تجربة تحبس الأنفاس مدتها ساعة ونصف الساعة.

مشاهد إبداعية مكثفة دمجت بين المؤثرات الصوتية والغناء الذي صدح في أرجاء المسرح، إلى جانب الصور التي انعكست على الشاشة العملاقة لتروي حكاية دبي المكتوبة بالماء على هذا المسرح، مع العروض المبهرة من تطاير في الهواء إلى رقص ثم إلى القفز في فضاء المكان نحو البِركة، وعلى الرغم من الغموض الذي لامس الحكاية، فإن زخم العروض المبهرة استطاع شدّ انتباه الحضور من مختلف الأعمار.

البداية في العرض كانت مختلفة ومحملة بأعمال السيرك نفسعها، حيث تم استدراج رجل وامرأة إلى المسرح، من قبل الرجل الذي يرتدي أزياء تجعله أشبه بالبهلوان، ويضع التاج ويجسّد الشخصية الحقيقية للدمية التي تحرك كل أحداث العرض، ثم يطلب الملك تأدية بعض الأدوار والحركات الفكاهية من الرجل والمرأة أمام الجمهور، فيعتقد الجمهور وللوهلة الأولى أنهم من الجمهور، ليتبين أنهم من أعضاء الفرقة، لاسيما بعد أن يُرمى العارض في البركة ويبتلعه الماء.

بعد هذه الفقرة، تبدأ حكاية «اللؤلؤة» التي شاهدناها منذ انطلاق عروض «لا بيرل» عام 2017، مع الفتاة التي تجد الدمية، على المسرح المائي الذي تحتل وسطه بحيرة أشبه بمسبح صغير، وتعتبر المحرك الأساسي للعرض الذي يبهر الحضور بالانتقال بين فقراته التي تحول المسرح إلى مسرح مائي، تطفو فيه البركة ويخرج منها المشاركون بالعرض، أو تنهمر الشلالات على جانبيه، بينما تسهم المؤثرات المتعلقة بالصور التي تعرض على الشاشات، وكذلك على جدران المسرح وأرضه برواية حكاية دبي كاملة، من الصحراء إلى الأبراج الشاهقة، وصولاً إلى «مسبار الأمل»، وانطلاق الصاروخ نحو المريخ.

يحاكي العرض وجوه الحياة المتنوّعة في دبي، فهو يأخذنا إلى الثقافات المتعددة، ويعكس الحياة في الإمارات التي تتعايش فيها 200 جنسية، ويقدم هذا الوجه الحضاري، من خلال اللوحة التي يرقص فيها ما يزيد على 15 عارضاً على أعمدة إنارة تتدلى من سقف المسرح، وهم يرتدون أزياء متنوعة تمثل ثقافات بلدانهم.

وتعدّ هذه الفقرة من الفقرات التي مازالت محافظة على وجودها في العرض، إلى جانب الفقرة المتعلقة بالدرّاجات النارية، التي تدور في كرة دائرية حديدية أشبه بحبة الرمان، إذ تتدلى هذه الكرة من السقف، ويتم تثبيتها بين أرض المسرح والسقف عبر أسلاك تربطها بالمسرح، ليقوم الدرّاجون بعرضهم المبهر داخلها. وهي الفقرة التي تعتبر من أكثر الفقرات تشويقاً، لاسيما أنه يتم البدء مع دخول درّاجتين إلى داخل قُطر الدائرة ليعود ويدخل الدرّاج الثالث، ما يرفع من حماسة الجمهور مع تحرك الدرّاجات الدائري وتشابكها وسط هذه الكرة.

ومن الفقرات المستحدثة التي أدخلت في النسخة الجديدة من العرض وجود الجسر الذي يهبط من بين جانبي المسرح، ليصل إلى مسافة قريبة من وسط البركة وبشكل مرتفع عنها، ما أتاح للعارضين تقديم العديد من الفقرات على الجسر، أبرزها التصارع على الدمية، والقفز منه نحو الماء، والتي تعدّ إحدى الفقرات التي يختتم بها العرض.


إبهار وابتكار

هذا العمل من توقيع المخرج فرانكو دراغون، وقد اكتسب المخرج شهرة واسعة بعد عمله على تجديد مفهوم المسرح الترفيهي في الأعمال التي قدمها، إذ بات من الأسماء المعروفة بتغييرها لمفهوم هذا النوع من المسرح في لاس فيغاس. وعمل المخرج في هذا العمل على تقديم مزيج من العروض الفنية التي تسحر العقول وتحبس الأنفاس، فهو يحتوي على كثير من المشاهد التي تجمع بين الإبهار في عروض الأكروبات والتطوّرات التكنولوجية، وكذلك بين التقاليد والابتكار. أما العنصر الأبرز الذي استلهم من خلاله العمل، فهو حكاية دبي وثقافتها بتاريخها المتميز وحاضرها النابض بالحياة ومستقبلها اللامع والمفعم بالآمال والتطلعات، فقد عبّر عن جوهر الإمارة ورونقها بواسطة المؤثرات الخاصة، والعروض الجريئة والمذهلة التي تسحر عين المشاهد.

الصور التي تُعرض على الشاشات وعلى جدران المسرح وأرضه تروي حكاية دبي كاملة، من الصحراء إلى الأبراج الشاهقة، وصولاً إلى «مسبار الأمل»، وانطلاقه نحو المريخ.

تويتر