يضعون إجراءات مشددة وقوانين جديدة في المنزل لحماية أفراد العائلة

بالفيديو.. يوميات «أبطال» في الصفوف الأمامية.. بين مواجهة «كورونا» والخوف على الأحبة

لا تتوقف التحديات - التي يواجهها أصحاب المعاطف البيضاء والعاملون بالقطاع الصحي وأبطال هذه المرحلة، في محاربة فيروس كورونا المستجد - عند التعاطي مع المرضى وعلاجهم، والوقوف في خط الدفاع الأمامي لمحاربة الوباء، إذ يواجهون تحدياً من نوع آخر على مستوى الحياة العائلية، ويلتزمون بالكثير من الإجراءات لحماية جميع أفراد الأسرة في المنزل. وأكد عاملون في القطاع الطبي يتعاملون بشكل مباشر مع مرضى «كوفيد-19»، أنهم وضعوا قوانين جديدة في المنزل، ومنهم من يلتزم الحجر المنزلي، والبقاء بالكمامة حتى في البيت، لتجنيب أفراد الأسرة أي احتمالية للإصابة أو العدوى. من جانبه، قال الاستشاري في قسم طب المشافي بمعهد التخصصات الطبية الدقيقة لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الدكتور عابد حميد، لـ«الإمارات اليوم» إنه يتعاطى مباشرة مع مرضى «كوفيد-19»، ويجري لهم فحوصاً واختبارات، ويقيّم الحالات ويضع الخطة العلاجية لها، مشيراً إلى أن أكبر التحديات يتمثل في كيفية حماية الأسرة بعد التعامل المباشر مع المرضى، لمدة تصل إلى 12 ساعة، وأضاف: «أحرص على ألا أخاطر بصحة زوجتي الحامل وأولادي الثلاثة عندما أعود إلى المنزل، ولذا أتخذ جميع التدابير اللازمة، بناء على أفضل الممارسات الدولية، للحفاظ على النظافة والتعقيم، وهذا يتضمن ارتداء ملابس عمل منفصلة لا أغيرها إلا في المستشفى، وتعقيم جميع أغراضي الشخصية، كهاتفي ومحفظتي وحقيبتي ومفاتيحي قبل العودة إلى المنزل، وكذلك أغيّر حذائي في السيارة وأعقم يديّ مرة أخرى». ولم يخفِ الدكتور عابد أنه يشعر بالألم بسبب عدم قدرته على معانقة طفله البالغ من العمر سنتين، الذي يركض إلى الباب عندما يصل إلى المنزل، إذ يحرص على غسل يديه والاستحمام جيداً قبل أن يجلس مع العائلة: «وهذه التدابير مرهقة لاسيما بعد يوم عمل طويل وشاق، لكنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها منع انتقال العدوى إلى الأحبة والأسرة».

الهاجس الأول

من جهته، كشف الاستشاري في طب الأطفال بمستشفى الزهراء في الشارقة، الدكتور حسام الدين ماجد، عن أن يومه كطبيب يواجه حالات «كوفيد-19»، يبدأ بارتداء ملابس خاصة وثقيلة جداً تسبب الحرارة، إلى جانب كمامة الوجه والغطاء، مشيراً إلى وجود الكثير من الإجراءات التي تؤخذ بعين الاعتبار في أوقات التعاطي مع فحوص المرضى، إذ يتم وضعهم في غرف ضغط سالب، وهي غرف معزولة تماماً. ونوّه بأن التعقيم على نحو مستمر جزء من يومياته كطبيب لحماية نفسه، إذ يتم اتخاذ الكثير من الإجراءات عند التعاطي مع أطفال هناك شكوك في إصابتهم بالفيروس، معترفاً بأنه بعد الانتهاء من الدوام يكون الهاجس الأول لديه عدم نقل أي عدوى لأي فرد في المنزل، ولذا يعمد إلى خلع الحذاء مباشرة خارج المنزل، ولا يمكن للأطفال الاقتراب منه، ويبدّل ملابسه وتوضع في الغسيل مباشرة.

أما الأغراض الشخصية فيضعها الدكتور حسام في مكان يمنع الاقتراب منه حتى تعقم تماماً، لافتاً إلى أنهم كأطباء يشعرون بالكثير من القلق بسبب أبسط الأعراض التي قد تظهر بشكل اعتيادي، ما يسبب الخوف على أفراد الأسرة، ويشكل كثيراً من الضغط النفسي على الطبيب. وأكد أن «كورونا» انعكس على الترابط الأسري، إذ بات الأطباء يحظون من قبل أفراد الأسرة بالكثير من الدعم والتشجيع، وهذا مهم جداً في المرحلة الراهنة، لافتاً إلى أنه قدم لأولاده كل المعلومات الأساسية عن كيفية التعقيم والوقاية من الفيروس، لاسيما أن زوجته طبيبة أيضاً، ما خلق حالة وعي كاملة حول هذا الوباء.

على احتكاك مباشر

تعمل منسقة الوحدة الصحية بمستشفى كليفلاند في أبوظبي، عهود النويس، على مكافحة «كورونا»، من خلال مهامها في تنظيم الخدمة الطبية ضمن المركز الخاص بعلاج مرضى «كوفيد-19»، التي تشمل التنسيق بين الأقسام الطبية المختلفة حول عدد المرضى وعدد الكوادر الطبية المطلوب، بالإضافة إلى إتمام إجراءات استقبال وخروج المرضى، ما يعني أنها على احتكاك مع المصابين بالفيروس طوال اليوم، وقالت عهود لـ«الإمارات اليوم» إنها تعمل على حماية نفسها من الإصابة من خلال التدابير الكاملة التي تمنع انتقال العدوى، إذ لا ترتدي ملابس العمل خارج المستشفى، وتبدل زيها قبل العودة للمنزل، كما تغسل يديها بانتظام، وتعقم الأغراض الشخصية عند انتهاء المناوبة. وعن التحديات التي تواجهها خلال المرحلة الراهنة، اعتبرت أن من أبرزها «رؤية القلق على وجوه المرضى، فهو أمر مزعج للغاية، إذ يخشون أن تزداد حالتهم سوءاً بسبب الفيروس، وأحاول أن ألعب دوراً في طمأنتهم وتهدئة مخاوفهم».

وأضافت: «جميع التوصيات والإجراءات المتخذة من قبل حكومة الإمارات لضمان التزام الجميع بالتباعد الاجتماعي، تؤتي ثمارها حالياً، وستمكننا قريباً من تجاوز هذه الجائحة والخروج منها أكثر قوة، إذ يؤدي العاملون في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد عملهم على مدار الساعة، للعناية بالمرضى والحفاظ على سلامة المجتمع».

أما بعد عودتها للمنزل، فلفتت عهود إلى أنها تحجر نفسها في غرفتها لأطول فترة ممكنة، وحين تتقابل مع أفراد الأسرة تضع الكمامة داخل المنزل، وتبقي على مسافة الأمان مع الجميع كي لا تنقل لهم العدوى في حال إصابتها.


رسالة للمجتمع

أجمع عاملون في خط الدفاع الأول بمكافحة «كوفيد-19» على رسالة أساسية لجميع أفراد المجتمع، تكمن في أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تلعب دوراً مهماً في الحد من انتشار الفيروس، والتي تضمن سلامة المجتمع.

وشددوا على أهمية الحفاظ على التباعد الجسدي والتعقيم ولبس الكمامات، كما وجهوا رسالة شكر إلى القيادات في دولة الإمارات على الجهود المبذولة، وعلى كل التدابير للتغلب على الأزمة من جهة، وتقديرهم الكبير لجهود الأطباء من جهة أخرى.

البقاء بالكمامة حتى في البيت، لتجنيب أفراد الأسرة أي احتمالية للإصابة أو العدوى.

تويتر