طالبت باستحداث جهة تحدّد شروط الدخول في المجال

سماح أحمد: التواضع والقراءة أبرز مفاتيح نجاح الإعلامي

سماح أحمد: برنامج من أبوظبي و(روح الاتحاد) نقطة مضيئة في مسيرتي. الإمارات اليوم

بالتنوّع بين منصات الأثير والتلفزيون، تتميز تجربة المذيعة الإماراتية سماح أحمد، بالإضافة إلى لمسة خاصة تتمثل في عفوية الإعلامية أمام الكاميرا وتمكّنها من أدواتها، وقدرتها على ارتجال الأسئلة، والتصرّف الواعي في المساحات المتاحة لها في مختلف البرامج المتنوعة والمناسبات الوطنية التي تصدّت لتقديمها على مدى 15 عاماً من العمل، ودعمتها بالدراسة العلمية التي تعتزم تتويجها بدرجة الدكتوراه في مجال الإدارة الإعلامية.

وترى سماح أحمد أن المعرفة والقراءة والتواضع من أبرز مفاتيح الإعلامي، مستعرضة في حوارها مع «الإمارات اليوم» محطات من مسيرتها، وتدرّجاتها بعيد انخراطها في الوسط الإعلامي في سن لم تتعد الـ18 عاماً، إذ انطلقت من بوابة مؤسسة الإمارات لتشغل فيها منصب المنسقة الإدارية، ودخلت مصادفة في تجارب الأثير التي وصفتها بالقول «لقد لعبت المصادفة دوراً مهماً في انتقالي إلى الإذاعة، الذي تزامن مع طلب أحد المخرجين مني تسجيل إعلان بصوتي، وجدت نفسي بعده مطلة على جمهور إذاعة أبوظبي ومن بعدها إذاعة الإمارات إف إم».

وأشارت إلى أنها بادرت بالالتحاق بعدد من الدورات التدريبية لدعم تجاربها «ومن ثم عملت لمدة تجاوزت ثلاثة أعوام في فترات متنوعة من البرامج الصباحية والمسائية وبرامج الظهر، قبل أن أنتقل إلى شاشة التلفزيون، وأبدأ مسيرة أمام الكاميرا في أول البرامج التي قدمتها في عام 2006 وكان برنامج الموضة (ستايلش)».

مسيرة لافتة

لم تقف تجربة المذيعة الإماراتية، التي شدّدت على ضرورة وجود جهة مختصة تحدّد شروط الدخول في المجال الإعلامي، عند برنامج الأزياء، بل تعدته إلى أخرى لاقت نجاحاً ومتابعة، مثل برنامج «محلاها بلادي» الذي قدمته سماح على مدار موسمين كاملين بداية من عام 2010، وبرنامج «جذور» الذي أتاح لها الفرصة الحقيقية لاكتشاف معالم دولة الإمارات بعاداتها وتقاليدها وموروثها الشعبي والإنساني الكبير.

كما أتاحت لها تجربتها التصدي للبرامج الرمضانية عبر «رمسة على السحور» الذي استضافت من خلاله عدداً من الشخصيات البارزة.

وقالت «لقد شكل كل من برنامجي من أبوظبي و(روح الاتحاد) نقطة مضيئة في مسيرتي ابتداء من عام 2010، وحظيت بتقديم ثلاثة برامج في كل موسم تلفزيوني، رغم أنني فكرت في فترة من الفترات بترك المجال الإعلامي والتفرغ للعمل الإداري، خصوصاً بعد نيلي شهادة البكالوريوس في مجال الإدارة، لكن مديرتي دفعتني إلى التخلي لاحقاً عن هذا القرار، والعودة».

حماسة سماح لاستكمال دراستها الأكاديمية بالتوازي مع عملها في مجال الإعلام، دفعتها إلى دراسة إدارة الأعمال، إذ تخرجت في جامعة نيويورك أبوظبي بتميز، لتقرر بعدها الحصول على درجة الماجستير في مجال الإعلام والاتصال، مبررة إصرارها على التحصيل العلمي بالقول: «من الضروري أن يمتلك الإعلامي أداوته ويكون قادراً على التعرف على مكامن القوة والضعف في شخصيته، هذا من دون أن ننكر طبعاً أهمية وقيمة الموهبة والرغبة في الاستمرار، وتجنب التكرار الذي يسهم بشكل كبير في تراجع ألق الظهور سواء في الإذاعة أو التلفزيون».

تحديات وحلول

بعيداً عن الإجابات الدبلوماسية، لا تتردد سماح أحمد في التنبيه إلى التحديات الحقيقية التي تواجه مسيرة الإعلام العربي بشكل عام، مبينة أن التوجهات الإعلامية للقنوات هي التي تحدد مسيرة الإعلامي وترسم آفاقه المهنية ومساراته المستقبلية سواء من ناحية التوجهات أو الموضوعات أو حتى الاقتراحات المطروحة. وتابعت «لا يمكن التفكير خارج الصندوق وطرح اقتراحات قد تتعارض بشكل أو بآخر مع التوجه العام لهذه المحطة التلفزيونية أو تلك، وأتمنّى أن تتاح لي فرصة تقديم برامج إنسانية لها علاقة بالحقل السياسي مثلاً، وبما يحدث من تحولات في العالم العربي».

واستدركت: «لا أقصد بكلامي هذا الإعلام الإماراتي بشكل من الأشكال، وإنما أتحدث بشكل عام عن الإعلام العربي الذي يهتم بالشكل على حساب المضمون، في الوقت الذي يجب استحداث جهة مختصة تحدد شروط دخول الراغبين في المجال الإعلامي على مستوى الأفكار وبناء العقول ومستويات المعرفة».

سحر الأثير

تجد الإعلامية الإماراتية في الإذاعة، المتنفس الأمثل لطرح أفكارها وموضوعاتها المختارة ومناقشتها مع الجمهور في هذه الفترة التي تبتعد فيها عن الشاشة، كما تجد في متابعة دراستها الأكاديمية ضرباً من تحقيق الذات وفرصة لتفعيل طموحاتها على صعيد مختلف.

وأضافت «أجد في الدراسة فرصة حقيقية لي للتطوير والاطلاع على ما يطرح في مجال العمل الإعلامي وفنون الإدارة، وهذا ما أنصح به دوماً الشباب الطموح في الإعلام الذي يجب أن يندفع دوماً نحو القراءة والطلاع والبحث عن المصادر الموثوقة، لأن القراءة مفتاح المعرفة، والدراسة الأكاديمية في الإعلام مهمة بنسبة 60%، لكن المعرفة والتواضع من شروط نجاح الإعلامي».


استقالة لمرتين

كشفت سماح أحمد، عن انسحابها من تجربة الإعلام مرتين، وتقديمها استقالتها أولاً في عام 2007، حين انتقلت للعمل في المجال الإداري، وعودتها من خلال برنامج «ستاليش» على قناة الإمارات، وثانياً في عام 2013، الذي عادت إثره مجدداً إلى التلفزيون بعد الإدارة، وكذلك بعد حصولها على شهادة جامعية في المجال.

تجارب ناجحة

لا تنكر سماح أحمد، وجود تجارب عربية وإماراتية لامعة في مجال التقديم التلفزيوني، وذلك رغم قلة فرص الظهور على حساب الشكل، مضيفة «أتابع دائماً تجارب زملائي الناجحة في قنوات أبوظبي ودبي للإعلام والإمارات الأخرى، وأجد أن هناك وجوهاً إعلامية حقيقية جديرة بالظهور وبفرص التألق». وعن مفاتيح النجاح، أكدت أنه «من المهم في مسيرة النجاح، تحديد الأهداف، فكلما كان جدول أيامنا مزدحماً بالاهتمامات وبالرغبة في الإنجاز، ازدادت حظوظنا بالمعرفة والاطلاع على تجارب جديدة ومن ثم بناء جيل جديد قادر على فهم قضاياه وهمومه اليومية، وتحديد خياراته بوضوح».

تويتر