فنانة مصرية تؤمن بحق الممثل في التجريب والمغامرة

مي عزالدين: بعد 20 سنة من التمثيل.. الهجوم عليّ طبيعي

صورة

نجحت الفنانة المصرية مي عزالدين في تقديم شخصيات متعددة، وراهنت في رمضان الماضي على التنوع، فقدمت شخصيتين بمسلسل «البرنسيسة بيسة»، وهو ما تسبب لها في الكثير من الانتقادات، حتى إن بعض المهاجمين وصفوها بأنها أخفقت هذا العام، ولم تكن جرعة الكوميديا التي قدمتها مناسبة. وفي حوار معها لـ«لإمارات اليوم» تحدثت عزالدين عن الهدف من مسلسلها، ورأيها في المنافسة الشرسة في رمضان، ولماذا تركز في الدراما التلفزيونية، ومتى تعود إلى السينما؟

عزالدين قالت عن تقييمها لتجربتها هذا العام في مسلسل «البرنسيسة بيسة»، والهجوم الشرس عليه، خصوصاً من الـ«سوشيال ميديا»: «أحترم كل الآراء والنقد، والجدل الذي أثير لا يزعجني على الإطلاق، بل يسعدني، لأنه يعني أنني كنت موجودة، والناس تشاهد عملي، ولم أمرّ مرور الكرام مثل البعض، بل تصدرت الحديث، سواء سلباً أم إيجاباً»، مضيفة أنها حققت أحلاماً عدة بهذا المسلسل، منها تقديم «الكاراكترات» أو الشخصيات المتعددة، والعودة إلى الكوميدي والشعبي، ومناقشة قضايا التعليم «كما تعاملت مع فريق مجتهد من كتاب وممثلين ومخرج، وهذا الفريق من أحب الناس إلى قلبي، لأن الجميع كان يتعامل بمنتهى الحب والإخلاص والاجتهاد».

ورداً على بعض الآراء النقدية حول المسلسل بأنه لم يحقق النجاح المتوقع، قالت عزالدين «ليس حقيقياً أن هناك آراء نقدية صريحة وصفت المسلسل بأنه لم يحقق النجاح المتوقع.. كانت هناك آراء انتقدت بعض المَشاهد، وهذا حقهم، لكن عموماً أنا سعيدة بردود الأفعال، سواء الإيجابية أو السلبية، لأن الجدل الذي حدث، وكل هذا الاختلاف، اعتبره في حد ذاته نجاحاً، فلم يمر العمل مرور الكرام، بل أثار الجدل بين مؤيد ومعارض ومشجع وناقد». وكل هذا لا يزعج مي عزالدين، كما تؤكد، فهي تراه دليلاً على أنها لا تستسهل، وتقدم أي عمل مضمون النجاح، وتضيف «عموماً قد يرى البعض أنني هوجمت من الجميع، لكن هذا غير حقيقي، فليست وسائل التواصل الاجتماعي وحدها هي المقياس، فهناك نسب مشاهدة وناس عادية تشاهد المسلسل في البلاد والمدن والقرى، وسعداء به جداً، وكانت هذه الرسائل تصلني بشكل مباشر من الناس».

وتتابع عزالدين أنها مؤمنة بأن كل ممثل من حقه أن يحقق أحلامه في التمثيل، وأن يجرّب، ويجسد الشخصيات التي يتمناها، ويغامر في ذلك، ولو أن ردود الأفعال لم تجمع كلها على الإشادة به: «وأنا عموماً أتقبل جداً فكرة اختلاف الآراء، ولا تزعجني أبداً، لأنني أتعلم من الجميع»، مؤكدة: «مثلت عشرات الأعمال على مدار سنوات طويلة تقترب من 20 سنة تمثيلاً، وطبيعي أن أتعرض للنقد والهجوم، ومن الطبيعي أن يكون هناك توافق على أعمال واختلاف على أعمال أخرى، وهذا يؤكد أن هناك اختلافاً في الاختيارات، بدليل حدوث هذا الجدل».

وعن اتهام البعض للمسلسل، خصوصاً شخصية «سكسكة»، بتقليد شخصية أطاطا التي قدمها محمد سعد، ردت مي على هذا الاتهام بقولها «لا يجرؤ أي ممثل أن يقلد شخصية قدمها الفنان محمد سعد، خصوصاً أن شخصية أطاطا مميزة جداً، ويحفظها الجمهور عن ظهر قلب، ولكن تجسيد شخصية سيدة عجوزة مشاكسة أعتقد أنه متاح ومشروع، وتم عمله منذ أفلام الأبيض والأسود، ومنذ أيام ماري منيب، ولهذا لا يمكن أن يكون هناك قصد من تكرار الشخصية أو محاولة التشبه بشخصية أطاطا على الإطلاق، بالعكس، تجنبنا أي شيء يمكن أن يلامس من قريب أو بعيد شخصية أطاطا».

ورداً على ما يشاع بأن مي تهربت من الجمهور، وقامت بإغلاق خاصية التعليقات على الـ«سوشيال ميديا»، بسبب الهجوم على المسلسل، علّقت عزالدين بالقول: «أنا دائماً متواصلة مع جمهوري، ولم يحدث أبداً أن تهربت من الجمهور، لأنني لم أفعل أي شيء يستحق الهروب، وبالعكس، أنا قدمت عملاً قد يحتمل الترحاب أو غير ذلك، وفي كل الحالات هذا خلاف في وجهات النظر، وما حدث بالضبط أنني انتهيت من التصوير، وكنت في قمة الإرهاق، فقررت أن استغرق في الهدوء بعيداً عن أي جدل، لهذا تغيبت أياماً عدة عن الـ(سوشيال ميديا) حتى أرتاح قليلاً بعد معاناة أشهر في التصوير، وهذا كل ما في الأمر».

وتفضل مي التيمة الكوميدية في أعمالها، وتراهن دائماً على الطبقة الشعبية، مشيرة إلى أن سبب ذلك هو عشقها للكوميديا بكل ألوانها، وقدمت الكثير من الأعمال الكوميدية في السينما تحديداً، وقدمت عملاً واحداً في التلفزيون هو «دلع بنات»، ونجح بشدة، لدرجة أخافتها من تكرار التجربة، حتى لا تقع في فخ المقارنة، وأضافت: «رغم عشقي للكوميديا، وتقديم الطبقة الشعبية، ابتعدت قليلاً حتى أجد الفكرة المناسبة للعودة، وقدمت في السنوات الماضية عدداً من الأعمال التراجيدية والتشويقية، مثل حالة عشق ووعد ورسايل، وبمجرد حضور نص كوميدي شعبي عدت فوراً بشخصية بيسة وسكسكة».


4 ساعات لـ«سكسكة»

تؤكد الفنانة المصرية، مي عزالدين، أنها لا تتعمد تعدد الشخصيات «لكن أحياناً يصدف أن العمل فكرته كذلك، مثل فيلم (أيظن)، الذي لعبت فيه أدوار شخصيات عدة، ومسلسل حالة عشق، الذي جسدت فيه شخصيتين، وكذلك مسلسل البرنسيسة بيسة، الذي لعبت فيه دوري سكسكة المرأة العجوز المشاكسة، وبيسة الفتاة الشعبية»، مضيفة أن تجسيد أكثر من دور يرهق الفنان أكثر مما يمكن أن يتخيله المشاهد «فمثلاً دور سكسكة كنت أجهز له أربع ساعات كاملة، ثم أدخل لأجسد الدور الآخر، وهذا أرهقني في التصوير، وكأنني صوّرت مسلسلين وليس واحداً، وأعتقد أن رغبة الفنان في التجسيد ومقارنة الشخصيات ببعضها يخرج طاقات دفينة ومختلفة من الممثل، رغم صعوبة الأمر».

«أطاطا محمد سعد يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، ولم أحاول تقليدها في سكسكة».

«تغيبت عن الـ(سوشيال ميديا) حتى أرتاح قليلاً بعد معاناة شهور في التصوير ولم أهرب من الجمهور».

تويتر