«كُتّاب الإمارات» يبحث دور الثقافة في مواجهة التطرف

حبيب الصايغ مكرّماً عمّار علي حسن. الإمارات اليوم

استضاف اتحاد كتّاب الإمارات في العاصمة أبوظبي، أول من أمس، الروائي والمفكر السياسي المصري، عمّار علي حسن، الذي قدم محاضرة حملت عنوان «دور الثقافة في مواجهة التطرف والتعصب»، وأدار هذه المحاضرة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، الذي بدأ حديثه: «نحن في دولة الإمارات أقمنا مؤتمرات عدة، وفعاليات تتزامن هذا العام تحديداً مع (عام التسامح)، الأمر الذي بات أشبه بصرخة ضد الإرهاب، وأصبح هذا الموضوع وكأنه منهجاً في دولتنا، لأن مواجهة الإرهاب ليست قضية موسمية».

بدأ عمّار حديثه في المحاضرة عن المتطرفين وعلاقتهم مع الفنون والآداب، مشيراً إلى أن الديانات جميعها لا تخلو من المتطرفين، وأن عملية التنوير في أوروبا - التي كانت تحكمها الكنيسة - بدأت مع الرسم والفنون، لينتقل بعدها للحديث عن التنوّع البشري الخلاق الذي يقوم على التعددية، ويفرض عدم التضارب بين الثقافة الأصلية والثقافات الفرعية، مؤكداً أنه في ظل ثورة الاتصالات، يجب على الفرد والمجتمع السعي إلى صياغة أخلاق عالمية، والعمل على ارتقاء البشر وتحضرهم، وانحيازهم إلى كل ما تتطلبه صناعة مستقبل مشترك، في ظل الاعتراف بشجرة المعرفة الإنسانية، التي تعني أن كل الحضارات قد أسهمت في صناعة التطوّر.

وتناول الروائي المصري أيضاً أسس مواجهة ثقافة الكراهية، منها الفصل بين «الجماعة السياسية» و«الجماعة الدينية»، والخروج من سجن التاريخ والتعامل معه طريقاً لاستخلاص العبر والتنبؤ بالمستقبل، وليس سكناً مقيماً، بما يؤدي إلى استعادة الصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية المريرة، موضحاً: «من هذه الأسس نبذ كل طرف اجتماعي وسياسي لمتطرفيه، بحثاً عن التعايش الإيماني، وتحقيق المصلحة العامة، كما تشمل تمييز النص عن الممارسة، والسعي إلى تغيير السياق العام إلى الأفضل، وضرورة وجود مشروع وطني وخطط تنموية وإقامة العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، والوقوف على أرضية وطنية في حل أي خلافات داخلية».

وأكد صاحب رواية «بيت السناري»، أن كل هذه المعضلات من الممكن حلها إذا ارتقينا بالتعليم، نظراً إلى ارتباط التعليم بالثقافة، لأن التعليم يستطيع أن يتحوّل إلى أداة فاعلة للتصدي لثقافة التعصب والكراهية، التي تشيعها جماعات وتنظيمات متطرفة، ودعاة الطائفية، مشيراً إلى أنه كان متطوّعاً قبل سنوات عدة في منطقة الفيوم، التي يسيطر عليها جماعة يطلق عليها (الشوقيون)، وهم جماعة متطرفة جداً، وعندما ذهب إلى المدارس لاحظ أن الطلاب في المرحلة الابتدائية ينظرون إلى الفن والرسم والغناء على أنها حرام، فقرر وفريق التطوّع أن يغيروا هذه النظرة، وفي غضون عام أصبح هؤلاء الطلاب يكتبون الشعر والقصص القصيرة ويرسمون.


في سطور

** عمّار علي حسن روائي ومفكر مصري، صدرت له 10 روايات، أهمها: «شجرة العابد» و«جبل الطير» و«بيت السناري» و«خبيئة العارف»، وله سبع مجموعات قصصية أهمها: «أحلام منسية» و«حكايات الحب الأول» و«أخت روحي» و«عطر الليل». كما له ثلاثة كتب في النقد الأدبي هي: «النص والسلطة والمجتمع» و«بهجة الحكايا» و«أقلام وتجارب»، و20 كتاباً في الاجتماع السياسي منها: «الخيال السياسي» و«التغيير الآمن» و«المجتمع العميق» و«التنشئة السياسية للطرق الصوفية». وقد أصدر، أخيراً، سيرة ذاتية تحت عنوان «مكان وسط الزحام».

** حصل على جوائز عدة هي: «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، و«جائزة الدولة للتفوق» في مصر، و«جائزة اتحاد كتّاب مصر في الرواية»، و«جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي» مرتين، واحدة في الرواية والأخرى في القصة القصيرة، و«جائزة جامعة القاهرة في الرواية»، و«جائزة أخبار الأدب في القصة القصيرة».

تويتر