شركة في الإمارات تربط الصور على الإنترنت بمنتجات متوافرة في الأسواق

الذكاء الاصطناعي في خدمة سوق الأزياء

الفكرة تعتمد على تصفّح المستخدم لمجموعة صور انتقاها فريق ستايلر العالمي. من المصدر

يمتاز عصرنا الراهن بابتكارات تقنية ورقمية مبهرة يسعى الباحثون من خلالها لتذليل العقبات أمام البشر، والوصول إلى درجات متقدمة من الرفاهية.

وتعمل شركة ستايلر الناشئة من مقرها في دبي في هذا الاتجاه بإتاحة ربط صور الأزياء المتوافرة على الإنترنت بالمنتجات المتوافرة في الأسواق، لجذب العملاء وتسهيل عملية البحث عن المنتجات، وتنشيط التجارة الإلكترونية.

و«ستايلر»؛ المنصة الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي، فكرة مشتركة أطلقها الخبير في التقنية والذكاء الاصطناعي، أحمد موسى، ورجل الأعمال باسل مفتاح.

وبدأ باحث الماجستير في علم البيانات الرقمية أحمد موسى باستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في التحليل والتعرف الى الملابس والأزياء خلال فترة دراسته الأكاديمية، وتبلورت الفكرة مع اهتمام المستثمر باسل مفتاح بمجال التسوق الإلكتروني للأزياء.

وقال موسى الشريك المؤسس والمسؤول التقني لـ«ستايلر»، في حديث خاص لمرصد المستقبل، إن «الفكرة تعتمد أساساً على تصفح المستخدم لمجموعة صور انتقاها بعناية فريق ستايلر العالمي كي تراعي أحدث توجهات الأزياء وأكثرها انتشاراً، وفي حال إعجاب المستخدم بإحدى الصور ما عليه سوى اختيارها، أو التقاط صورة لشخص معيّن يرتدي ملابس أعجبته، أو أخذ لقطة لشاشة جهازه في حال تصفّحه لصور أخرى خارج المنصة، ثم تتكفل (ستايلر) بالبحث عن أقرب تطابق في المنتجات العالمية للبيع بالتجزئة، وترشد المستهلك إليها لشرائها من خلال التطبيق مباشرة».

وأضاف أن «دراسات عدة تُظهِر أن البحث عن المنتجات واكتشافها أصبح يعتمد على البحث المرئي، إذ يشكل البحث عن الصور حالياً 27% من إجمالي عمليات البحث، من خلال 10 محركات بحث رائدة على مستوى العالم، وتصل نسبة البحث من خلال الصور بين جيل الألفية إلى 62%».

وتابع أن «البحث المرئي يعد أداة فعالة في مجال تجارة التجزئة، إذ يغير المستهلكون طريقة اكتشافهم للمنتجات والاتجاهات العامة للأزياء، ويستخدم متسوقو الإنترنت البحث المعتمد على الصور، بهدف إلقاء نظرة، وتقليد أزياء من يفضلونهم من المشاهير والشخصيات العامة. وبدأنا تطوير تقنيات يمكنها معالجة مشكلات بائعي التجزئة، بعد معرفة التحديات التي تعتري عمليات البحث البصري».

معالجة مشكلات التسوق

وقال مفتاح، الشريك المؤسس للشركة، لمرصد المستقبل: «لاحظت أن جميع طلبات ملابس ابنتي، البالغة من العمر 12 عاماً، جاءت من صور شاهدتها على إنستغرام، وأدركت نتيجة لتسوق ابنتي أن البحث عن الأزياء، خصوصاً بين جيل الألفية، تغير كلياً».

وأضاف أن «المنصة تفيد البائعين وأصحاب المحال التجارية في جذب العملاء بالاعتماد على البحث المرئي، المستند الى صور لأزياء المشاهير والشخصيات المؤثرة المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعجب العميل، لمساعدته في تحديد المنتج الأكثر ملائمةً له ولعائلته وأصدقائه».

وأكّد أن «تجار التجزئة يضطرون في كثير من الأحيان لاعتماد إجراءات تستغرق وقتاً طويلاً؛ مثل أساليب التصنيف، ووضع الإشارات على الصور، وتكافح أدوات الأتمتة الحالية لمجاراة الموضة وتحليل أنماطها ذات الخلفيات المعقدة والمزدحمة، إلا أنها غالباً ما تخطئ في التفاصيل والفروق البسيطة لألوان الملابس وعناصرها».

توظيف الذكاء الاصطناعي

وطوّرت «ستايلر»، في هذا الإطار، تقنية ذكاء اصطناعي بقدرة متقدمة على تحليل أي صورة على الإنترنت ومن أي منصة كانت، والتمييز تلقائياً بين ما يصل إلى 5000 ميزة مختلفة للأزياء، وتوفير مطابقة دقيقة للألوان من لوحة تضم أكثر من 2000 لون. وتوفر التقنية الجديدة للمستخدمين خيارات لشراء منتجات دقيقة أو مشابهة لما يرغبون به، وتزود تجار التجزئة أيضاً بتصورات فورية عن الموضة وأنماط الشراء والذوق العام.

وتعمل التقنية بواسطة ذكاء اصطناعي يمكنه التعرف الى المنتجات وتقسيمها، وتخصيص كل جزء بعلامة للتعامل معها، مع تحديد تفاصيل؛ مثل اللون والطول ومدى ملاءمتها لمرتديها، ثم تبدأ الخوارزمية بتحديد ميول المستخدم بناءً على تحليلها للصورة، وتوفر عدداً كبيراً من الخيارات والمنتجات المماثلة المتوافرة على الإنترنت ليتصفحها، ثم تدرس الخوارزمية سجل تصفح المُستخدِم للصور لتخصيص توجهه وتحديده أكثر لنقله من مجرد المشاهدة إلى مرحلة شراء منتج فعلي.

ويشير مؤسّسو الشركة إلى أنهم يركزون حالياً على منتجات الأزياء النسائية، للوصول إلى مرحلة يكثفون فيها عمل التقنية الجديدة لاستخدامها في قطاعات متعددة أخرى.


«في حال إعجاب المستخدم بإحدى الصور تتكفل «ستايلر» بالبحث عن أقرب محل

للبيع بالتجزئة، وترشد المستهلك إليه لشرائها من خلال التطبيق مباشرة».

 

تويتر