مغامر إماراتي يعد أول غوّاص عربي للكهوف

خليفة المزروعي: سمكة قـــادتني إلى أخطر كهف في العالم

صورة

كشف المغامر الإماراتي خليفة المزروعي عن اكتشاف كهف قديم في جبل حفيت يضم عظاماً آدمية تعود إلى فترة تراوح بين 150 و200 سنة مضت، ويُرجَّح أن العظام جزء من هيكل عظمي لشخص سقط في الكهف، موضحاً أن هذا الكشف تم يوم الجمعة الأول من فبراير الجاري، عندما كان يمارس هوايته مع عبدالرحمن العبيدلي من فريق (Uae_outdoors)، واستغرقت عملية استكشاف الكهف خمس ساعات، ثم استأنفا البحث في الكهف في اليوم التالي لمدة ثلاث ساعات تقريباً لاستخراج العظام المُكتشفة، التي تم تسليمها إلى الشرطة للإشراف على عملية تحليلها ودراستها، ومازالت جهود البحث مستمرة في الكهف. وأوضح المزروعي الذي يُعدّ أول غوّاص عربي للكهوف، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن كهف جبل حفيت ليس الأول الذي يكتشفه مع فريقه، فقد اكتشف من قبل غواصة ألمانية من الحرب العالمية الثانية غارقة على عمق 120 متراً على سواحل إمارة الفجيرة، وسفناً وبواخر غارقة، منها «أنس» و«أنرجي»، وغيرهما. كذلك قام باستكشاف أكثر من 250 كهفاً، ودخل إلى أعمق نقطة في الأرض في منطقة أبخازيا، ويصل عمقها إلى 2092 متراً تحت الأرض، كما قام بتسلق أعلى قمة في روسيا، وهي قمة زراتكول، وقاده حب المغامرة إلى استكشاف كهف «مجلس الجن» في سلطنة عمان، وهو واحد من أكبر الكهوف في العالم، وكهف الهوته وكهف هوية نجم في سلطنة عمان أيضاً، والأخير يصل طوله الى 700 متر، وعمقه 600 متر.

شاهد الفيديو:

من القمم إلى الكهوف

يعود ارتباط المزروعي بالمغامرة، حسب ما أوضح، إلى طفولته، عندما كان والده يصطحبه وإخوته في رحلات الصيد والفروسية والتخييم في البر، «في تلك الرحلات تعلّمنا الصيد والغوص الذي جرّبته أول مرة وعمري 13 سنة، ما نمّى في شخصيتي الشغف بالمغامرة، لكنني توقفت بسبب الانشغال بالدراسة ثم العمل، حتى عام 2010 عندما كنت أمرّ بالقرب من بحيرة الخان في الشارقة، فشعرت بحنين للماضي وقررت العودة إلى الصيد، ولكن في البداية لم أنجح في صيد شيء، فبدأت ابحث عن طرق وأساليب الصيد، ورجعت مرة أخرى واصطدت سمكة واحدة صغيرة، هذه السمكة كانت هدفاً صغيراً قررت أن انطلق منه إلى هدف أكبر»، مشيراً إلى أن مشاهدته لفيلم بعنوان «الصعود إلى قمة إفرست» كانت حافزاً له لتسلق أعلى قمة في العالم، ولكن مع الوقت تحوّل اهتمامه من تسلق أعلى قمة على سطح الأرض إلى الوصول إلى أعمق النقاط تحت الأرض، وقام بالفعل باستكشاف كهف أوردا في روسيا، ويعد أكبر الكهوف الواقعة تحت الماء في العالم. وأشار خليفة المزروعي إلى أنه تعلّم أشياء كثيرة من ممارسة الرياضات والمغامرة، مثل الصبر وقوة التحمل، والاهتمام بالبحث قبل القيام بأي نشاط أو مغامرة والتأكد من مختلف المعلومات المرتبطة بها، «وأهم ما تعلّمته من المغامرة هو عدم الاستسلام إذا سقطت، بل يجب أن أحاول لأقف من جديد».

«Q Team»

المزروعي الذي يتولّى أيضاً رئاسة فريق «Q Team»، التابع لقناة «كويست عربية»، قال إن الفريق يهدف إلى نشر حب المغامرة والرياضة وحب الاطلاع والاستكشاف لدى الشباب، وينظّم حملات تدريبية وحملات لحماية البيئة والمحافظة عليها، وهو توجه القناة نفسه. وقال: «نقوم باستكشاف أماكن مختلفة داخل الإمارات وفي الدول الشقيقة حولنا، ونحث الشباب على القيام برحلات داخلية واكتشاف ما تتمتع به الدولة من طبيعة وأماكن فريدة، والتعريف بأماكن المغامرات الموجودة فيها. وندعو كل محبّي المغامرة للتواصل معنا عبر صفحات الفريق على وسائل التواصل الاجتماعي، والفريق جاهز لتقديم كل المعلومات والتعليمات التي يحتاجون إليها للنجاح في مغامراتهم». وأضاف: «خلال تدريباتنا نحث المشاركين على اتخاذ تدابير السلامة والتدرب عليها جيداً وتعلم مبادئ الاسعافات الأولية، لأن مواقع المغامرات خطرة وتضاريسها وعرة، كما أن التدريبات تختلف على حسب نوع المغامرة، فدخول الكهوف يحتاج إلى تدريبات على تركيب الخطاطيف وتثبيت الأحبال، واختيار الملابس المناسبة والمعدات التي يحتاجها وكيفية استخدامها، وكيفية التعامل مع الصخور والغازات الموجودة بداخل الكهوف، لأن هناك غازات خطرة جداً تكون عادة هناك، وكيف يتصرف في المواقف المختلفة، مثل انطفاء الإضاءة أو نقص الأكسجين والتعرض للإغماء، كما نتدرب على الغوص وأنواعه والمعدات التي تستخدم للوصول إلى أعماق تزيد على 40 متراً تحت سطح الماء دون التعرّض للخطر»، لافتاً الى أن فريق الرحلات الاستكشافية يضم عادة من أربعة أشخاص إلى 20 شخصاً، حسب نوع المغامرة، والمكان والمسافة وإمكانات الأشخاص الموجودين ودرجة تدريبهم، ليكون فريقاً متكاملاً.

مخاطر

المزروعي أوضح أن أخطر مغامرة خاضها كانت استكشاف كهف أوردا، حيث وصلت حالات الوفاة منذ بداية اكتشافه حتى الآن الى 350 حالة وفاة تقريباً، وتصل درجة برودة الماء فيه إلى أربع درجات مئوية تحت الصفر، لافتاً إلى أنه مكث شهراً كاملاً في روسيا للتدريب والتعود على الأجواء ودرجة الحرارة المنخفضة هناك قبل دخول الكهف، وقام بدراسة المكان مع بعض المدربين وكبار الغواصين بطريقة صحيحة، حيث لم يكن للكهف سوى مدخل واحد ومخرج واحد تحت سطح الماء، وبالتالي إذا تعرّض من يدخله لمشكلة لا يستطيع أن يخرج من الكهف بسرعة وسهولة ليتنفس.

وأضاف: «وجدنا أن دخول الكهف يجب أن يتم على مراحل، فدخلت في البداية إلى عمق 100 متر، ثم 500، ثم كيلومتر واحد، وبعدها خمسة كيلومترات، وهو عمق الكهف بالكامل، وكانت هناك انهيارات في بعض المناطق بداخله، وأماكن أخرى ضيقة، وكنت كلما زادت درجة البرودة أشعر بالإغماء، لكنني في النهاية استطعت أن أنجز مهمتي».

اكتشافات واستكشافات

حب المغامرة قاد خليفة المزروعي الى العديد من الاكتشافات، منها اكتشاف غواصة ألمانية غارقة من الحرب العالمية الثانية على عمق 120 متراً على سواحل إمارة الفجيرة، كذلك قام باستكشاف أكثر من 250 كهفاً، ودخل إلى أعمق نقطة في الأرض في منطقة أبخازيا، ويصل عمقها إلى 2092 متراً تحت الأرض. كما قام بتسلق أعلى قمة في روسيا، وهي قمة زراتكول، إلى جانب استكشاف كهف «مجلس الجن» في سلطنة عمان، وهو واحد من أكبر الكهوف في العالم، وكهف الهوته وكهف هوية نجم في سلطنة عمان أيضاً، والأخير يصل طوله الى 700 متر، وعمقه 600 متر.


- «في أبخازيا دخلتُ

لأعمق نقطة في

الكون، ويصل عمقها

إلى 2092 متراً».

- «اكتشفتُ غواصة

من الحرب العالمية

الثانية على عمق

120 متراً بالفجيرة».

- «تسلقتُ أعلى قمة في روسيا، وهي قمة زراتكول، ودخلتُ (مجلس الجن) في سلطنة عُمان».

 

تويتر