بعضهن يستهويهن أطقم الأعراس وأخريات يتجهن لدفء الماس واللؤلؤ

ذهب الإماراتيات.. بين «الزينـة» و«الخزينة»

صورة

في ظل انفتاح المجتمع وتطور الذائقة الاستهلاكية وغزارة الخيارات التي باتت تطرحها أشهر العلامات التجارية في عالم المجوهرات، والتي تتنافس في تقديم أحدث وأرقى الابتكارات والتصاميم المغرية التي تجذب المرأة؛ تتعدد دوافع اقتناء الذهب والمجوهرات لدى المرأة الإماراتية.

«الإمارات اليوم» استطلعت آراء بعض الإماراتيات وعلاقتهن بهذا العالم السحري، ونظرتهن لعالم «الذهب والمجوهرات»، ليكشفن عن عادات الشراء ومواقيتها والميزانيات التي تخصصها النساء لها، وما إذا كان إيقاع الحياة المتسارع والمشاغل اليومية أسهما في توجيه ذائقتهن إلى عوالم «أكثر تشويقاً»، أم ظللن متمسكات بمبدأ الذهب «الزينة والخزينة» المتجذر في عادات وتقاليد الأجداد.

زينة وخزينة

لم تخف شما المرزوقي عشقها الكبير للمجوهرات، ورأت في معارض المجوهرات والساعات فرصة ذهبية لاقتناء الأفضل، لما توفره هذه المنصات من خيارات «متنوعة وساحرة»، على حد تعبيرها، وتضيف: «تعجبني الأسعار المنافسة التي تطرحها تلك المعارض مقارنة بالمحال العامة في أسواق الذهب المنتشرة بالدولة، ما يشجعني على حضورها، وأعتبر نفسي مولعة بالمجوهرات، خصوصاً الأساور والخواتم والأقراط».

وتابعت شما «اقتنيت اليوم سواراً ذهبياً وأقراطاً من الماس بسعر زهيد بالنسبة لي، أما قريبتي فقد اقتنت اليوم طقماً من الماس بـ20 ألف درهم فقط». وحول عاداتها في اقتناء الذهب والمجوهرات ومواسم شرائها، قالت: «نقتني الذهب دوماً في المناسبات العائلية، ويعتبره الكبار (زينة وخزينة)، فيما يوجد في بيتنا طقمان أو ثلاثة من الذهب نخصصها للأفراح فحسب، أما أنا فأقبل على شراء المجوهرات اليومية الخفيفة بشكل دوري كل ثلاثة أشهر تقريباً».

لا للمبالغات

بدورها، تحدثت سارة أحمد عن حب المرأة الإماراتية للذهب والمجوهرات، وضربت مثلاً بوالدتها التي تهتم بالذهب وتقتنيه بشكل دائم، قائلة «تحب أمي الذهب لكنها تقتني الألماس كثيراً، خاصة الأحجار النفيسة مثل الياقوت أو ما يعرف (بالروبي)، الذي يتربع على عرش الأحجار الكريمة»، وأضافت: «تغتنم أمي فرصة معارض المجوهرات لاقتناء ما يحلو لها من الخواتم والأساور الألماس التي تعشقها»، واستطردت سارة «للأسف لم أرث عادات أمي وعشقها الكبير للمجوهرات، وأفضل القطع البسيطة كما أميل أكثر إلى دفء اللؤلؤ الذي يضفي أناقة خاصة على المرأة، في الوقت الذي أختار من المجوهرات الذهب الأجنبي العتيق (vintage) الذي يحمل بصمة تاريخية مميزة»، وحول مدى اقتناعها بضرورة التنويع في المجوهرات واقتنائها بكميات كبيرة، قالت سارة «أحب دوماً اقتناء ما يناسبني فقط، ولا أبالغ في اقتناء الساعات الراقية والمجوهرات الأخرى».

تراث للاستثمار

حب الذهب والمجوهرات موجود أيضاً لدى حصة المرزوقي، لكن بدرجة أقل مقارنة بميلها لماركات الحقائب والأحذية والساعات التي تعشقها، إلا أنها تبقى أكثر حظاً من مثيلاتها في هذا الصدد، فهي لم تنتبه كثيراً للمبلغ الذي دفعته والدتها لسوارين وخاتم ألماس اشترتها لها، بعد أن ردت على سؤال عن الثمن بالقول (ما أعرف.. أمي تدفع)، لكنها استطردت مازحة «صحيح أنني محظوظة بهذه الفرصة الذهبية، لكنني أحتاج دوماً لإقناعها بالدفع عبر محاولات مستميتة تنتهي غالباً لمصلحتي».

وحول اهتمامها بالذهب والمجوهرات قالت «عسى بخاطر أمي أكون مغرومة»، إرضاء لأمها التي تحثها دوماً على أن «تعق فلوسها عالذهب»، باعتباره رصيداً تراثياً ومادياً قيماً يستحق الاستثمار.

الجودة أولاً

بحكم امتلاكها للعلامة الإماراتية «دالينا» للذهب والمجوهرات، تتنقل لينا جابر بين معارض المجوهرات التي تقام في الدولة، كما أنها تعلم الكثير عن علاقة الإماراتيات بالمجوهرات، فتقول «المرأة الإماراتية منفتحة على العالم، وبفضل الوسائط العصرية المتاحة اليوم على الهواتف الذكية، تتابع أشهر بيوت المجوهرات العالمية وأحدث التصاميم، ما يجعلها أكثر وعياً بخصوص عنصر الجودة في القطع التي تختارها»، ولفتت إلى أنه «رغم ثقة المرأة الإماراتية بالعلامات العالمية، فإنها تظل جريئة في تجربة العلامات الجديدة شرط تمتعها بطابع استثنائي ولمسة متفردة وعصرية تناسب ذائقتها».

وحول الميزانيات التي تخصصها زبوناتها للمجوهرات قالت «تغيرت الأذواق وباتت المرأة الإماراتية منحازة لقطع الذهب البسيطة والرفيعة وغير المكلفة، أما في المجوهرات فتميل إلى قطع الألماس ذات الأحجام الكبيرة والنقاوة العالية، إذ لا تجد حرجاً في دفع مبالغ تراها مقنعة وتناسب جودة القطعة». وختمت حديثها لـ«الإمارات اليوم» قائلة «تختلف الأذواق حسب الفئة العمرية، فالشابات يتجهن اليوم نحو الناعم من الخواتم أو الأساور، أما بقية الإماراتيات فلديهن عشق خاص للألماس، ونسبة قليلة تتجه نحو الذهب التقليدي الذي يُلبس غالباً في الأعراس».

تصاميم معاصرة

مصممة الذهب والمجوهرات خديجة السلامي علَّقت على سؤال «الإمارات اليوم» بالقول «تهدف تصاميمي إلى إحياء تقاليد الذهب الإماراتي بالاعتماد على الأحجار الكريمة التي أدمجها في تصاميم عصرية وأحجام مختلفة لاقت اهتماماً وقبولاً من فئة الشباب»، في الوقت الذي تصف علاقتها كإماراتية بالمجوهرات قائلة «لي ذوق خاص في المجوهرات يجعلني أنحاز لارتداء تصاميمي وبعض القطع الجميلة لمصممين غيري، لكنني لا أقتني إلا المجوهرات العملية التي تناسب الاستعمالات اليومية»، وأضافت «أنا مولعة بالأحجار الكريمة مثل الألماس والروبي والتوباز وغيرها، حيث أقتني منها ما يعجبني، وبالنسبة إلى عادة اقتناء قطع الذهب التقليدية الكبيرة التي ورثناها عن الأجداد، فأنا من أكبر مشجعيها لأنني مؤمنة بأن الذهب زينة وخزينة، وهذا ما دفعني فعلياً إلى تجسيد بعضها في مجموعة تصاميم عصرية تناسب الجميع».


ذائقة عصرية

تتحدث مصممة الذهب شيخة السركال عن عادات الإماراتيات في شراء المجوهرات قائلة “من خلال عملي في هذا المجال لمست إقبال الإماراتيات هذا العام على الذهب عموماً”، وتابعت: «هناك أيضاً إقبال على التصاميم العصرية خاصة بين فئة الشابّات ما بين 20 و30 عاماً، اللواتي تغيرت خياراتهن وبدأن تقبل فكرة اقتناء ذهب لمصممات محليات»، أما عن الميزانيات التي تدفع في هذه القطع فأوضحت شيخة أن «اقتناء الذهب لدى الإماراتيات مرتبط بالاستثمار في المستقبل، وإمكانية بيعه عند الحاجة وبسعر أعلى أحياناً، لكن عموماً تدفع الإماراتية مبالغ كبيرة خاصة عند اقتناء أطقم ذهب لمناسبات الأعراس».

ماما.. مصدر الذهب

عن الميزانية التي يمكن أن تخصصها لمجوهراتها تقول شما المرزوقي: «لم أحصل على طقم الألماس الذي كنت أبحث عنه، لكنني اقتنيت اليوم مجوهرات بـ15 ألف درهم، أما أكبر مبلغ دفعته فكان لطقم من الألماس وصلت قيمته إلى نحو 40 ألف درهم»، وتضيف «إن توافر لدي المال فلن أصرفه في الألماس، بل في قطع الذهب ذات التصاميم الرقيقة أو الحقائب والأحذية، وإذا اضطررت في الأعراس إلى قطع الذهب الكبيرة فإنني سألجأ دائماً ومثلما تفعل خالاتي إلى (ماما.. مصدر الذهب في العائلة)».

رغم ثقة المرأة الإماراتية بالعلامات العالمية، فإنها تظل جريئة في تجربة العلامات الجديدة شرط تمتعها بطابع استثنائي ولمسة متفردة وعصرية تناسب ذائقتها.

تغيرت الأذواق وباتت المرأة الإماراتية منحازة لقطع الذهب البسيطة والرفيعة وغير المكلفة.

تويتر