ملتقى نظمته مؤسسة سلطان العويس في دبي

«زايد والبُعد الثقافي» يستحضر ملامح من سيرة «حاضر لا يغيب»

صورة

حضرت ملامح من سيرة القائد المؤسِّس، خلال ملتقى زايد والبُعد الثقافي، الذي نظمته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أمس، في «غراند حياة» بدبي، بمشاركة وزراء ومفكرين وأدباء وأصحاب كلمة.

وتناول الملتقى عدداً من المحاور في جلستين حواريتين، طالتا حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودوره في المجالات الثقافية والتعليمية والتاريخية والتراثية. واستعاد الملتقى - عبر مشاركات عدة - جوانب من إرث زايد الثقافي، الذي بقي حاضراً لا يغيب في الوجدان والذاكرة يشع على مر الزمن، وتتقد جذوته كلما خطت الإمارات خطوة في سباق الحضارة.وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، خلال كلمة له باستهلال الملتقى: «إن من نعم الله على هذا الوطن العزيز، أن هيأ له قادة مخلصين، يتسمون بالحكمة والشجاعة والثقة بالنفس والقدرة على الإنجاز، والنظرة الواثقة إلى المستقبل»، مضيفاً أن «الشيخ زايد أثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن القيادة الحكيمة والمستنيرة قادرة تماماً على تشكيل المجتمع، فقد كان يمتلك رؤية واضحة لمستقبل الإمارات». وأكد أن المغفور له كان يقول: «يجب أن ندرك أن الثقافة في الإمارات تجمع بين الثبات والمرونة، فهي ثابتة أمام كل ما يتصل بالعقيدة والعبادات والأخلاق، وهي مرنة من خلال انفتاحها على الثقافات الأخرى، إذ كان يؤكد دائماً على أهمية تأكيد الهوية الوطنية، وتنمية الاعتزاز بالنفس لدى جميع أبناء وبنات الإمارات، وتأكيد دورهم في نشر مبادئ التعايش والسلام، بل وكذلك دورهم في تأكيد مكانة الثقافة في تحقيق الوحدة في المجتمع».

شخصية استثنائية

من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الدكتور أنور محمد قرقاش، إن «احتفاء الإمارات بـ(عام زايد) هو احتفاء بشخصية استثنائية، كان لها السبق في تأسيس الاتحاد»، مشيراً إلى وجود كثير من الأبعاد في شخصية المغفور له.

وأكد «دور الثقافة في تعميق الحسّ بالمسؤولية الوطنية، سيراً على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتأكيداً على نهج صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتعزيزاً لتطلعات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتكون الثقافة حاجة بشرية تكبر من خلالها الأمم، وتتقدم من خلالها الشعوب».ولفت قرقاش إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أحب الثقافة والشعر، مشيداً بأهمية الندوات التي تعقد، والتي من شأنها أن تعرف أبناء الجيل الجديد إلى شخصية القائد المؤسِّس، وسماته والجوانب المتعددة في مسيرته، منها الثقافية التي يسلط الملتقى الضوء عليها. وشكر المشاركين في الملتقى لما بذلوه من جهد لإنجاحه، وتمنى لهم التوفيق في عملهم.

محاور متنوّعة

وعقدت - خلال الملتقى - جلستان حواريتان تناولتا مجموعة من المحاور، إذ استعرض نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، كيف كان الكتاب المعين الأول الذي نهل منه الشيخ زايد، بينما كان القرآن الكريم أول زاده العلمي، إذ بدأ رحلة التعليم في سن الخامسة على يد «المطاوعة».

وتطرّق خلفان في ورقة بعنوان «زايد والبُعد الثقافي» إلى مناح عدة من حياة المغفور له الشيخ زايد.

وقدّم الكاتب والباحث بلال البدور، ورقة بعنوان «زايد والتعليم»، سرد فيها طبيعة المغفور له المحبة للتعليم، وتشجيعه لطالبي العلم.

كما شاركت الدكتورة فاطمة الصايغ، بورقة بعنوان «زايد والتاريخ»، طافت فيها على محطات من حياة الشيخ زايد وعلاقته مع التراث والتقاليد، وكذلك فعل الدكتور فالح حنظل، الذي أشار إلى أن الشيخ زايد أعطى من وقته لتوثيق الأمكنة والاهتمام بها لتكون مفخرة للأجيال. وفي ختام الجلسة الأولى من الندوة، قدّم ناصر حسين العبودي، نبذة عن علاقة الشيخ زايد مع التراث.

عطاء

وفي الجلسة الثانية تطرّقت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، في ورقة بعنوان «زايد والمرأة» إلى الدور الذي أولاه الشيخ زايد للمرأة، لتكون في المكانة التي وصلت إليها اليوم.

وقالت: «إن الشيخ زايد هو من صنع حضوراً متميزاً للمرأة الإماراتية، كما كان عطاء سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، حين آمنت بفكره فقدّمت للمرأة الإماراتية رحلة عطاء ممتدّة إلى اليوم، لم ولن تتوقف، فمنذ إنشاء الاتحاد النسائي وسموّ الشيخة فاطمة، لا تتوقف عن بث الروح الطموحة في وجدان كل امرأة إماراتية بعطائها ورعايتها ودفعها لها، لتكون جزءاً فاعلاً حقيقياً في كل مجالات الحياة في دولة الإمارات».

أما الإعلامي علي عبيد الهاملي، فقدّم بحثاً عن «زايد والإعلام»، تذكر من خلاله مواقف للمغفور له الشيخ زايد مع الإعلام والإعلاميين، وضرب أمثلة أكدت تقدير باني نهضة الإمارات للإعلام، باعتباره أداة قوية تحرك المجتمع، وتنقله من حال إلى حال.

بينما تطرّقت الدكتورة مريم الهاشمي، إلى «زايد والشعر»، مستشهدة بأمثلة تؤكد حب الشيخ زايد للشعر وتقديره للموهوبين في هذا الميدان. أما الباحث والشاعر محمود نور، فتوقف أمام محطات نبطية وفصيحة في حياة «الشاعر زايد بن سلطان»، من خلال ورقته زايد شاعراً نبطياً. وفي ختام الملتقى، ألقى الشاعر الدكتور عارف الشيخ، قصيدة بمناسبة «مئوية زايد».


تسجيل صوتي

بث خلال الملتقى تسجيل صوتي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يتحدث فيه عن التسامح، ويقول: «إن الواجب يحتّم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة، بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة»، مؤكداً في حديثه على أهمية المسامحة التي ترد المخطئ إلى صوابه.

تويتر