يجوب العالم بحثاً عن اللقطة النادرة

علي الشريف يروي تاريخ الوطن العربي بـ «مليون صورة»

صورة

جمعُ الصور القديمة التي تسرد تاريخ الأمم هوايته.. يجد في الصورة عالمه الذي لا يريد الخروج منه.. عاشق لعدسات الكاميرا التي ترصد أجمل اللقطات التي تنطق بأصالة وثراء الوطن العربي بالأحداث.. إنه المصور الفوتوغرافي الإماراتي علي الشريف، الذي سَخَّر عدسته لأكثر من 15 عاماً لرصد وتوثيق الأحداث خصوصاً التي مر بها الوطن العربي، يجوب العالم بحثاً عن اللقطة المميزة، ويعود لوطنه بمئات الصور التي التقطتها عدسته، وتلك الصور القديمة والنادرة التي جمعها من معارض التصوير الفوتوغرافي، ليحتفل هذا العام بامتلاكه «مليون صورة» تسرد مراحل تطور عالم التصوير في أنحاء العالم كافة.

«الإمارات اليوم» حاورته على هامش معرضه المقام ضمن المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2018»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.

وعن مشاركته يقول الشريف، الذي يصف الصورة بأنها قلب نابض لا يعرف الموت: «حرصت على المشاركة في (إكسبوجر)، باعتباره الحدث الأكبر من نوعه في مجال التصوير على مستوى الدولة، عبر معرضي (إطلالة على الصورة العربية) الذي يضم أربع مجموعات من الصور القديمة التي التقطت بعدسات مجموعة من المصورين من أنحاء الوطن العربي، والتي تسرد مراحل تطور التقاط الصورة».

ويتابع: «يعود تاريخ التقاط الصور التي شاركت بها في المعرض إلى أكثر من 90 عاماً، لتشمل المجموعة الأولى ثماني صور قديمة جماعية يعود أكثرها إلى فترة الحكم الملكي في مصر من عام 1917 حتى عام 1959، والتي لم يتم تنظيفها حتى يشعر المشاهد بروح تلك الحقبة التاريخية».

ويكمل: «المجموعة الثانية تعرض 12 صورة للسيارات الكلاسيكية تعود للحقبة الزمنية نفسها، والتي حملت لوحاتها أرقاماً وحروفاً باللغة العربية، أما المجموعة الثالثة فهي مجموعة من الصور المطبوعة على زجاج، وبلاستيك أيضاً، وتعود كذلك إلى فترة مصر القديمة وبلاد الشام، واعتمد بعضها على أقدم تقنية الـ3d التي تعود لعام 1879، واشتملت المجموعة الأخيرة على بعض الكتب القديمة والمختصة بتاريخ التصوير الضوئي ومجالاته في الوطن العربي».

البداية

وعن بداية مشواره في عالم اقتناء الصور القديمة وعشقه للفوتواغرافيا الوثائقية، يقول الشريف: «بدأت خطواتي الأولى في هذا العالم مع بداية التسعينات، عندما قادني شغفي إلى الاهتمام بالتراث وزيارة الأماكن الأثرية القديمة ومجالسة كبار السن، وزاد اهتمامي بعد وفاة والدتي ثم خالي، حينها شعرت بأن جميع أهلي من كبار السن ذهبوا، لكنهم تركوا لي صوراً فوتوغرافية ذات أهمية وثائقية، وتنقل ذكراهم إلى جيل الأحفاد». ويستطرد: «من هنا بدأت علاقتي بجمع الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة، خصوصاً أنني ورثت عن عائلتي عدداً كبيراً من الصور القديمة تعود إلى فترة الخمسينات وحتى بداية عام 2000، وأشعر بأن على عاتقي مسؤولية عائلية لأعرّف أبنائي وأحفادي بأجدادهم».

شعور وطني

ويضيف الشريف «تملكني شعور وطني دفعني لجمع الصور القديمة التي تعكس الحضارة العربية، وألوان التقدم والأصالة التي تتميز بها بلداننا العربية، ورحت أجمع عدداً هائلاً من الصور التي التقطها مصورون لعدد من البلدان العربية، منها الإمارات والسعودية والكويت ومصر ولبنان وسورية والأردن وفلسطين، حتى تمكنت من تكوين أرشيف مصور يسرد تاريخ الوطن العربي يضم أكثر من مليون صورة تروي حكايات وقصص العرب».

ويؤكد أنه حرص على المشاركة هذا العام في «إكسبوجر 2018»، ليكون معرض (إطلالة على الصورة العربية) مرآة تعكس حضاراتنا العربية، خصوصاً أن المهرجان يعد فرصة ذهبية لعرض المقتنيات التي سخّرت حياتي لجمعها، لما يحتله من مكانة بين المهرجانات المختصة في عالم التصوير، لجمعه أكبر المصورين العالميين في مكان واحد، ما يعطي فرصة كبيرة لجميع المصورين والمهتمين للتعرف إلى أهم التقنيات الحديثة وأبرز الأساليب الجديدة في عالم التصوير.


أرشيف إماراتي

كشف المصور الإماراتي علي الشريف لـ«الإمارات اليوم» عن عزمه إصدار سلسلة من الكتب تتناول تاريخ الدول العربية عبر الصور الفوتوغرافية.

وأوضح أن «أول كتاب في السلسلة سيصدر خلال أيام، ويجمع 150 صورة تروي مراحل تطور الصورة بالإمارات، وكذلك الحياة المحلية التي تضم مجموعة من البيوت والمجالس والأماكن القديمة، بحيث يكون بمثابة أرشيف معلوماتي يختصر الكثير من التفاصيل وينقلها إلى آخرين، ويؤرخ لحقب مهمة من تاريخ الدولة عبر عالم الصورة».

تويتر