أنقذت أكثر من 90 حيواناً وتواصل رحلتها في أي وقت

بالفيديو.. ناعمة المهيري: إنقاذ الحيوان واجب ومسؤولية إنسانية

ناعمة المهيري حولت شغفها بالحيوانات إلى وسيلة لإنقاذها والعناية بها. تصوير: إريك أرازاس

لا تغادر الإماراتية ناعمة المهيري منزلها أو مقر عملها دون التأكد من وجود أقفاص وحبال وطعام للحيوانات في سيارتها، فهي مستعدة في أي وقت تتلقى مكالمة طلباً لإنقاذ حيوان ودون تردد، وعلى صفحاتها على مواقع التواصل التي تحظى بمتابعة واسعة تنشر ناعمة العديد من تجاربها واهتمامها بإنقاذ الحيوانات المنزلية التي تخلى عنها أصحابها وتعاملوا معها كديكور أو شيء للتسلية يرمونه عندما يملون منه، متناسين أن هذه الحيوانات أرواح ولها الحق في الحياة والحماية.

 

للشارع


‏‎أكدت ناعمة المهيري أن قط الشارع يجب أن يظل في الشارع والتدخل في انقاذه فقط لبعض الحالات التي تستدعي لذلك و يتم إرجاعها الى نفس المكان الي تم أخذها منه لانها بيئته التي تعود عليها ، حيث تفرض البلديه برنامجا لإخصاء جميع القطط و الكلاب السائبة و ذلك للحد من تكاثرها  فالزياده في العدد تؤدي الى زيادة نسبة المجاعة بين الحيوانات و تكون عرضة لحوادث الدهس، فيجب على المجتمع تفهم أهمية إخصاء الحيوانات والتركيز على مصلحة ونفع الحيوان نفسه ،كل الأمر أن يكون اهتمامك به إذا كان مريضاً أو يحتاج الى رعاية، عندها ترعاه وتعيده مرة أخرى إلى الشارع، لأن الشارع بيئته

نصيحة

تنصح ناعمة المهيري من يريد اقتناء حيوان أليف قائلة «إذا لم تكن مقتدراً مالياً فلا تأت بحيوان، إذا لم تكن متواجداً باستمرار، إذا كان في عائلتك مريض، إذا كانت القصة مجرد تباهٍ، فهذا ظلم للحيوان الذي سيتعلق بك من النظرة الأولى». ووجهت المهيري رسالة إلى المجتمع قائلة: «قم أنت بالمسؤولية، إذا لم يستطع غيرك المساعدة، فابحث عن مخرج، وأنقذ روحاً».


- جميع قصص الإنقاذ حزينة، لكنها تنتهي بسعادة إذا تم إنقاذ الحيوان وتبنيه لاحقاً.

- الكثير من الناس يقتنون الحيوان الأليف كنوع من التسلية، ويرمونه لاحقا إلى الشارع.

ناعمة التي دأبت بشكل رسمي على عمليات الانقاذ منذ ثلاث سنوات ترى أن إنقاذ الحيوانات واجب ومسؤولية إنسانية ومجتمعية، واستطاعت على امتداد السنوات الماضية تنظيم الأمر، واتفقت مع عيادة متخصصة للعلاج، وأنقذت حتى اليوم أكثر من 90 حيواناً، وقامت بعد علاجها بعرضها للتبني، ونجحت في هذه المهمة بشكل لافت. وأكدت ناعمة أنه يوجد فروق كبيرة بين القطط التي تعيش في الشوارع وبين القطط المتبناة، وأن كثيراً من المشكلات تحدث بسبب عدم إدراك المجتمع لطبيعة قطط الشوارع التي تهتم بها البلدية.

البداية

ناعمة التي درست في كلية العلوم الصحية، لعدم تمكنها من دراسة الطب البيطري، قالت لـ«الإمارات اليوم» إنها تحب الحيوانات منذ طفولتها، لكن رفض العائلة تبني حيوان وقفت عائقاً أمام شغفها، إلى أن دخلت الجامعة حينها قررت تبني قطة، كانت تخفيها في حقيبتها، ومع الوقت والإصرار استطاعت إقناع أسرتها بتقبل الفكرة.

وأضافت ناعمة: «في البداية لم أكن على دراية بطريقة الاهتمام بالقطط، ولا أعرف أي شيء عن الأمراض، لكن مع قطتي تعلمت كل شيء»، موضحة «قطتي الأولى كانت تعاني أمراضاً متنوعة، ومعها بدأت التعرف إلى معنى الإنقاذ بدلاً من التخلي، فعرضتها على أكثر من طبيب حتى إنني كنت أرحل بها من إمارة إلى إمارة، وعشت تجربة ألمها، وكانت في كل ما تعانيه أتعلق بها أكثر، إلى أن شفيت تماماً، وأحسست بمعنى إنقاذ روح، ومن يومها قررت أن أكون جزءاً من إنقاذ قطط وكلاب تخلى عنها أصحابها».

حكايات حزينة

تعود ناعمة لتذكر أول حيوان أنقذته: «كانت قطة ملقاة أمام منزلنا، واعتقدت أنها كيس، وعندما اقتربت منها اكتشفت أنها قطة، وكانت في حالة مزرية غير قادرة على التنفس، حملتها وأخذتها الى الطبيب، الذي لم يُبد اهتماماً كافياً، وتنقلت بين أكثر من عيادة إلى أن وجدت طبيباً في إمارة الشارقة، وعالجها، وهي الآن عمرها 16 عاماً، ولاتزال على قيد الحياة».

وأكدت ناعمة أن حكايات إنقاذ الحيوانات كلها حزينة، كأن تجد حيوانات ملقاة في الشارع تم التخلي عنها بكل سهولة، بعد أن عاش هذا الحيوان سنوات طويلة مع الشخص أو العائلة، وقالت «يوجد حالات لحيوانات صعبة جداً، وأنا لدي الخبرة في التفريق بين حيوان متبنى أو حيوان شارع، فعندما أتأكد أن حيواناً متبنى أحمله بيدي وأذهب به إلى العيادة، وعندما تكون حالته صعبة للعلاج أطلب من الطبيب إعطاءه إبرة الرحمة كي يموت بسلام دون أوجاع».

وقالت المهيري «يوجد حيوانات من فصائل غالية الثمن يتم رميها بكل بساطة»، مشيرة إلى أنها «في يوم كنت ذاهبة إلى العمل، فوجدت كلبين من نوع غالي الثمن، نزلت من سيارتي وحاولت إدخالهما إليها دون جدوى، فاستعنت بموظفين من عيادة بيطرية، ولم نكن حينها نحمل الحبال، فقمت باستخدام حبل حقيبتي وأدخلناهما، ونقلناهما إلى العيادة لتبدأ عملية المعالجة».

الآلية

بعد تصميم صفحتها على «إنستغرام»، بدأت المهيري بتلقي مكالمات عن قطط وكلاب في الشوارع، ووعت تماماً أن المكالمة جزء من مسؤوليتها وحث الناس على تحمل مسؤوليتهم أيضاً، موضحة «بعد تلقي المكالمة أوجه سؤالاً: هل الحيوان الذي وجدتيه يعاني ألماً، أو وضعه مزرٍ؟ فإن كانت الإجابة بنعم آخذ العنوان، وإن كانت الإجابة غير واضحة أحث المتكلم على أن يتحمل المسؤولية». وقالت: «عندما أصل الى الموقع بعد اتصال، فإن أول إجراء هو معرفة ما إذا كان هذا الحيوان له أصحاب»، موضحة «يوجد جهاز في كل عيادات الطب البيطري، يكشف عن شريحة مزروعة داخل الحيوان تحمل رقماً، هذه الشريحة هي التي تفرق بين حيوان الشارع والحيوان المتبنى». وقالت: «بعد أخذ رقم الشريحة أحاول الاتصال بصاحبه، وإقناعه بالاهتمام بحيوانه، وإذا أصر على الرفض، أبدأ مرحلة الاعتناء به من خلال تطبيبه، ومعالجته، ومن ثم طرحه للتبني في مراكز فندقة الحيوانات، بعد أن يتم علاجه بشكل كامل».

التبني

تؤكد المهيري أن عملية التبني ليست سهلة، فليس كل شخص يبدي رغبته في التبني، يوجد إجراءات مشددة كي أضمن عدم معاملة الحيوان بقسوة، موضحة أنه يوجد نموذج عليهم تعبئته، وبعد ذلك تأتي المقابلة الشخصية، أحاول أن أعرف حال المتبني، وضعه المادي، شكل بيته، اهتماماته، إذا كان يريد السفر، إقراره بعدم منح الحيوان لأحد، بل إعادته لي، وهذه الإجراءات تأخذ مدة أسبوعين، وبعدها تتم عملية منح الحيوان. وقالت «وتأتي بعدها مرحلة المتابعة، للتأكد من أن الحيوان بخير ويلقى الاهتمام الذي يستحقه، ويوجد إجراءات مختلفة مع الحيوانات التي لم تصل سن البلوغ، يوجد نموذج آخر يقر من خلاله الشخص الراغب في التبني بالتزامه بعلاج الحيوان ومنحه التطعيمات اللازمة، والأهم إخصاؤه، وإذا ما خالف ذلك فمن حقي إبلاغ الشرطة، خصوصاً أن بعضهم يستغل نوع الحيوان الجيد ويعمل على تحويل هذه العملية إلى تجارة يربح من خلالها، لذلك يجب عليه الإقرار بإخصاء الحيوان».

تويتر