فندق يُحيي الماضي ويأخذ زواره في رحلة إلى العادات القديمة

«السيف».. رحلة في حياة الإماراتيين: «البيت بيتكم»

صورة

تجربة مختلفة من الضيافة، منسوجة بملامح الحياة التراثية، بكل تفاصيلها القديمة، بدءاً من شكل المبنى المتميز بوجود البارجيل على السطح، وصولاً الى الأثاث الخشبي، والأبواب ذات الألوان المعتقة. تفاصيل كثيرة موجودة في فندق «السيف من جميرا» الذي افتتح، أخيراً، في شارع السيف على خور دبي، بالقرب من حي الفهيدي التاريخي، تأخذنا في رحلة من الحياة المعاصرة الى الزمن الجميل، وكأننا نستعيد صور الماضي وحياة الأجداد الحافلة بالبساطة.

بعبارة «البيت بيتكم»، باللهجة الإماراتية، يستقبل الفندق زوّاره، وهي العبارة التي يرددها أهل الإمارات حين يحل في بيتهم ضيف، فيقدمون الضيافة التي تشعره أنه في منزله. الكثير من الدفء نجده في البهو ولدى دخول الفندق، يبدأ من التفاصيل البسيطة المتعلقة بالتراث، وصولاً الى الأدوات القديمة، ومنها التلفزيون القديم الذي لا يعمل، الى التحف التي تزين الجدران، والمقاعد الخشبية، وتستكمل التجربة التراثية، بتصاميم الغرف، وديكوراتها، وفنون العمارة التقليدية.

تتناغم تصاميم غرف الفندق مع إرث المنطقة العريق، وتزدان بمواد أصيلة تحاكي الواجهات الريفية، بينما نجد الديكورات الداخلية تعكس حقبة صيد اللؤلؤ والتجارة والحرف اليدوية. ويجمع فندق «السيف من جميرا» بين حفاوة الضيافة العربية والإطلالات الساحرة، والمواقع التراثية الأصيلة وفنون العمارة التقليدية.

يقع الفندق على خور دبي، بالقرب من سوق البهارات، ويوفر تجربة ضيافة مختلفة، تركز بشكل كبير على تاريخ المدينة العريق، اذ تشهد المنطقة حتى يومنا هذا نشاطاً تجارياً قوياً، حيث يمكن للزوار مشاهدة الأسواق النابضة بالحياة والقوارب القديمة المحملة بالبضائع والمتوجهة إلى الهند وإفريقيا. وتوجد المتاحف على مقربة من الفندق، علاوة على المعارض والمقاهي وحي الفهيدي التاريخي.

ويوفر الفندق لزواره شعوراً بأنهم يقيمون في منازل التجار القديمة، وسط إطلالات ساحرة على أزقة وأفنية السوق والممرات المائية في مياه الخور، ليتمتعوا بحق بتجربة ضيافة فريدة من نوعها في قلب واحدة من أكثر الوجهات شهرة في دبي. مديرة العمليات لفندق السيف في جميرا، دينا مسعود، قالت لـ«الإمارات اليوم» إن التفاصيل الموجودة في الفندق، تتميز بكونها تنتمي الى التراث الإماراتي، فقصة الفندق تحفز وتعزز الجانب التراثي للشعب الإماراتي، وكذلك الزوار، سواء من داخل البلاد أو خارجها. ونوهت مسعود بأن التراكيب الخاصة بالفندق تعزز مفهوم تعريف الأجانب الى العادات والتقاليد، فهي رحلة من الحياة المعاصرة الى الماضي، فتراكيب البيت والزخرفة الإماراتية، واللمسات النهائية موجودة بطريقة مستوحاة مما كانت عليه الأشكال والتصاميم في الماضي. أما شكل التلفزيون، فلفتت الى أنه وضع ضمن إطار خشبي كي يبدو كما لو انه قديم وينتمي للحياة القديمة، فقد وضع بما يناسب الحياة القديمة. ونوهت بأن طرق أبواب الغرف يترافق مع كلمة «هود»، وهي الكلمة التي كانت تستخدم قديماً بدلاً من قرع الجرس، والرد عليها يكون بكلمة «هِدا»، وهذا لا يعرفه الكثيرون عن الحياة في الإمارات.

أما عن مطابقة الفندق للحياة القديمة، فلفتت مسعود الى أنه يطابق التراث بنسبة 95%، مشيرة الى ان الفئة المستهدفة هم الأجانب والسياح، ولكن الفندق يستقطب الكثير من الإماراتيين والمقيمين ومن السعودية أيضاً. وهناك الكثير من المواطنين الذين يأتون لتذكّر الأيام التي ولَّت. ومن السمات الأساسية في هذا الفندق، تقول مسعود، هي الضيافة الإماراتية التي تنعكس بشكل جلي في المجموعة كلها، لاسيما من خلال القهوة والتمر التي تقدم لأي ضيف بمجرد دخوله الفندق، مع تقديم المعلومات عن مكونات القهوة العربية، ولفتت الى أن «تفاصيل صغيرة نعلمها للناس، ونقدم من خلالها الثقافة بمجملها من خلال العادات والتقاليد، وهذا يعني أن الإقامة تقدم ثقافة وما هو أكثر من ذكريات». وعن مدى معرفة الإماراتيين بعاداتهم وتقاليدهم، قالت مسعود: «مجموعة كبيرة من الجيل الجديد من الإماراتيين لا يعرفون عن عاداتهم، فأنا إماراتية ولا أعرف الكثير، ومن خلال الإقامة هنا تعرفت الى عادات بلادي، فزيارة الفندق فرصة للتعرف الى الثقافة لكل من لا يعرف كامل تفاصيلها».


مهرجان على خور دبي

يقام مهرجان السيف على خور دبي في منطقة السيف، ويتضمن برنامجاً مملوءاً بالفعاليات التي تتوجه للعائلات بشكل أساسي. ويوفر المهرجان الترفيه للأطفال من خلال الألعاب والأكشاك التي تمنحهم فرصة المرح، بينما وضع المهرجان خلال أيام العطلة الأسبوعية من الخميس والى السبت برنامجاً من الحفلات الموسيقية والفعاليات التراثية والعروض. ويستمر هذا المهرجان الذي افتتح في شهر أكتوبر حتى نهاية ديسمبر المقبل.

يمكن للزوار مشاهدة الأسواق والقوارب القديمة المحمَّلة بالبضائع.

• %95 نسبة مطابقة الفندق للحياة القديمة.

طرق أبواب الغرف يترافق مع كلمة «هود»، وهي كلمة كانت تستخدم بدلاً من قرع الجرس، والرد عليها يكون بكلمة «هِدا».

يوفر المكان لزواره شعوراً بأنهم يقيمون في منازل التجار القديمة، وسط إطلالات على أزقة وأفنية السوق.

تويتر