أنقذ «مايكروسوفت» من كوارثها المادية.. ووضعها في مقدمة شركات التكنولوجيا

ساتيا ناديلا.. الموظف الخجول صاحب أكبر راتب في العالم

صورة

أن تكون موظفاً بسيطاً ومليونيراً في الوقت ذاته، فهذه معادلة تبدو صعبة المنال، لكنّ شاباً هندياً فقيراً، اسمه ساتيا ناديلا استطاع تحقيق هذه المعادلة، ليكسر بذلك قواعد أسرار المال والثروة والنجاح.

مبادئ ناديلا في الإدارة والنجاح

1 روح الفريق

يؤمن ناديلا بالعمل الجماعي وروح الفريق، ويقول دائماً في لقاءاته الصحافية إن «الفريق دائماً يأتي أولاً، حتى عندما كنت موظفاً بسيطاً كنت أعمل بروح الفريق، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتظهر لزملائك أنك شخص محترم».

2 الابتكار

يؤمن ستايا ناديلا بالابتكار والتجديد، وبدا ذلك واضحاً عندما قال في رسالته لموظفي الشركة: «صناعتنا لا تحترم التقليد، وإنما تحترم الابتكار فقط».

3 لا وجود للضمير «أنا»

يقول ناديلا: «سبب فشل أي مؤسسة هو قائد سيئ واحد فقط، فهو كفيل بإحلال الكارثة على المؤسسة وتدمير كل شيء»، لذلك يعتمد ناديلا في تسيير «مايكروسوفت» على تشجيع المبادرة الفردية، ويقول: «في بعض الأحيان نقلل من شأن ما يمكن أن نفعله في كل شيء، كما نبالغ في تقدير ما يتعين على الآخرين القيام به لدفعنا إلى الأمام».


- قصة ملهمة بدأت من حيدر آباد لطفل خجول كان أقصى أحلامه أن يصبح لاعب كريكيت، ليصير المدير المنقذ لشركة «مايكروسوفت».

- لم يؤسس ناديلا شركة ولم يفتح مصنعاً، ولم يتجه إلى العمل الحر، بل تمسك بوظيفته وتدرّج في مراتبها.


22

عاماً عاشها ناديلا موظفاً مغموراً في الشركة.

2014

عصفت بـ«مايكروسوفت» أزمة كادت تفلسها.

لم يؤسس ناديلا شركة ولم يفتح مصنعاً، ولم يتجه إلى العمل الحر، بل على العكس تماماً، تمسك بوظيفته وتدرّج في مراتبها فأصبح مديراً لأكبر إمبراطورية للتكنولوجيا في العالم، وهي شركة مايكروسوفت، براتب وصل إلى 84 مليون دولار سنوياً، وهو أكبر راتب في العالم.

قصة ملهمة بدأت من حيدر آباد إلى واشنطن، لطفل خجول كان أقصى أحلامه أن يصبح لاعب كريكيت، ليصير المدير المنقذ لشركة «مايكروسوفت» العملاقة التي كانت تعيش عام 2014 أزمة عاصفة كادت تتسبب في إفلاسها، بعد فشل إصدار نسختها «ويندوز8»، وصفقات الاستحواذ مع شركة «نوكيا»، الأمر الذي أفقد الشركة شعبيتها وثقتها في السوق، كما تراجعت قيمتها السوقية، وأدت إلى استقالة الرجل الأول في الشركة، ستيف بلمر.

فراغ إداري أثار صراعاً حاداً على المنصب، تحت ضغوط ومطالب المستثمرين بضرورة اختيار قيادة جديدة لشركة التكنولوجيا العملاقة، معتبرين أنها بحاجة إلى تغيير إداري مهم لكي تصبح أكثر إبداعاً وجلباً للربح.

بعد خمسة أشهر من البحث، ومقابلات نحو 100 شخص تم تحديدهم للاختيار، تم اختيار الهندي ساتيا ناديلا، الذي كان يعمل موظفاً مغموراً في «مايكروسوفت» منذ 22 عاماً، لمنصب الرئيس التنفيذي، وهو ثالث شخص يترأس هذه الشركة العملاقة، ما يعد سابقة من نوعها.

الرجل اللطيف للغاية

يقول ريد هاستينغز، عضو سابق في مجلس إدارة «مايكروسوفت»، كل من يعرف ناديلا يعرف جيداً أنه قوي فكرياً، ولديه نظرة خارقة تخففها ابتسامته الناعمة، المشوبة بشيء من الدهاء، وإذا كان ستيف بالمر دينامو التسويق في «مايكروسوفت»، فإن ناديلا هو خلاصة الفكر الهندسي فيها. أما ماتمكليوين، من أصحاب رؤوس الأموال في مدينة سياتل التجارية، فيقول عنه: «ناديلا على وجه الخصوص محبوب، ويحظى باحترام الجميع داخل شركة مايكروسوفت، ولكونه لطيفاً للغاية، يخشى بعضهم من طريقة تعامله مع القرارات الصعبة المقبلة».

لكن ناديلا كان واثقاً بخبرته وكثيراً ما كان يردد قائلاً «إن ممارسة الكريكيت أكسبته مهارات القيادة وروح العمل الجماعي، وهو ما ساعده كثيراً في التعامل الجيد مع جميع المواقف التي واجهته خلال مسيرته في الكثير من الشركات العالمية».

مواجهة الواقع

خلال أسابيع من استلام منصبه قاد ناديلا ثورة داخل «مايكروسوفت»، بدأها بنظام «ويندوز»، ثم صفقة الاستحواذ على «لينكدإن»، ثم انضمام «مايكروسوفت» إلى مؤسسة «لينيكس»، التي كانت خطة طارئة لإنقاذ شركة قادتها سياسة الاحتكار والتعنت إلى نتائج كارثية. كما أوقف ناديلا الحرب بين «مايكروسوفت» و«أبل»، وبدأت «مايكروسوفت» وضع برمجياتها في أجهزة «آي باد» و«آي فون»، إضافة إلى خدمات التخزين السحابي. وأدخل المدير الهندي الجديد الشركة العملاقة في سوق نشطة جديدة، وهي «إنترنت الأشياء» (IoT)، ومن المتوقع أن يتفوق حجمها على 1.6 تريليون دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.

وأقنع ناديلا المطورين بتصميم المزيد من التطبيقات لـ«ويندوز 8» و«ويندوز فون»، وقدّم لهم ما يعرف بالكأس المقدسة في تطوير التطبيقات والأدوات، التي تسمح للمصمم بكتابة التطبيق مرة واحدة، وتحويله بسهولة إلى جميع إصدارات «ويندوز»: «ويندوز فون، ويندوز 8، Xbox ».

تحت قيادة ناديلا، أصبح بإمكان أي شخص يمتلك جهازاً لوحياً أصغر من 9 بوصات الحصول على نظام «ويندوز» مجاناً، ويبدو أنه بهذه الخطوة غير النموذج الربحي لنظام «ويندوز». ببساطة جمع ناديلا بين الثقة والتواضع، حيث سمّت صحيفة «وول ستريت» هذا الموقف الجديد من مايكروسوفت بـ«الشجاعة في مواجهة الواقع».

لقد أصبح ساحر التكنولوجيا بعد فترة قصيرة، شخصية ذات شعبية في أوساط الإعلام المختلفة حول العالم، وغالباً تتم دعوته متحدثاً في الكثير من الأحداث.

تدرج وظيفي

التحق ناديلا بشركة «مايكروسوفت» في عام 1992. وأخذ ناديلا يتسلّق سلم المناصب في الشركة بثبات، من خلال عمله المتفاني والمميز، كما بدأ يشارك في اتخاذ القرارات المهمة في بعض مصالح الشركة، وكان إنجازه الأبرز في الشركة عندما كان يترأس قسم الخدمات السحابية والمشروعات، حيث قام بتطوير هذه التقنية الجديدة، وكانت النتيجة إصدار أعظم كيان معتمد على الحوسبة السحابية في العالم، وهو ما يعرف الآن بـ«مايكروسوفت آزور».

في عام 2011 وصلت العائدات السنوية لقسم الحوسبة السحابية إلى ما يقارب 16.6 مليار دولار، بعد فترة قصيرة من تعيينه رئيساً لهذا القسم، وخلال ثلاث سنوات لاحقة وصلت العائدات السنوية إلى ما يقارب 20.6 مليار دولار.

مرتب مغرٍ جداً

كشفت «مايكروسوفت» عن المبلغ الذي تدفعه لمديرها التنفيذي، ساتيا ناديلا، وقالت الشركة في تقرير لها إن مرتب ناديلا يقدر بـ84 مليون دولار، بين راتب أساسي ومكافأة، حيث يقدر راتبه الأساسي بـ918 ألفاً و917 دولاراً، ومكافأة نقدية قدرها 3.6 ملايين دولار، إضافة إلى منحة تمنح له لمرة واحدة من الأسهم، تبلغ قيمتها 59.2 مليون دولار لن يتمكن من صرفها حتى 2019، ومنحة أخرى لمرة واحدة بقيمة 13.5 مليون دولار، تم إعطاؤها له في أغسطس 2013، خلال عملية البحث عن المدير التنفيذي، إضافة إلى الكثير من المنح التي يحتويها العقد.

ميلاد ناديلا

ولد ساتيا ناديلا في 19 أغسطس عام 1967، في أنانتابور، عندما كان طفلاً قام والده بتعليق ملصق ضخم لكارل ماركس في غرفته، لدفعه إلى التعليم. ورداً على ذلك، علقت والدته صورة أكبر من لاكشمي لتذكيره بالسعادة في كل ما يفعله، في حين أن الطفل ناديلا لم يكن يعرف ما يريده، فقد كان مهووساً بالكريكيت.

بعد أن أنهى ناديلا دراسته المدرسية في مدرسة حيدر آباد العامة، سجّل في معهد مانيبال ليتابع دراسة هندسة الكهرباء، وفي ما بعد تابع دراسة علوم الحواسيب.

عندما تخرج في الجامعة عام 1988، قرر أن ينتقل إلى خارج البلاد ليكمل تعليمه العالي، فانتقل إلى الولايات المتحدة ليدرس بجامعة ويسكونسن ميلووك الماجستير في علوم الحاسوب وتخرج فيها عام 1990.

دفعته رغبته للتفوق في مجال الشركات العالمية انتقل للدراسة في أشهر كليات إدارة الأعمال في العالم وهي كلية بوث في جامعة شيكاغو، وقد حصد الماجستير في إدارة الأعمال MBA. بعد أن أكمل تعليمه بدأ ساتيا مهنته مع شركة صن ميكروسيستمس،حيث عمل مع الشركة لفترة وجيزة، انتقل بعدها إلى مايكروسوفت عام 1992.

تعلم وسعادة

وُلد ساتيا ناديلا في 19 أغسطس عام 1967، في أنانتابور، عندما كان طفلاً قام والده بتعليق ملصق ضخم لكارل ماركس في غرفته، لدفعه إلى التعليم، وعلقت والدته صورة أكبر للفيلسوف لاكشمي لتذكيره بالسعادة في كل ما يفعله.

تويتر