مطبخ «طيران الإمارات» يخدم كل يوم 450 طائرة

سعود المطروشي.. شيف إماراتي في أكبر مطبخ بالعالم

المطروشي: كل العاملين في المكان من المحترفين ولا مجال للخطأ أو التأخير من المصدر

كشف الشيف الإماراتي، سعود المطروشي، الذي يعد أول إماراتي يعمل في منصب شيف تنفيذي رئيس في قسم تموين الطائرات بـ«طيران الإمارات»، أن «طيران الإمارات» تمتلك أكبر مطبخ في العالم، حيث يخدم مطبخها كل يوم ما يقارب 450 طائرة، ويقدم ما يزيد على 185 ألف وجبة في الأيام العادية، ويزيد العدد أحياناً ليصل إلى 250 ألف وجبة يومياً، في حين تقدّر مساحة المطبخ بمساحة 12 ملعب كرة قدم، ويعمل فيه 11 ألف موظف تقريباً، موضحاً أن كل العاملين في المكان من المحترفين، فلا مجال للخطأ أو التأخير، فالعمل يستمر طوال 24 ساعة في ثلاث مناوبات.

المطروشي كشف في حواره مع «الإمارات اليوم» أن مطبخ «طيران الإمارات» يقسم إلى أربعة أقسام، هي: المطبخ الساخن الذي تعد فيه الوجبات الرئيسة، والمطبخ البارد وهو مخصص للسلطات، وقسم المخبوزات، ثم المطبخ التحضيري الذي يمثل آخر مرحلة قبل خروج الطعام للطائرة، معلقاً أنه في بداية التحاقه بالعمل كان يضيع في المكان نظراً إلى اتساعه وتعدد مداخله ومخارجه، كما احتاج إلى أسبوعين لمراجعة قائمة الطعام التي يتم تقديمها على الطائرات كاملة، لأنها مقسمة لأربعة مواسم، وتختلف الأطباق في كل موسم عن الآخر حتى لا يكون هناك تكرار.

تحديات

عن التحديات في مجال عمله، أوضح المطروشي أنها لا تتوقف على العدد الهائل من الوجبات الذي يتم إعداده يومياً، فالمنافسة في مجال وجبات الطائرات أقوى من المنافسة بين المطاعم، مضيفاً: «الصعوبة أننا نتعامل مع مختلف الجنسيات من جميع أنحاء العالم، وعلينا أن نرضي الجميع، بعض الركاب يأتي ترانزيت وربما ليس لديه فكرة عن الأكل العربي، فلابد من تقديم وجبات يتقبلها ويحبها، لذا نقدم عادة الوجبات بناء على الوجهة التي تتجه إليها الطائرة، بمعنى إذا كانت الطائرة متجهة إلى اليابان لابد أن تتضمن القائمة مأكولات يابانية، إلى جانب ذلك نحاول أن نعرّف المسافرين من مختلف الجنسيات بالأكلات العربية والخليجية ودمجها مع الأكلات العالمية، بطريقة مقبولة تناسب كافة الأذواق، ونستفيد في ذلك بما يصلنا من تعليقات ومعلومات عديدة من معظم الركاب»، لافتاً إلى أن العمل لا يخلو من طلبات غريبة ترد إليهم، أو خيارات غير شائعة لتوفيرها ضمن قائمة الوجبات على «طيران الإمارات»، مثل توفير وجبات مناسبة لمرضى السكري وأخرى خالية من الجلوتين، والوجبات الخالية من مشتقات الألبان، ووجبات نباتية، وهناك كذلك وجبات دينية، بعضها غير شائع مثل ديانة في الهند اسمها «جين» لا يأكل اتباعها سوى أكلات نباتية على أن تخلو من أي نبات ينمو تحت الأرض، مثل البطاطس والثوم والجزر وغيرها، ولابد أن يتم توفير وجبات بديلة تتناسب معهم.

ووصف الشيف المطروشي التحديات والضغوط التي يتسم بها عمله بـ«الجميلة»، خصوصاً أنه بطبعه لا تناسبه الأعمال المكتبية الروتينية.

«دبر أكلك»

وعن تجربته في برنامج الطهي الجديد «دبر أكلك» الذي يعرض حالياً على قناة «Quest عربية»، قال الشيف سعود المطروشي إن أكثر ما جذبه في البرنامج هو ما يتضمنه من تحدٍّ عبر التنافس مع طهاة معروفين، كما يوفر البرنامج فرصة للتعرف إلى الثقافات والمطابخ المختلفة للدول والشعوب، وكذلك تعلم طرق الصيد البدائية، وكيفية إعداد الطعام باستخدام إمكانات قليلة، بعيداً عن المطابخ الحديثة والمجهزة التي اعتادها خلال عمله، موضحاً أن فكرة البرنامج مختلفة عن غيره من برامج الطهي، فهي تقوم على تعاون الطهاة مع السكان المحليين في صيد الحيوانات وإعداد وجبات طعام تقليدية بأساليب بدائية، من أجل إقناع لجنة من الحكام تتألف من أعضاء القبيلة المحلية أو أهل البلد الذي يجري التصوير فيه، وهو أمر ليس سهلاً، حيث يجب على الطهاة استخدام مكونات محلية وهو أمر صعب، لأن الأكلات تتنوع من مكان لآخر، وطريقة الطبخ تختلف، وأضاف: «زرنا دولاً مختلفة وتعرفنا إلى ثقافات متعددة وأكلات لم نكن نعرفها، وأعتبر أن أفضل تجربة مررنا بها خلال التصوير كانت في منطقة ضانا جنوب الأردن، لأن المكونات والنكهات عربية وقريبة لمنطقة الخليج، بينما كان الطبخ في رومانيا تحدياً صعباً نظراً إلى اختلاف البيئة والمكونات المحلية، واستخدامهم مكونات كنت أتعامل معها لأول مرة مثل نبتة اسمها ذيل القطة».

سوء استخدام

المطروشي اعتبر أن برامج الطبخ صارت مكررة، حيث تقدم الأكلات نفسها بالطريقة نفسها تقريباً من دون اختلاف أو تجديد، معرباً عن انزعاجه مما سماه «سوء استخدام لقب شيف»، موضحاً أن هذا اللقب لا يجب أن يحصل عليه إلا دارس في هذا المجال، أو من مر بمرحلة تدريبية متطورة تؤهله للحصول عليه، فهناك مراحل وتدرج في الألقاب التي يحصل عليها الطاهي حتى يصل إلى لقب شيف ثم شيف رئيس، تماماً كما في السلك الشرطي أو العسكري، حيث يمر الجندي برتب وألقاب مختلفة مع تقدمه في الخبرة والمعرفة، كما أن خبرة الشيف لا تقتصر على إعداد أكلات لذيذة فقط، ولكن تشمل معلومات صحية وغذائية عديدة، مثل أسعار المكونات وطرق تخزين الطعام، وكيفية التعامل معه وتجهيزه وتقطيعه وحفظه وغيرها.

ودعا المطروشي الشباب الإماراتي الذي يحمل شغفاً بعالم الطهي إلى تنمية هذا الشغف وتحويله إلى مهنة، لأن هذا المجال مازال يحتاج إلى إسهامات أبناء الوطن، لافتاً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تغيراً في فكر الشباب والأسر الإماراتية، ودخلت بعض الأسماء في مجال الطهي، بعد أن كان الآباء يسعون إلى إلحاق أبنائهم بمجالات محددة، مثل الهندسة والطب والطيران وغيرها، وكان قليل من الأهل من يقبل أن يدفع نظير دراسة ابنه أو ابنته في مدارس الطهي، وهي مكلفة.

وسائل التواصل الاجتماعي

اعتبر الشيف، سعود المطروشي، أن وسائل التواصل الاجتماعي أفادت مجال الطهي، لأنها أسهمت في تقديم العديد من المواهب التي لم تكن معروفة، وكشفت من يعرف يطبخ ومن لا يعرف، موضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور في انتقاله للعمل بـ«طيران الإمارات»، الذين وجدوا طريقته، التي تعتمد على البحث عن الجديد من خلال دمج أشياء ومكونات مختلفة مناسبة للعمل في الشركة «فقد كانوا يطلبون من يدمج بين أصناف عربية ونكهات أخرى، ليضيفها إلى قائمة الطعام لديهم وهو ما أعمل عليه حالياً».

فكرة مختلفة

يقدم برنامج «دبر أكلك» فكرة مختلفة، حيث يغادر خمسة طهاة معروفين مطابخهم الفاخرة ليخوضوا تحديات بدائية صعبة، ويطّلعوا على نواحٍ مختلفة من الثقافات المحلية والعادات والتقاليد السائدة في رومانيا والأردن والمغرب والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. وهؤلاء الطهاة هم: خالد عارف وبدر فايز من السعودية، وسعود المطروشي من الإمارات، ومن الكويت عادلة الشرهان، ووسام مسعود من مصر.

 185

ألف وجبة يقدمها المطبخ يومياً، ويصل العدد أحياناً إلى 250 ألف وجبة.

12

ملعب كرة قدم مساحة المطبخ، ويعمل فيه 11 ألف موظف.

تويتر