ندوة جمعت الساعدي والعميمي

«السرد الإماراتي» لا يناسب التوقعات في «اتحاد كتّاب الإمارات»

سلطان العميمي يتوسط مريم الساعدي وآن الصافي. الإمارات اليوم

نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، ندوة بعنوان «السرد الإماراتي بين الواقع والتوقعات»، شارك فيها الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي، والكاتب الإماراتي سلطان العميمي، وأدارتها الكاتبة آن الصافي. وخلصت الندوة إلى ضرورة أن يتواكب الأدب مع ما تصل إليه الدولة في المحافل المختلفة

والمتنوّعة، مجتمعين ضيوفاً وحضوراً على ضرورة إعادة مساق الفلسفة إلى المدارس والجامعات، كي تتم محاربة الأفكار المتطرّفة.

وأكد العميمي أن عدد المسابقات المحلية والجوائز ليس من الضروري أن يكون عاكساً للمشهد السردي في الدولة، وقال: «لدينا المسابقات والجوائز وتزايد في عدد الكتّاب والقرّاء، ولا شك أن كل هذا يعمل توفير تراكمات من حيث العدد، وليس من حيث الإبداع»، وأضاف: «لعدم التواصل مع فكرة الإبداع يصبح بعض الكتّاب أسرى الأضواء والشهرة، لأن مفهوم العملية الإبداعية غير حاضر في وجدانهم».

وتساءلت الساعدي، التي انتهت، أخيراً، من إصدار روايتها «مملكة النحل في رأسي»: «أين الإنسان الإماراتي من الأدب والإبداع ونحن اليوم نشهد انطلاق (خليفة سات)؟»، وقالت: «الكاتب الإماراتي عليه مسؤولية مضاعفة أكثر من أي شخص، نحن ولدنا مع حداثة دولتنا، رافقناها يوماً بيوم، لا شك أن الأدب يحتاج إلى تجارب تراكمية، لكننا نتحدث عن السرد الحديث المتسق مع حداثة دولتنا»، وأضافت: «لدينا دعم حكومي مطلق يفتقدونه كتّاب من العالم، لكن هذا الدعم أوجد حالة من الاستسهال وحالة من الكم وليس للكيف»، وقالت: «يتم اتهامي دائماً بالسلبية، لأنني لا أحتمل وجود بعض الكتب التي تتصدر المشهد الأدبي الإماراتي وهي لا تقدم إبداعاً نستطيع أن نفخر به»، مشيرة إلى أن «الإيجابية لا تعني أن ترى السيئ

وتقول إنه جيد، بل يجب نقده لتطويره، الوضع القائم غير مبشر».

وتأسف العميمي عن حال بعض الروّاد من الكتّاب الإماراتيين، الذين أسروا أنفسهم في بروج عاجية يرفضون حتى الحوار مع الأجيال المتعاقبة، وقال: «يوجد على الأقل ثلاثة أجيال من الكتّاب، وأنا أعتبر نفسي من الجيل الوسط، وعملياً يوجد بيني وبين جيل الروّاد شبه قطيعة، لكن هذا ليس اتجاهاً، فيوجد من جيل الروّاد مثل حبيب الصايغ وحبيب غلوم وعلي أبوالريش اهتمامات بمواكبة كل الإنتاجات الأدبية الإماراتية، لكن هناك من حبس نفسه، ولا يرى غير نفسه، ولا يقرأ لكتّاب من الأجيال الذين لحقهم، ثمة تجاهل واضح ومرير خلق عدم رغبة للجيل الجديد في أن يقرأ لهم أيضاً».

وقالت الساعدي: «ثمة جيل حالي ثقافته غربية بسبب أن اللغة الإنجليزية طاغية في المشهد، وهذا ما يجهله يبحث عن الأدب الغربي، الذي من خلاله يصبح عنيفاً تجاه الأجيال السابقة، وهذا تلمسه من خلال تعليقاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي،

وأنا أوعز السبب لعدم وجود فعاليات مهمة في تجميع كل هؤلاء تحت قبة واحدة، وعدم تقبل الجيل القديم لفكر الجيل الحديث خلق فجوة كبيرة، وعدم الحرص على اللغة العربية في المدارس، من خلال استقدام معلمين لديهم الشغف في اللغة كمعلمين يجذبون أجيالنا المقبلة إلى (العربية).. كل هذه العوامل خلقت ما خلقته من صراعات تراها حاضرة في وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن القيمة التي يستمدها الكاتب من جمهوره».

تويتر