«قوة الاختيار».. تحديات المـرأة غـير العاملة بالأرقام

أطلقت مؤسسة دبي للمرأة أخيراً تقرير «قوة الاختيار: بحث في قرارات المرأة المتعلقة بالعمل ووجهات نظر المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وهو ثمرة دراسة بحثية ومقابلات شخصية أجرتها مؤسسة دبي للمرأة على فئة المرأة الإماراتية غير العاملة، من خلال عينة تمثل إمارات الدولة كافة، بهدف الوصول إلى فهم أفضل بشأن اهتماماتها وتطلعاتها.

ويُعد هذا التقرير هو الأول من نوعه في الدولة، وإحدى أهم مبادرات ومشروعات مؤسسة دبي للمرأة، حيث يركز على شريحة من النساء الإماراتيات، هي شريحة المرأة غير العاملة، متناولاً التحديات التي تواجهها وأسباب عدم انضمامها لسوق العمل، واقتراح السياسات الملائمة للاستفادة من قدراتها في مسيرة التنمية، وتعزيز المكتسبات والنجاحات التي حققتها المرأة الإماراتية في المجالات كافة، وما وصلت إليه من مستوى تعليمي متقدم ومكانة عالمية مرموقة.

ينطلق التقرير من التعريف بمفهوم «النساء قيد الاختيار» لوصف المرأة التي لا تعد جزءاً من سوق العمل حالياً، فهي إما لم تعمل من قبل أو عملت في الماضي لفترة معينة، كما أنها إما قررت بالفعل أو أنها لاتزال قيد الاختيار فيما إذا كانت ستنخرط في سوق العمل أم لا. وقد أعربت 80% من المشاركات في الدراسة، عن رغبتهن في العمل، إلا أن صيغة العمل قد تتخذ صيغاً وأشكالاً عديدة بالنسبة إليهن بما يتلاءم وتطلعاتهن وظروفهن الأسرية.

وخلصت الدراسة إلى عددٍ من النتائج، منها أنه مع تطور التفكير المجتمعي والثقافي في ما يتعلق بالأدوار التي يمكن للمرأة، وينبغي لها، أن تلعبها من أجل المساهمة بفاعلية في المجتمع وعلى نطاق أوسع، والنظر إلى المرأة في المناصب القيادية بتقدير واحترام عالٍ، فإن السيدات الأصغر سناً، اللواتي نشأن مع أمهات عاملات أو غيرهنّ من السيدات العاملات اللواتي مثّلن قدوة لهن، أصبحن يتطلعن إلى خيار العمل خارج المنزل بشكل متزايد، في ظل الظروف المناسبة. وقد مكّنت هذه التغيرات المرأة الإماراتية اليوم من تبوّؤ مكانة مهمة، وأصبحت قادرة على اختيار مستقبلها وتحقيق إمكاناتها واختيار الكيفية التي ترغب من خلالها في المشاركة في المجتمع والاقتصاد.

كما تزايدت طموحات المرأة الإماراتية لتحقيق النجاح في مختلف الأدوار: كزوجة وأم، فضلاً عن كونها امرأة عاملة ومساهمة في بناء دولتها ومجتمعها. وتقدّر المرأة الإماراتية خدمتها للوطن والمجتمع، وترغب في الاستفادة من تعليمها وروح المبادرة لديها في سبيل تحقيق ذاتها.

وأوضحت الدراسة أن أكثر من 80% من «النساء قيد الاختيار» لديهنّ أطفال. وعلى الرغم من أن وضعها كزوجة وأم يمثل الأولوية الأهم، إلا أنها ترغب في تحقيق حياة مهنية ناجحة أيضاً. وتُعدّ خيارات العمل المرنة، بما في ذلك العمل بدوام جزئي وساعات عمل قصيرة وفرص الأعمال الصغيرة، ضرورةً بالنسبة لها لتحقيق التوازن بين عملها وحياتها الأسرية.

وجاء في التقرير أن 90% من «النساء قيد الاختيار» حصلن على تعليم ثانوي وأعلى، و47% منهن لديهن شهادة بكالوريوس وما فوق، ومع ذلك فإنها تسعى لمواصلة تعليمها.

وتضمنت الأسباب التي ساقتها «النساء قيد الاختيار» لترك المرأة سوق العمل، ساعات العمل غير المناسبة والروتين اليومي والتوازن بين الحياة والعمل، ما يجعل هذه الدراسة منطلقاً لدراسة هذه التحديات والتغلب عليها بتحفيز مبادرات من شأنها توفير خيارات إضافية لاستقطاب النساء غير العاملات إلى سوق العمل والاحتفاظ بالكفاءات النسائية، في ما تمثلت العوامل الأكثر حضوراً لدخول سوق العمل في الاستقلال المالي وتحقيق الذات والاستفادة من التعليم.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر