أطلقت أول صالة عرض فوتوغرافية من دبي

صفاء الحامد: بدأت من العالمية وعيني على المواهب الإماراتية

صفاء الحامد كرّست حالة إبداعية خاصة وقدمت فن التصوير برؤية جديدة عبر مشروع «ذا إمبتي كوارتر». تصوير: أحمد عرديتي

كان الشغف بوضع بصمة خاصة بالحضور النسائي في بلدها والتعلق الكبير بمشروعها الفني، أبرز سمات لقاء رائدة الأعمال الإماراتية صفاء الحامد، صاحبة أول صالة عرض للأعمال التصويرية في الشرق الأوسط، التي أصرت على مدار السنوات الماضية على تكريس حالة إبداعية خاصة عبر الاحتفاء بفن التصوير وتقديمه برؤية جديدة تفرّدت بها الحامد عبر مشروع «ذا إمبتي كوارتر».

«الغاليري» الذي أسسته صفاء لتنفذ به جزءاً من أحلامها الكبيرة وخطواتها التي تقاسمتها مع المصورة الفوتوغرافية العالمية الأميرة ريم الفيصل، انطلق من قلب دبي، حاملة معها طموحاتها بتأسيس منصة محلية رائدة تناشد العالم وتستقطب أهم أقطابه الفنية، وتفتح أبواب المستقبل للتجارب الإماراتية الصاعدة لتقديم أعمالها وتكريس إبداعاتها في مختلف ميادين هذا الفن.

صدف صنعت الفرق

في مستهل حديثها، لفتت صفاء إلى شغفها القديم بميدان التصوير والصدف التي صنعت في حياتها الفرق وكان أبرزها لقاءها الأول بالأميرة ريم الفيصل وفكرة إنشاء «الغاليري» التي طرحت آنذاك قائلة «عشقت فن التصوير لدرجة دفعتني إلى السفر حول العالم لزيارة أغلب المعارض المتخصصة سواء في أميركا أو باريس أو العاصمة البريطانية، التي تعرفت فيها إلى ريم الفيصل، المصورة العالمية المعروفة التي تعيش بين جدة وباريس ولندن، والتي أعربت عن رغبتها في عرض أعمالها في دبي، الأمر الذي دفعني للتفكير بجدية في إقامة معرض خاص لأعمالها الفنية»، وتابعت «لم تكن هناك صالات عرض فنية متخصصة في أعمال التصوير الضوئي في دبي، الأمر الذي اضطرني إلى عرض أعمال الأميرة في قاعات مركز دبي التجاري العالمي، قبل أن نفكر معاً في إرساء مقومات مشروع الغاليري الخاص وافتتاحه بشكل رسمي في عام 2009».

الأميرات السبع

في المقابل، وبفخر بدا جلياً تستذكر صفاء معرض تصوير ضوئي في الشرق الأوسط أشرفت على إقامته في دبي، واهتم بعرض أعمال المصورة العالمية الشهيرة «إيف أرنولد» الخاصة، حيث تعرف الجمهور على إبداعات الأميركية الشهيرة التي شهدت انطلاقتنا نحو العالمية، وفتحت أمامنا آفاقاً أرحب تجلت لاحقاً في معرض «الأميرات السبع» الذي استضافه الغاليري للمصور الصحافي العالمي ستيف ماكوري، في الوقت الذي كنا سباقين في عرض أعمال المصور الفرنسي المعروف رونالد ميشو، وزوجته المغربية صابرينا التي استهواها سحر الكاميرا، فقررت أن تسلك درب زوجها وتكون رفيقته في رحلة الـ40 عاماً، التي قضاها الزوجان في التقاط مئات الصور في كل من أفغانستان ودول آسيا وعدد من الدول العربية.

لا تراهن صفاء على النجاحات المحلية والإقليمية فحسب، بل ترقى بأحلامها إلى حدود العالمية، لتدخل في صراع دائم مع نفسها وصراع مستميت للبقاء على قيد النجاح، الذي لم تستشعر ملامحه إلا بعد رحلة طويلة ومضنية من الكفاح الذي رفع شعار الإصرار والصدقية والالتزام، فقادها إلى استقطاب أهم وأكبر الأسماء العالمية في هذا المجال «منذ قرابة 10 أعوام وأنا أدافع بعزيمة صادقة عن هذا المشروع، مدفوعة في ذلك بقناعة راسخة بأن الاستثمار في الفن يختلف تماماً عن مفاهيم الربح والخسارة المتصلة بالمشروعات التجارية الأخرى»، وتابعت «لم تكن توقعات النجاح الباهر مضمونة في الحقيقة، خصوصاً في ظل الضعف العام، الملاحظ في الإقبال على اقتناء هذه النوعية من الأعمال الفنية التصويرية رغم أنها تنطق دوماً بخلفياتها الجمالية والفنية وبجهد الفنان وبحثه عن الدلالات»، وتضيف «أقر بأنني لم أتجاوز عقبة الصعوبات المادية إلى الآن، وأنني لا أزال أحاول تغطية نفقات (الغاليري) عبر أنشطة موازية يستقطبها المشروع لتغطية مصروفاته، مثل خدمات الطباعة المتميزة التي نوفرها بمواصفات عالية للصور الفنية وبإشراف خبرات عالمية محترفة في المجال، أو ما نوفره أيضاً من فرصة لإقامة الفعاليات والأحداث الفنية والتجارية المهمة لعدد من العلامات والأشخاص في دبي».

دعم المواهب الإماراتية

تشير الحامد إلى تصديها خلال السنوات الماضية، لإقامة عشرات المعارض المحلية لأسماء إماراتية معروفة في مجال التصوير مثل الإماراتي علي بن ثالث، وأماني الشعالي، وعمر الزعابي والعديد من الوجوه المتميزة الأخرى «أحاول تقديم الفرصة السانحة لهذه المواهب والأسماء المعروفة على الساحة الإماراتية والخليجية، وإن كنت في أغلب الأحيان محكومة بظروف العرض ومواقيته»، في حين كشفت صاحبة «ذا إمبتي كوارتر» عن استعدادها لاستقبال الأعمال المبدعة وعرضها في فترة الصيف، وهي مبادرة، ستأخذها على عاتقها لتشارك بها أصحاب هذه الأعمال في تقديمها بشكل أفضل، وتتابع «أناشد من هذه المنصة الجهات الثقافية في الدولة، لبناء شراكات معنا لمساعدة المواهب المحلية في تقديم أعمالها وطرحها على صعيد عالمي، وأعتقد أن غاليري (ذا إمبتي كوارتر) مؤهل بجدارة لأن يكون جسراً عالمياً للثقافات وبوابة نضمن بها العبور إلى تجربة العالمية، وذلك في ظل ما نمتلكه اليوم من مؤهلات وخبرات وعلاقات مع أغلب المعارض العالمية، سواء في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والصين».

أيقونة عالمية

تتحدث صفاء عن أحلامها بتحويل «ذا إمبتي كوارتر» إلى علامة فنية مسجلة في قائمة أشهر صالات العرض العالمية، رافعة شعار الصبر والاجتهاد وأعلى مستويات الجودة الفنية التي تعول فيها على خبرتها وعلى ثقة فريق عملها الذي «يشاركها الهموم اليومية والطموحات»، إضافة إلى شريكتها «التي ساعدتها كثيراً في تطوير المشروع بفضل شبكة واسعة من العلاقات الفنية المتجددة والمثمرة مع كبار المصورين حول العالم».

- سافرت حول العالم لزيارة أغلب المعارض المتخصصة.

- الاستثمار في الفن يختلف عن مفاهيم الربح والخسارة في التجارة.

تويتر