تلقى رواجاً بين الشباب للغناء أو إلقاء الشعر

أكشاك الكاريوكي في الصين.. ملاذ آمن للانطوائيين

الاتصال بالإنترنت يجعل تجربة كشك الكاريوكي مميزة بصورة خاصة. رويترز

يبدو كأنه أحد أكشاك الهواتف في الخيال العلمي، لكن بدلاً من أن يقوم الشخص المتواجد داخل الكشك بالتحدث في الهاتف، من المفترض أنه يقوم بالغناء بمفرده أو مع شريك له. إنه كشك كاريوكي صيني، وهو مثال على الاتجاه الذي يلقى رواجاً حالياً في مراكز التسوق وقاعات الألعاب بالبلاد وخاصة لدى الاشخاص الانطوائيين.

ويعمل إطار من الفولاذ المطلي باللون الأسود على حمل جدران الكشك الزجاجي، إضافة إلى وجود ستار يحجب الزائر عن العالم الخارجي. وبعد دخول الغرفة الصغيرة سيجد المرء شاشتين ومكبري صوت، بالإضافة إلى مقعدين من مقاعد الحانات، وبعبارة أخرى ليس هناك مجال للزحام.

وتجلس الطالبتان لي جينجيا ودوان هويمين في كشك واحد، وهما تستخدمان سماعات الرأس وتقومان بغناء أغاني بوب صينية، وتستطيع الشابتان الاختيار من بين أغنيات يابانية وكورية وإنجليزية، تشمل أغاني عالمية مثل «Someone like you» (شخص مثلك) للنجمة الشابة أديل و«My Heart Will Go On» (سيستمر قلبي) للنجمة العالمية سيلين ديون.

وتقول الصديقتان إن كشك الكاريوكي عملي ومسلٍّ. وتقول دوان (22 عاماً): «عندما تخرج للتسوق وتبدأ تشعر بالملل يمكنك ببساطة دخول الكشك وغناء شيء ما».

• 2013 العام الذي ظهرت فيه أكشاك الكاريوكي في الصين.

كما يجعل الاتصال بالإنترنت تجربة كشك الكاريوكي مميزة بصورة خاصة، ومن الممكن لمستخدمي الهواتف الذكية الذين يثبتون تطبيق «WeChat» الإلكتروني الصيني، استخدام هواتفهم المحمولة لتحديد الأغاني وتسجيل أدائهم لها، ثم يمكنهم بعد ذلك مشاركة تسجيلاتهم مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى من خلال البث المباشر لها، ولكن الأمر لا يتعلق بالأغاني فحسب، حيث يستخدم الناس أكشاك الكاريوكي لإلقاء القصائد الصينية، التي تشمل قصيدة «snow» (ثلج) الوطنية، للثوري الشيوعي الصيني ماو تسي تونج.

ويساعد تكييف الهواء وإضاءة السقف العاكسة على مساعدة المغنين على الشعور بالراحة قدر الإمكان، وهناك بالطبع فتحة لشحن الهواتف المحمولة، لكن حتى مع كل هذه الوسائل الإضافية للراحة هل ستحل أكشاك الكاريوكي محل حانات الكاريوكي التقليدية؟

تقول لي: «مازلت أفضل الأماكن العامة، حيث يبدو الامر هنا في الداخل مكتظاً بعض الشيء»، لكن لا يشعر الجميع بذلك، ولاسيما بالنسبة للانطوائيين من عشاق الموسيقى، حيث تعتبر أكشاك الكاريوكي مثالية لهم، فعلى سبيل المثال، هناك وي شوهانج (24 عاماً).

وتقول: «إنني ببساطة أشعر في الكشك بأنني أكثر أمناً وأستمتع بالغناء بنفسي». إنها تفضل جو المقصورة، لأنها ترى أن حانات الكاريوكي الصينية أماكن فوضوية، حيث يتم تناول الكثير من الكحوليات.

وفي حين أنه غالباً ما يتم غناء الكاريوكي في الحانات الغربية أمام جمهور كبير، عادة ما تستخدم الحانات الصينية الكثير من الغرف المنفصلة، ويعني ذلك أنك لا تعرف أبداً من الذي يحتفل في الغرفة المجاورة رقم «صفر»، ومن الذي من الممكن أن يسمع صوتك.

وتقول وي: «أنا ببساطة أحب محيط الكشك أكثر، حيث لا يكون هناك داع للقلق بشأن سلامتي، ولكنه مكلف بعض الشيء». وتبلغ قيمة قضاء نصف ساعة في كشك الكاريوكي 57 يواناً (نحو 8.75 دولارات).

وتلقى أكشاك الكاريوكي التي تم تقديمها أول مرة عام 2013 حالة من الرواج، وبحلول عام 2016 كان قد تم الانتهاء من تركيب نحو 20 ألفاً منها في أنحاء الصين، بينما يقدر الرقم حالياً بأكثر من 30 ألفاً.

ويتوقع محللو السوق ارتفاع أعداد أكشاك الكاريوكي، حيث يتوقعون أن يصل في يوم من الأيام إلى 200 ألف كشك، وتراوح كلفة الكشك بين 20 ألفاً و30 ألف يوان (3080 و4615 دولاراً). ويقول المحللون إنه من الممكن استرداد كلفة الكشك في غضون نصف عام.

تويتر