3 طلاب يتحدون جبل «بارديسو» في «عام زايد»

صورة

مدفوعين بالرغبة في إهداء إنجاز للوطن، خلال عام زايد، قام 3 طلاب في المرحلة الثانوية، بتسلق قمة جبل بارديسو، أعلى قمم إيطاليا،ورفع علم الدولة، خفاقاً، على ارتفاع 4061 مترا فوق مستوى سطح البحر.

و قبل القيام في هذه الرحلة خضع الطلبة الثلاث لتدريبات بدنية متخصصة، قبيل المغامرة، ما يؤشر إلى أن حماسة الطلبة جاءت مقرونة بنضج يدفع إلى ضرورة الإعداد الجيد للمهمة التي كانت شاقة وصعبة.

الطلاب الثلاثة جمعتهم، الدراسة بصفوف ذات المدرسة، ومن قبلها الانتماء للوطن،والرغبة في المشاركة في مشاعر الزهو والولاء التي ترسخها فعاليات «عام زايد»، وهي مشاعر استوعبت أيضاً إلى جانب طالبين إماراتيين، آخرين من الجنسية الهندية، قبل أن تمنع اصابة ألمت بأحدهما، قبيل السفر، إلى الاعتذار عن المشاركة في المهمة.

وخاض الطالبين الإماراتيين فيصل القاسمي وسلطان الكندري، وزميلهما الهندي برانجال باتشاني، برفقة جراهام مالكن مدير التعليم الخارجي بمدرسة «ريبتون» دبي، التي أشرفت على مهمة الطلاب الثلاث الملتحقين بمقاعدها الدراسية.

وأكد الطالب فيصل القاسمي ل«الإمارات اليوم» عن فخره، برفع علم الدولة، «على قمة جراند بارديسو الإيطالية، في عام زايد، لافتاً إلى أنه سعى إلى الإعداد الجيد للمهمة، قبل الشروع في بدئها، بوقت كاف، مضيفاً: خلال الفترة الماضية سعيت إلى تعزيز لياقتي البدنية من أجل هذا الانجاز، الذي تحقق في غماره الكثير من الثمار».

وأضاف: «إذا كان للسفر سبع فوائد، فلمثل هذه النوعية من المهام، فوائد أعظم، تعلمت الكثير من الخصال ومنها الصبر وتحمل المشاق للفوز بتحقيق الهدف وكيفية وضع خطط محددة في حياتي والعمل على تحقيقها والموازنة بين الدراسة والتدريب».

دعم الأسرة الكبر، كان حاسمأً في انجاز الرحلة، حسب القاسمي، الذي أضاف:«ارتباط المهمة بغاية وطنية، ضاعف من الدعم الكبير الذي قدمته أسرتي، وما ارتبط به من أثر إيجابي على تفاصيل الرحلة لنحظى في النهاية بتلك التجربة الرائعة».

وعن مشاعر الوصول للقمة، قال القاسمي: «سعادة غامرة أحاطتني لدى الوصول للقمة حيث رفعت برفقة زملائي علم الدولة أعلى القمة الجبلية، ما أتاح لي تجدد حلمي بتمثيل الدولة في إحدى البطولات العالمية، وهو أحد أهدافي التي سأعمل عليها».

فكرة وجود هدف سام، يتمثل برفع علم الدولة، أعلى القمة، كان ملهماً بالنسبة للطالب سلطان الكندري، الذي أضاف ل«الإمارات اليوم»: «رغم المشقة الكبيرة التي أحاطت الرحلة، إلا أن وجود انجاز مرسوم ومحدد لها، كان بمثابة الدافع القوي الذي يحثنا على المواصلة لتحقق الهدف».

وأضاف الكندري: «اكتسبت الكثير من المهارات عبر هذه الرحلة التي لن تغيب تفاصيلها عن ذاكرتي، وعلى رأسها ضرورة العمل كفريق واحد وهي من المهارات التي ساعدتنا كثيراً على النجاح في رحلة إيطاليا والتي كانت مليئة بالإثارة والمغامرة».

وتابع: «تعلمت أيضاً ضرورة الاستعداد جيداً وعدم الاستهانة بالعمل وأخذ الاحتياطات الضرورية حتى لا يذهب مجهودنا هباءً. وشعرت بالفخر لرفع علم دولتنا الحبيبة على قمة الجبل لتكون خفاقة عالية واستمراراً لوضع الدولة على خارطة الإنجازات العالمية وتبوؤها الصدارة في شتى المجالات».

الدعم الأسري لم يكن مقتصراً على الطالبين المواطنين، حيث يؤكد الطالب الهندي، المشارك في المهمة، برانجال باتشاني أن التجربته كانت غنية بالخبرات وحظيت بدعم كبير من قبل أسرته.

وعلى الرغم من الطابع الوطني للمغامرة، المرتبط برفع علم الإمارات أعلى القمة، إلا أن باتشاني أصر على المشاركة، مضيفاً: شغفي بالمغامرات يدفعني لتعلم كل ما هو جديد لذلك أحرص على تعزيز مهاراتي استعداداً للحياة العملية مستقبلا«.

ودعى برانجال أبناء المقيمين الأخرى للانخراط في مختلف الفعاليات المجتمعية حيث أن المجال مفتوح أمام الجميع للمشاركة وإثبات الذات مضيفاً:» الإمارات تتميز بدعمها وتشجيعها للمتميزين بمختلف جنسياتهم و ترسخ مفهوم التسامح والتعايش المشترك، فالجميع سواسية هنا في الحقوق والواجبات«.

وأوضح باتشاني أن الرحلة، جاءت بمثابة الفرصة السانحة، للتعبير عن تأثره بشخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مضيفاً:»تلهمني الكثير من مقولاته المحفزة ومن بينها قوله، «قد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا». حيث كانت لتلك المقولات أثراً بالغاً في تشجيعي وتحفيزي وترسيخ يقيني بأن لا حدود يجب أن تحد الرغبة في الإنجاز والإبداع «.

من جانبه قال جراهام مالكن مدير التعليم الخارجي بمدرسة ريبتون دبي ل» الإمارات اليوم«، أنه حرص على تسلق القمة بنفسه العام الماضي للتأكد من مدى إمكانية تحقيق ذلك مع الطلبة. واضاف: بعدها قررت خوض غمار التجربة رفقة مجموعة من طلبة المدرسة ومن ثم كانت بداية الفكرة قبل عام حيث عملت على التخطيط الدقيق للتجربة من ناحية التكلفة والبحث عن رعاة، التدريب والتأهيل البدني المنتظم للطلبة وصولاً لتحقيق هذا الإنجاز».

وتابع: «تأتي تلك المبادرة كإحد مسارات برنامج التعليم الخارجي والذي تتبناه المدرسة من الصف الثالث وحتى الثالث عشر حيث يبدأ بتقديم لمحات بسيطة عن البيئة المحيطة ومن ثم يزداد صعوبة على صعيد المناهج والتدريبات وصولاً لاختيار مجموعة من الطلبة لتسلق أعلى قمة جبلية في إيطاليا».

وأكد مالكن أن التعليم الخارجي يجب أن يكون جزءا أصيلا من المناهج الدراسية،حيث يسهم في تعزيز مفهوم العمل الجماعي، الاعتماد على الذات، بث الثقة في النفس، إدارة الوقت والعمل على حل المشاكل التي قد تواجه المتدرب وهي جميعاً من أهم سمات الشخص الناجح والإيجابي«.

وحول آلية اختيار الطلبة في هذه الرحلة تحديداًـ أشار مالكن إلى عدة معايير أهمها اللياقة البدنية وتحمل الصعاب وقبول التحدي والسعي نحو تحقيق الإنجازات والبعد عن الأعمال التقليدية وحب المغامرة والريادة». لافتا إلى أن أحد المرشحين تعرض تعرض لإصابة خفيفة قبيل السفر لإيطاليا منعته من السفر.

تويتر