الهادئ الرومانسي في «ليالي أوجيني»

ظافر العابدين.. ممثل يُجبرك على موافقته الرأي

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.


يرتبط حضور الممثل التونسي ظافر العابدين بالمسلسلات التي تعرض في شهر رمضان، حتى أصبح من الأسماء التي تتصدر قائمة الأكثر مشاهَدةً ومتابعة، كما لوحظ البحث عن عنوان العمل الذي يظهر فيه من قبل جمهور عريض من الوطن العربي، واستطاع ومنذ ظهوره في مسلسل «تحت السيطرة»، قبل أعوام، أن يترك بصمته ضمن شخصيات متعددة، لينتقل بعدها الى البطولة المطلقة التي تضع اسمه في مقدمة الشارة، مع مسلسل «الخروج» ومسلسل «حلاوة الدنيا»، وهذا العام يأتي مع شخصية الدكتور فريد في مسلسل «ليالي أوجيني»، للمخرج هاني خليفة، ليتصدّر اسمه شارة العمل، وليقدم شخصية رومانسية هادئة، هي أكثر الشخصيات التي تليق به حسب ما يتم رصده من ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي.

استطاع العابدين أن يقدم نفسه كممثل يعتمد على لغة وجهه أكثر من الكلام والحوار.

استطاع العابدين، من خلال شخصية الدكتور فريد، أن يقدم نفسه كممثل يعتمد على لغة وجهه، أكثر من الكلام والحوار البسيط، معتمداً على هواجس الدكتور فريد، والتي يعبر عنها من خلال الكتابة، لذلك ستتعرف إلى هذه الشخصية وهو يكتب ما يشعر به، خصوصاً بعد ظهور كريمة التي تؤدي دورها أمينة خليل، والتي يؤكد لها أنها السبب في فتح باب التعبير لديه، وهو الذي يحلم دائماً بكتابة رواية، العلاقة المعقدة بينهما ترتبط بظروف كل واحد منهما على حدة، فهو اضطر الى أن يتزوج من زوجة أخيه الذي توفي، وأن يكون أباً لابنته، حاول جاهداً أو هكذا يردّد دائماً أن يُنجح هذه العلاقة دون جدوى، ستتعاطف معه، وتقف الى جانب مشاعره حتى وأنت ترى أنه لم يحاول فعلاً، لكن للعابدين قدرته على جذبك الى موافقته دائماً، فأنت كمشاهد ستتورط في إعجابك به كممثل على حساب تفاصيل الحكاية، وستجتهد للوقوف الى جانبه ومتابعة تطور علاقته مع كريمة، وهي صاحبة الحكاية الأكثر تعقيداً.

وبالرغم من أن إيقاع العمل بطيء جداً، لكن ثمة عوامل كثيرة اجتمعت لتجعله من أفضل الأعمال لهذا العام، أهمها الصورة في الكادر نفسه، والألوان والأزياء، وطبيعة المعيشة في زمن ماضٍ في بور سعيد، كل هذا يظهر مع علاقة حب تتحدى صعوبات كثيرة، فتزيد المشهد جمالاً، في حضرة أعمال غالبيتها ترتكز على لغة الموت والدم والانتقام.

اختيار خليفة للممثلين في هذا العمل كان اختياراً موفقاً، واختيار ظافر العابدين ليكون بطلاً رئيساً كان موفقاً أكثر، حتى أنه من الصعب تخيل ممثل آخر يؤدي هذا الدور مع كل الأحاسيس المرهفة التي يمنحها، ومع أن العابدين في لقاءات كثيرة يؤكد أنه يحب الأعمال التي تعتمد على الأكشن والمغامرات، إلا أنه ومع كل دور يقدمه يعزز أن الرومانسية تليق به أكثر، فنجاحه في مسلسلي «تحت السيطرة» و«حلاوة الدنيا» كان أكبر من نجاحه في مسلسل «الخروج» القائم على التشويق والمطاردة، وهو اليوم يعود ليؤكد أنه يبدع أكثر ويوصل الإحساس بشكل أوسع، ويترك أثره لجمهوره عندما يؤدي شخصية الرجل الذي يحب ويعشق ويضحّي.

تويتر