مجالس الشواب في رأس الخيمة تستعيد ذكريات الزمان الأول

سوالف رمضانية.. أهالي الديرة على مائدة إفطار واحدة

صورة

عندما يلتقي الشواب في مجلسهم الرمضاني بمنطقة العبرة في رأس الخيمة القديمة، يسوقهم الحنين إلى الماضي، ليستعيدوا ذكريات تلك الأيام التي عاشوها، ورغم قساوتها يتحدثون عنها بفخر، مسترجعين ملامح رمضان البعيدة، حيث تجمّعات أهالي الفريج على مائدة واحدة، والرجال الذين كانوا يكافحون إما في الصيد أو الزراعة، والنساء اللواتي يقمن بكل مسؤوليات البيت، والصغار الذين يوقرون الكبار ويتسابقون إلى خدمتهم.

الرجال يكافحون، والنساء يقمن بمسؤوليات البيت،

والصغار يوقرون الكبار ويتسابقون إلى خدمتهم.

وقال جمعة موسى البقيشي: «لقد كان أهل الديرة يجتمعون لتناول وجبة الإفطار خارج بيوتهم على شكل تجمّعات، يفترشون الحصير الذي تصنعه النساء من سعف النخيل بتشكيلات متنوعة، ويصبغنه بألوان مختلفة جذابة».

وأضاف: «قبل لحظات من تناول وجبة الإفطار، كان الرجال ومن يكونون في ضيافتهم، يتجمّعون حول الموائد توطئة لسماع أذان المغرب، أو دوي المدفع من موقعه في الحصن (سابقاً) والمتحف (حالياً)، وتستمر جلسة الإفطار إلى ما بعد صلاة العشاء، وخلالها يقرأون أجزاء من القرآن الكريم بعد صلاة التراويح».

من ناحيته، قال عيسى حسن الزعابي إن «الأطفال كان لهم دور مهم في رمضان، فإلى جانب كونهم يؤدون فريضة الصوم، كانوا يتسابقون على تقديم خدمات لآبائهم وأجدادهم، مثل إحضار الماء للشرب والوضوء، وغسل الأيادي قبل الأكل وبعده، وتقديم العصائر والقهوة والشاي».

وتابع: «في تلك الأيام كان كل فرد في المجتمع على قناعة راسخة بأنه مسؤول عن أبناء الفريج جميعاً، فيسهم في تربيتهم وتهذيبهم، بل ومعاقبتهم إذا أخطأوا التصرف، ومقابل ذلك لا تبدي الأسرة اعتراضاً، إذ كان الأب، قبل مغادرته بيته مسافراً، يذهب إلى جاره ليطلب منه تشديد المتابعة على أبنائه طوال فترة غيابه».

من جهته، تطرق سالم إبراهيم سالم إلى الترابط الاجتماعي القوي، والأخلاق الحميدة التي بدت واضحة في احترام الأبناء، صغاراً وشباباً، للكبار، إذ كانوا يستجيبون لتوجيهاتهم، ولا يتقدمون عليهم عند المشي أو الأكل أو حتى الجلوس.

وأكد بعض الشواب أن شهر رمضان المبارك كان لا يحبسهم في بيوتهم، إذ كانوا يتوجهون وهم صائمون إلى أعمالهم، في الحقول، أو في البحر على متن طراداتهم الخشبية لصيد السمك.

وبحسب أحمد محمد عبيد الهالي، فإنه كان يقضي معظم وقته في حقل زراعي، مشيراً إلى أن رأس الخيمة تميزت بأرضها الخصبة التي تُسقى من مياه آبار جوفية عذبة، ما أسهم قديماً في نتاج وافر من الخضراوات والفواكه التي تسوق فيها، بينما فائض الإنتاج يصدر إلى الدول الخليجية.

من جانبه، صوّر عبدالله سعيد الشرهان حال المرأة قديماً بشكل خاص، مشيراً إلى أنه «بعكس حال الأسرة الآن، حيث الخادمة هي القائمة على البيت، كانت المرأة قبل الطفرة الاقتصادية التي نقلت المجتمع إلى حياة عصرية، تتحمل مسؤوليات أسرية جساماً، اعتماداً على ساعديها، إذ صنعت كل احتياجات منزلها، بدءاً من حصد الحب وطحنه بوساطة الرحى، وصناعة (الجفير) وهو وعاء دائري تصنعه النساء من الخوص لاستخدامه في حفظ الأطعمة، كما صنعت (المهفة) التي تستخدم يدوياً للتهوية في فصل الصيف».

وأضاف الشرهان أن «الحصير كان جزءاً مما تصنعه المرأة من خوص النخيل، وكان يفرش في المجالس ليجلس عليه أهل الفريج في رمضان لتناول الإفطار»، وذكر أن المرأة كانت تعد وجبة الإفطار في رمضان اعتماداً على ما تجود به البيئة.

تويتر