أمينة خليل.. رحلة الأدوار المركبة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

صحيح أن الممثلة المصرية أمينة خليل ظهرت في أعمال درامية عديدة، ووقفت أمام كبار الممثلين، إلا أن ظهورها بشكل لافت بدأ عملياً منذ دورها في مسلسل «غراند حياة»، ثم مسلسل «لا تطفئ الشمس»، في رمضان الماضي، وهذا العام بشكل أوضح ودور رئيس في شخصية كاريمان الى جانب الممثل التونسي ظافر العابدين، في مسلسل «ليالي أوجيني» للمخرج هاني خليفة، الذي استطاع أن يظهرها بشكل استحقت عليه دور البطولة، وهي التي مثلت سابقاً تحت إدارة خليفة في فيلم «سكر مر».

بناءً على متابعة أمينة خليل، تدرك أن ملامحها الهادئة والرومانسية حصرتها في أدوار لها علاقة ببنت الذوات، الرومانسية الحالمة، الفتاة الرقيقة، وهذا وضعها في قالب كان من الصعب الخروج منه إلا من خلال نص ومخرج يثير لديها موهبتها التمثيلية في مطارح أخرى، وهذا ما ستلمسه فعلياً في دورها في شخصية كاريمان في مسلسل «ليالي أوجيني».

فتركيب الشخصية نفسها وتطور ملامحها بدأ منذ الحلقة الأولى التي تعرفت إلى شخصية كاريمان، المتزوجة من رجل يتلذذ بضربها وإهانتها، وهي الأم لطفلة، تراها صبورة، ودودة، قادرة على تخبئة مشاعر الحزن أمام معارفها، مضطهدة، محرومة من الفرح، الى لحظة مواجهة بينها وبين زوجها الذي قرر حرمانها من طفلتها، لتراها تحولت فجأة، في ردة فعل من الواضح أنها نتيجة كبت عمره سنوات، ضربته وأصابته، وهربت الى مدينة أخرى، وهي بور سعيد، تركت القصر، لتبدأ رحلتها الخاصة التي ساقتها الى كازينو أوجيني الذي يتردد إليه الدكتور فريد «ظافر عابدين».

من الواضح أن نقلة نوعية في شخصية كاريمان ستبدأ في الحلقات المقبلة، وتغيير جذري في شخصيتها وطريقة حضورها، خصوصاً مع وجود الدكتور فريد وهو غير السعيد أصلاً في علاقته الزوجية.

بالمحصلة، استطاعت أمينة خليل، إلى اللحظة، تقديم شخصية مركبة ومختلفة، واستطاعت بتمثيلها المتمكن أن تقنع المُشاهد بأنه مازال لديها الكثير لتقدمه.

مسلسل أوجيني، الذي يعرض على قنوات فضائية عدة، منها قناة دبي الفضائية، مأخوذة قصته عن النسخة الدرامية الاسبانية «أكاسيا»، وتدور أحداثه في مدينة بور سعيد المصرية، حول طريقة العيش هناك، وشكل الحياة عبر شخصيات عديدة تكون خارج بيوتها بشكل، وداخل بيوتها بشكل مختلف، ومع هذا، سيكون للعاطفة حضورها القوي، الذي ستشهده الأحداث في الحلقات المقبلة.