أكد أن أبناء جيله من الفنانين لم يدخروا أموالاً.. فجنوا التجاهل والنسيان

بالفيديو.. عبدالله صالح: لا تنتظرونا في رمضان

عبدالله صالح: أبناء جيلي يبحثون الآن عن فرصة بأعمال منحازة لمذيعين و«فاشونستات». أرشيفية

«لا تنتظرونا في رمضان.. ولن تجدوا فناناً إماراتياً يستطيع أن يقول لكم بكلمات واثقة، شأن نظيره في الكويت ومصر ومختلف الدول العربية المنتجة للدراما، تابعوني في الشهر الفضيل».. عبارات اختزل بها الفنان الإماراتي، عبدالله صالح، أوجاعاً كثيرة، تواصل مع «الإمارات اليوم» من أجل البوح بها.

أسماء كبيرة أصبحت

تعاني بطالة فنية

مزمنة فُرضت عليها

رغم أن الساحات

الدرامية الخليجية

والعربية تستثمر

أبناءها بشكل

نموذجي.


ضياع «حدك.. مدك»

كشف عبدالله صالح عن أنه فقد دوراً كان مرشحاً له، من قبل الفنان عبدالله زيد، في مسلسل «حدك مدك» الذي يعرض حالياً بسبب الإصرار على وجوده في مواقع التصوير على مدار اليوم، في حين أنه لا يتسنى له، بسبب ارتباطه الوظيفي، تلبية هذا الشرط.

وأضاف: «يعيش أبناء جيلي ظروفاً صعبة الآن، فنحن لم ندخر أموالاً من الفن..ولم نكن نعلم أن فرصنا في الوجود ستغدو ضئيلة إلى هذا الحد، كما أننا لا نستطيع الاستغناء عن وظائفنا الرسمية، لأن أجورنا في الدراما لاتزال ضعيفة ولا تُطعم خبزاً».

وصايا مسمومة

قال الفنان، عبدالله صالح، إن بعض المنتمين للوسط الفني يتخلصون من ترشيحات منافسيهم بوصايا مسمومة، وشائعات يتم الترويج لها.

وأوضح أن «بعضهم يروج: لا تأخذوا عبدالله صالح، فهو كثير الاعتذارات بسبب ظروف عمله الوظيفي».

وشدد أبومروان على التزامه الفني: «لم أُخلّ يوماً بالتزاماتي، لكن في ظل غياب تنفيذ آلية تفرغ الفنان، يجب من إدارات الدراما في تلفزيوناتنا المحلية مراعاة ظروف هذا الواقع، الذي يعيشه كثيرون من الفنانين الإماراتيين».

وتابع «أبومروان»، والد الفنان مروان عبدالله: «كل شيء في ساحة الإنتاج الدرامي المحلي يسير بشكل معكوس، وأصبحت أنا وجيلي، في طي التجاهل والنسيان، فلا يلتفت أحد إلينا، لنصبح خارج حسابات إدارات الإنتاج الدرامي في تلفزيوناتنا المحلية».

وأضاف: «تحت دعوى إتاحة الفرصة للشباب وضخ دماء جديدة، يُمرّر الكثير من التجاوزات تجاه جيل لم يبخل بجهده من أجل المشاركة في أعمال لا يمكن أن تمحى من روائع الإنتاج الدرامي، والآن أصبحنا نحن من يبحث عن فرصة، بعد أن أصبحت الساحة حُبلى بـ(فاشونستات) ومذيعات يتم الزج بهن ومجاملتهن، لمجرد أنهن راغبات في خوض تجربة».

شاهد الفيديو:

غياب للعام الثاني

وقال صالح، الذي يغيب للسنة الثانية، على التوالي، عن شاشات التلفزيونات المحلية في رمضان: «هذه الحال تنطبق على العديد من الأسماء الكبيرة التي أصبحت تعاني بطالة فنية مزمنة فُرضت عليها، رغم أن الساحات الدرامية في العديد من الدول الخليجية والعربية، تستثمر أبناءها بشكل نموذجي، في هذه المرحلة من الخبرة والتجربة».

واستطرد: «فترة الغياب القسرية عن المشاهدين في رمضان كانت ستبقى أطول من ذلك، لولا زميلان يقدران هذه اللوعة، ويعلمان أهمية أن يكون الفنان الإماراتي موجوداً بشكل لائق في الأعمال المحلية، وهما حبيب غلوم، الذي جمع كوكبة من المخضرمين في «خيانة وطن»، وأحمد الجسمي الذي أبهر الجميع بـ«ريح الشمال»، وغيرهما من الأعمال التي أبدع فيها أبناء جيل أحاله البعض إلى التقاعد الفني، بإسقاط نجومه من خياراتهم». وأشار صالح إلى أنه وأبناء جيله لم يتحسبوا للظرف الحالي، الذي يبدون فيه كغرباء على ساحة الإنتاج الدرامي المحلي، حسب تعبيره، مضيفاً: «لم ندخر أموالاً، ولم نفكر في تأمين مستقبل أبنائنا عبر أعمال فنية تلفزيونية ومسرحية، بل كثيراً ما كانت أعمالنا تطوعية أو بأجر زهيد، شغفاً بالفن، وبالدراما التي أثبتت الآن أنها لا تطعم خبزاً لأبنائها، لكن يمكن استغلالها من أجل تلميع دخلاء عليها».

إدارات الإنتاج

ورأى أبومروان أن جانباً مهماً من هذه الحالة يعود لإدارات الإنتاج الدرامي في التلفزيونات المحلية: «اسألوا القائمين على إدارات الإنتاج الدرامي في التلفزيونات المحلية، لماذا يغيب الفنان الإماراتي المخضرم»، لكنه أيضاً رد جانباً من هذا الغياب إلى افتقاد آلية تناسب طبيعة معظم المنتمين للدراما الإماراتية من أبناء جيله، خصوصاً المرتبطين منهم بدوامات رسمية.

وتابع «بسبب تأخر اعتماد خطط الإنتاج كل عام، يضطر المنتج المنفذ إلى تصوير مشاهده بشكل مضغوط يتطلب تفرغاً، في حين أن معظم الفنانين الإماراتيين من أبناء جيلي غير متفرغين، وبدلاً من إيجاد حلول وتنظيم جداول التصوير لاستيعابهم، يتم استبعادهم، والترويج لإمكانية إخلالهم بالتزامات ومواعيد التصوير».

وأضاف: «أصبت بالجلطة مرتين بسبب الإرهاق الشديد، لكن حتى هذا لم يكن كافياً لأن أنزوي بعيداً عن دائرة الفن، لذلك أوجد يومياً في بيتي الثاني، مسرح دبي الشعبي، وأسعى إلى أن أكون حاضراً ببعض الأعمال المسرحية، على ندرتها، كلما سنحت الفرصة، لذلك كانت الفرصة الوحيدة التي اقتنصتها مسرحية موجهة للطفل، بسبب غيابي القسري أيضاً عن (أيام الشارقة المسرحية)، لحسابات ليست بعيدة عن غيابي التلفزيوني».

وطالب عبدالله صالح، في ظل عدم اعتماد آلية تلزم المؤسسات الحكومية بمنح الفنان تفرغاً أثناء انشغاله بمشروع فني، بمراعاة ظروف الفنان الموظف من قبل جهات تنفيذ الإنتاج، لاسيما حينما يكون العمل من إنتاج تلفزيون محلي، مضيفاً: «لا يوجد فنان يقبل التقصير أو الإخلال بالتزامات التصوير، لكن في الوقت ذاته يمكن ضبط جداول التصوير على نحو يراعي هذا الواقع».

وكشف عن أنه رشح بالفعل ليكون مشاركاً في مسلسل «حدك مدك»، الذي يعرض في رمضان الجاري: «لكن للأسف كان المطلوب وجودي في موقع التصوير على مدار اليوم، وهو أمر لا يراعي ظروف الفنان الموظف غير المتفرغ، لذلك أرى أن الحل في ملعب إدارات الدراما التي يجب عليها الأخذ بالحسبان أن كثيرين من الفنانين الإماراتيين هم موظفون، يتطلب وجودهم ظروف تصوير مرنة، وغير مضغوطة بسبب التأخر في تنفيذ مشروعات المسلسلات».

تويتر